لدينا اليوم نبذة مختصرة عن تأسيس المملكة العربية السعودية تتلخَّص في مقال من أجمل الكلمات في هذه الذكرى الوطنية الخالِصة. من خلالها نُدرِك -بإيجاز- ما كان من ملاحِم وبطولات وتضحيات في سبيل ما يعيشه أبنائها الآن على أرضها الطيّبة.
مقدمة
الإنجازات الكبيرة لا تأتي بالصدفة؛ وإنما هي نتاج عمل دؤوب على مَر السنوات والعصور. كانت البداية بتأسيس متين وقواعد راسخة للدولة السعودية الأولى. أو ما كانت تسمى آنذاك بإمارة الدرعية، على يد الإمام محمد بن سعود، سنة ١١٥٧ للهجرة. الموافق ١٧٤٤ للميلاد. ثم تبعتها الدولة السعودية الثانية، والتي كانت تسمى إمارة نجد. ثم الدولة السعودية الثالثة التي أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- سنة ١٣١٩ للهجرة. الموافق ١٩٠٢ للميلاد.
عبد العزيز… المؤسس
كان أسدًا في المعركة، وكان مؤسس دولة حديثة، قاد شعبه وبلاده إلى العالم الحديث؛ اسمه عبد العزيز.
انطلق ستون رجلا في السر في أعماق الصحراء، وكان يقودهم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. كان هدفه استرداد الرياض وتوحيد البلاد. لقد أحَسّ أن هذا هو قدره.
قبل ذلك بعشر سنوات خرج عبد العزيز وأسرته من الرياض. كان عجلان -عامل بن الرشيد على الرياض- يستخدم قصر المصمك وسط المدينة حامية له. ينام كل ليلةٍ ضمانا لسلامته.
ترك عبد العزيز معظم رجاله في الخارج. ثم دخل المدينة ليلا مع مجموعة قليلة منهم. كانت هذه المحاولة الثانية لاسترداد الرياض، فقبل ذلك بعشرة أشهر حاصرها لمدة أربعة أشهر.
تسلَّق عبد العزيز وسِتة من رجاله إلى الدار المجاورة في انتظار طلوع الشمس حين يغادر عجلان المصمك متوجها إلى بيته.
وأخيرا؛ حانت الساعة. بدأ تجهيز خيول عجلان.
هَجَمَ عبد العزيز على عجلان، وأصابه. ودخل عجلان المصمك، ولحق به عبد الله بن جلوي، وقضى عليه. وانتصر عبد العزيز ورجاله على أكثر من ضعفهم عددا. واستردوا الرياض.
كان ذلك في الخامس من شهر شوال عام ١٣١٩ هجري.
توحيد المملكة العربية السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية منذ تاريخ توحيدها على يد المؤسس -المغفور له بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن في عام ١٣٥١ للهجرة – ١٩٣٢ للميلاد، تغيرات تاريخية وتنموية؛ ومن أوائلها بَذرة صالحة لملك صالح. أثمرت طرح مملكة لها ثقل سياسي واجتماعي واقتصادي في العالم أجمع.
ومنذ ذلك التاريخ بدأت التحولات المذهلة تظهر جليَّة على تلك الصحراء. وتحولت كثبان الرمال لمدن تسعى لمنافسة كبريات المدن العالمية.
ومع عام ١٣٥٧ للهجرة – ١٩٣٦ للميلاد، مع ظهور النفط شقَّت المملكة فصلا جديدًا في التطور والتنمية على كافة الأصعدة.
وكان المنهج دومًا مُستمدًا من قوله ﷻ (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
خاتمة
هذا الوطن ما مثله وطن. من مجده قدَّم لنا عز، ومن ترابه زرع فينا الفخر، ومن شموخه رُسِمت كل الأحلام. كبرت الطموحات، وتعددت النجاحات. من إنجاز لإنجاز. من عزيمة الحاضر لرؤية تكتب المستقبل. من أهداف جريئة لمشاريع عملاقة. من إصرار وتصميم لواحد من أكبر اقتصادات العالم. من دعم الشباب لتمكين المرأة في كل المجالات. من بناء الأجيال لوضع مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار.
هذا هو وطننا، اللي يوم يوم يكبر، بعزيمة أهله وحِكمة قادته. هذه هي مملكتنا، مصدر فخر شعبها، وكل من سكنها. هذه هي السعودية. كل عام وأنت بخير يا وطن.