لطالما كان معرفة نتيجة الثانوية العامة هو الشغل الشاغل للبنين والبنات وأولياء أمورهم. فبمجرد ظهور النتيجة يبدأ الجميع في البحث عنها برقم الجلوس أو بالاسم أو بالإدارة التعليمية التابع لها التلميذ ومدرسته؛ أو حتى تبعًا للمحافظة. ولا يوجد فارِق آنذاك بين قسميها العلمي أو الأدبي.
هنا؛ سنحاول مساعدة هؤلاء الطُلاب في الوصول إلى نتيجتهم وطباعتها ومشاركتها الأهل والأصدقاء؛ و -إن شاء الله- يكون النجاح حليف الجميع.
حديث الصباح والمساء
بكاء، دموع، شكوى وغضب؛ جميعها انفعالات اجتمعت بطلاب الثانوية العامة في مصر وامتلأت من خلالها صفحات السوشيال ميديا المصرية، كمشاهد امتحان اللغة العربية بالتحديد التي تصدر كل محركات البحث في مصر.
التلاميذ الخارجون من الامتحان الوزاري شَكَوْا همومهم للكاميرا؛ فالأسئلة -بالنسبة لهم- كانت صعبة والوقت كان غير كافٍ والموضوعات المتناولة لم يُشاهدونها من قبل.
شكاوى تداولها بشكل كبير عدد كبير من الشباب في مصر، وهو ما ساهم في انتشارها عبر دخول الأهالي أيضا على خط الاحتجاج والتذمر من الظلم الواقع بحق أبنائهم وبناتهم -على حد وصفهم-.
حديث الصباح والمساء أيضًا كان بسبب أحد أكثر الأسئلة تعقيدًا -وفق ما نشر بعض المستخدمين- وهو: ما هو جمع كلمة أخطبوط؟ وأيضًا: جمع كلمة حليب.
وقد اِحْتَلَّا السؤالان (جمع أخطبوط + جمع حليب) صدارة جوجل على أنهما واردان في الامتحان الوزاريّ.
إلا أنَّ وزير التربية والتعليم طارق شوقي ردَّ على هذه الادعاءات -ضاحِكًا- في تصريحات متلفزة وقال: لا أعرف من وراء هذه الإشاعات! مُضيفًا: أن أراء الطلاب تباينت عن الامتحانات وأن هناك كانوا سعداء جدًا بها.
لكن هذه الإشاعات أعجبت البعض -على ما يبدوا-؛ فبدأ الجميع يبحث عن جمع هاتين الكلمتين باللغة العربية؛ إما حليب أو حتى أخطبوط.
لذلك انتشرت النكات والمنشورات الساخنة وأيضًا المسابقات لإيجاد الجواب الصحيح؛ رُغم أن السؤال -كما سبق وذكرنا- لم يرِد في الامتحانات الرسمية وفق وزير التربية والتعليم المصري.
امتحانات الثانوية العامة الرسمية هذا العام كانت استثنائيَّة – كما وصفها البعض- بسبب تفشي فيروس كورونا؛ مطالبين الوزارة تخفيف حِدَّتها.
معرفة نتيجة الثانوية العامة
كيف لا تُصبِح معرفة نتيجة الشهادة الثانوية أهم أولويَّات كل طالب وهو ما تعب وسهر من أجلها؛ وهي ما تُحَدد تنسيق حياته التالية، وتحديد الكلية التي ستؤول إليها وِجهته.
تُقدِّم العديد من المواقع خدمة معرفة نتيجة الثانوية العامة برقم الجلوس؛ كما يُمكِن طباعتها للاحتفاظ بالدرجات لكل مادة.
فلنتعرَّف على أبرز هذه المواقع التي توفِّر النتيجة للطلاب:
- موقع وزارة التربية والتعليم: حَدِّث ولا حرج؛ فهو الموقع الأول المنوط له بعرض النتيجة؛ بل أنه الأكثر موثوقيَّة بالطبع لكونه الرَّسمي التابع لوزارة التربية والتعليم.
- موقع اليوم السابع: وهو أحد أشهر وأكبر المواقع العربية على الإطلاق. إلا أنه بات أحد أبرز الوجهات التي يسعى إليها الطلاب الراغبين في معرفة نتيجة المرحلة الثانوية. لا سيما وأن الموقع يحظى بشهرة واسعة في الأصل على المستوى الإخباري.
