سنتناول هنا أحاديث عن عيد الأضحى وردت عن النبي ﷺ؛ سواءً قولية أو فعلية. هذه وتلك جاءت في كتب الحديث، واخترنا أن نذكر لكم منها الصحيحة فقط؛ وأرفقنا مع كل حديث الرواة وكذلك المصدر. فقد يكون الغرض مع جمع الأحاديث عن عيد الأضحى علميًا للأبحاث والموضوعات، أو للخطباء على المنابر وفي الساحات؛ فوجَب ذِكر الأمر في ثوبٍ كامل -على قدر الاستطاعة- لينفع الجميع.
أحاديث عن عيد الأضحى
وستكون الطائِفة الأولى خاصة بمجموعة أحاديث عن عيد الأضحى فحسْب، ومنها:
وهنا حديث نبوي عن عيد الأضحى ورَدَ في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال (شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الأضحى بالمصلى فلما قضى خطبته نزل عن منبره فأتى بكبش فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال بسم الله، والله أكبر، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي).
وها هو الصحابي جندب بن عبدالله -رضي الله عنه- في حديث عن أضحية عيد الأضحى يقول (شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يعد أن صلى وفرغ من صلاته سلم، فإذا هو يرى لحم أضاحي قد ذبحت قبل أن يفرغ من صلاته، فقال: من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي، أو نصلي، فليذبح مكانها أخرى، ومن كان لم يذبح، فليذبح باسم الله) ~ صحيح مسلم.
وثبت عنه ﷺ (أنه خطب يوم الأضحى فذكر مشروعية النحر بعد الصلاة، وأن من نحر قبل الصلاة فليست بأضحية).
أحاديث عن العيد: الفطر والأضحى
وفي التالي ستكون أحاديث نبوية عن عيدي الفِطر والأضحى معًا؛ ومنها:
عن أم عطية، قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق، والحيض، وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: لتلبسها أختها من جلبابها. ~ صحيح مسلم.
وفي صحيحي البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (لا صوم يومين: الفطر والأضحى).
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال (الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون).
ويقول أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخرج يوم الأضحى، ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة، فإذا صلى صلاته وسلم، قام فأقبل على الناس، وهم جلوس في مصلاهم، فإن كان له حاجة ببعث، ذكره للناس، أو كانت له حاجة بغير ذلك، أمرهم بها، وكان يقول: تصدقوا، تصدقوا، تصدقوا، وكان أكثر من يتصدق النساء، ثم ينصرف، فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم، فخرجت مخاصرا مروان حتى أتينا المصلى، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن، فإذا مروان ينازعني يده، كأنه يجرني نحو المنبر، وأنا أجره نحو الصلاة، فلما رأيت ذلك منه، قلت: أين الابتداء بالصلاة؟ فقال: لا، يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم، قلت: كلا، والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم، ثلاث مرار ثم انصرف) ~ صحيح مسلم.
وقد وردت أحاديث نبوية عن فرحة العيد متعددة، ففي صحيح أبي داود، عن عن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر).
وأيضًا ما جاء عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن أبا بكر رضي الله عنه، دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان، وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى، وقالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن. ~ صحيح البخاري.
وفي صحيح الترمذي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى، حتى يصلي).
ومن صحيح البخاري أيضًا عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق).
وهناك الكثير من ذُكِرَت في كثيرٍ من الكتب وأفادت بها مواقع إسلامية على الإنترنت مثل إسلام ويب والدرر السنية، وغيرها.
فضل يوم عرفة
وبعد أن سردنا أحاديث عن عيد الأضحى أعلاه، لا يليق بنا أن نغادر قبل أن نسلط الضوء على فضل يوم عرفة، وما فيه من أجر وثواب كبير.
فيقول النبي ﷺ (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
وعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) ~ حديث صحيح.
فكُل عامٍ وأنتم بخير، وجعل أيامكم جميعها أفراحًا وسرورًا عليكم وعلى عائلاتكم وكل من تحبون وتهتمون لأمرِهم.