والنتيجة ستكون لمحافظات جمهورية مصر العربية؛ وهم: محافظة الجيزة، جنوب السويس، شمال بني الشرقية، البحر سيناء، البحيرة، أسيوط، الإسماعيلية، المنوفية، دمياط، مطروح، الأقصر، الفيوم، المنيا، القليوبية، أسوان، سويف، بورسعيد، الشيخ، كفر الجديد، الأحمر، سوهاج، الغربية، سيناء، القاهرة، قنا، الوادي الإسكندرية الدقهلية.
ما يجب على الطلاب!
أيام الامتحانات أيامٌ عصيبة؛ الشاب والفتاة يستعينون بالدعاء واللجوء إلى الله -تعالى- ليرزقهم القوة وحسن الاستفادة وحسن الإجابة والنجاح بتفوق في هذه الأيام.
والدعاء يكون بعد عمل الأسباب.
ومن نِعَم الله -تعالى- أن جعل الاستعداد للامتحانات مع صلاح النية عبادة يُتَقرَّبُ بها إلى الله.
ويجب أن نعلم أن الذي يجتهد أكثر يكون أجره أكثر، ويكون قريبًا من النجاح. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يحُث الشباب على ذلك، فيقول (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير؛ احرص على ما ينفعك).
ومن الحرص على ما ينفع الإنسان أن يحسن استغلال الأوقات، ويجتهد في عمل الأسباب، ويسأل زملائه وأساتذته حتى يفهم الفهم الجيد الذي تبقى به المعلومات، ويحصل به الجواب.
أننا نفرح ونستبشر خيرًا بجيل جديد عندما نجد بعضًا من أبنائنا يستهدفون النجاح بتقادير عالية، ويستهدفون التفوق والطموح للقمة. لكن -أيضًا- يؤلمنا أن نجد من أبنائها كُسالى، يخططون للغش، ويفكرون كيف يحصلوا على النجاح دون عمل أسباب؛ فيتواصون بذلك.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول (من غش فليس منا).
وأيضًا؛ فإن هؤلاء الذين ينجحون بتقادير رديئة وهِمّّة ضعيفة، يقفون في منتصف الطريق ولا يصلون إلى القمة، وكم رأينا من كثيرٍ منهم يتحسرون بعد التخرج من الثانوية أن تقاديرهم لا تؤهلهم للكليات العسكرية ولا الكليات العلمية -الطب والهندسة وغيرها-.
لماذا؟ لأنهم قصَّروا؛ والأن الكسل منعهم من هذه المراتب العالية. فالكسل مصيبة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصباح وفي المساء يستعيذ بالله من الكسل، بقوله (اللهم إني أعوذ بك من الكسل).
وأسوأ من هؤلاء الذين يغشون في الامتحانات، أولئك الذين يدعون إلى الغش، ويُجَمِّعون الشباب، ويتآمرون ويخططون للغش الجماعي ولدعوة الناس للغش.
هؤلاء كلهم من الذين يتعاونون على الإثم والعدوان.
والذي يعمل المعصية ويشعر بأنها معصية ولا يدعو غيره إليها هو أهوَن حالا من الذي يعمل المعصية ويدعو الناس إليها ويهوِّن أمرها.
وبهذه المُناسبة؛ ندعو الأساتذة أن يكونوا على مستوى من الأمانة، وألا يُمَكِّنوا الطلاب من الغش، وأن يُشْعِروهم بأن الطالب الذي يغش وينجح بغِش أول ما يغش نفسه؛ فإنه يتخرج وهو غير أهلٍ للتخرج.
ولذلك؛ من الأشياء التي تُخجِل أن تأتي نتيجة الشهادة الثانوية للطالب ٩٨-٩٩% ثم يأتي في بنتائِج رديئة ضعيفة في أول عامٍ له في الكلية؛ هذا مما يدُل على أن هذا الشاب نجاحه بهذا التقدير مغشوش وأنَّه ليس أهلا لهذه الشهادة.
ومن الحسرات التي نراها الآن ونتألَّم منها، أن بعض الشباب عندما ينتهي من الدراسة الجامعية يُحْرَم من الدراسات العليا لأن تقديره إما مقبول وإما جيد؛ والدراسات العليا تحتاج إلى امتياز أو جيد جدًا عالٍ، وحينئذ يسأل نفسه: ما الذي قضى عليه؟ الذي قضى عليه هو الكسل؛ وربما يكون الغش.
خِتامًا؛ أَدْعُو أبنائي إلى عُلوّ الهِمَّة، فإنها وسيلة قوية للوصول إلى القمة. وأَدْعُوهم -أيضًا- اِحْتِسَاب الدراسة عبادة يتقربون بها إلى الله -جل وعلا- وأن يلِحّوا في الدعاء للوصول إلى الأُمنية المرغوبة، أُمنية الطموح الصاعد.