مرض السكري من الأمراض المزمنة وهو كما نسميه مرض العصر، ولارتفاع نسبة السكر في الدم تأثيرات سلبية عديدة على كافة أعضاء الجسم مثل الكلى والعينيين وغيرها من الأعضاء، ويساعد قياس السكر التراكمي على معرفة نسبة السكر في الدم في أخر شهرين إلى ثلاثة شهور عند مريض السكر.
لذلك علينا دائمًا مراقبة معدلات السكر بالدم بطريقة دورية عند مريض السكري ومحاولة ضبطها وجعلها في معدلاتها الطبيعية، فكيف يتم ذلك وما هي معدلات السكر الطبيعية عند الانسان.
١. قياس معدل السكر التراكمي بالدم
معدل السكر التراكمي كما عرفه استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري “د. حسام الحوري” هو فحص يُعطينا معدل السكر في الدم في أخر شهرين إلى ثلاثة أشهر بالجسم، وهو فحص مفيد جدًا لتشخيص مرض السكري ويمكننا اكتشاف اصابة الشخص بمرض السكر ومتابعته، والسكر له عدة أنواع وأشهرهم:
- سكري من النوع الأول: وهو يمثل نقص الأنسولين.
- سكري من النوع الثاني: وهو يُمثل مقاومة الأنسولين.
وتجدر الاشارة هنا أن الأغلبية العظمى من الناس مصابون بالنوع الثاني من مرض السكري، وغالبًا ما يظهر النوع الأول عند الأطفال منذ الولادة.
٢. مدى خطورة ارتفاع سكر الدم
تكمن خطورة ارتفاع معدل السكر التراكمي في زيادة مضاعفات السكري سواء الالتهابات أو حموضة الدم وعلى المدى البعيد قد يحدث اعتلال للشبكية وقصور الكلى والأعصاب والقلب، كما يجب التنويه أنه من المهم قياس السكر المنزلي والتراكمي والجمع بينهم لتفادي حدوث أخطاء في القياس.
فالسكر التراكمي يكون طبيعي إذا كان في معدل بين ١-٥٪، وما يزيد عن ذلك يعني ارتفاع السكر في الدم، والمقارنة بينه وبين السكر المقاس ضرورية للطبيب قد يتأكد من وجود خلل في سكر الدم.
وعن مرض السكري عند الأطفال قال “د. الحوري” أنه غالبًا ما يحدث عند الطفل بسبب العامل الوراثي، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال إذا كان هناك خلل في الجهاز المناعي عند الأم.
٣. كيف يتم ضبط نسبة السكر في الدم؟
الخطوة الأولى والمهمة لضبط معدل السكر في الدم هي ضبط الغذاء والتقليل من السكريات والنشويات بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، والخطوة الثانية هي أخذ الأنسولين حتى وإن كان لفترة قليلة لحين رجوع السكر في الدم إلى معدلاته الطبيعية.
ومن ثم يمكن أن تكون المحافظة على الغذاء وممارسة التمارين كافية، وتجد الإشارة هنا أنه إذا تم استخدام الأنسولين بطريقة صحيحة يكون أكثر أمانًا من الحبوب على المرضى.
٤. التطبيقات الحديثة لقياس نسبة السكر في الدم
أشار “د. حسام” إلى أنه أصبح يوجد الكثير من التطبيقات لمراقبة نسبة السكر في الدم بطريقة دورية، وأحد هذه التطبيقات يكون عن طريق وضع انبوب تحت الجلد ويتواصل مع جهاز يكون مع المريض لإعطائه قراءات السكر بشكل متواصل، وهذا أمر مفيد جدًا.
بالإضافة إلى أن هذا الجهاز يقوم بإعطاء إنذار للمريض عند ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل كبير ومبالغ فيه، فهذه التطورات الحديثة سهلت على المرضى المحافظة على صحتهم وعدم تطور ارتفاع السكر في الدم.
وكذلك هناك تطبيق آخر يكون بوضع لاصقة طبية على الجسم وعمل مسح على الهاتف المحمول لنسب ومعدلات السكر في الدم، وهذا يساعد المريض على الفحص الدوري لنسبة السكر ومراجعة الطبيب عندما تكون عالية أو أخذ جرع انسولين زائدة عند الحاجة إليها بعد استشارة الطبيب.
٥. أسباب ظهور سكري الحمل عند الحامل
سكري الحمل يكون أقرب إلى النوع الثاني من السكري، وغالبًا ما يكون السبب الرئيسي في حدوثه هو العامل الوراثي، والحمل يزيد من الهرمونات التي تزيد من مقاومة الأنسولين في الدم.
وعند إصابة الحامل بالسكري يجب متابعتها بشكل دوري وقياس نسبة السكر في الدم بعد ٦ اسابيع من الولادة لمعرفة ما إذا كان ذلك عرض أم مرض.
كما أن هناك ارتباط بين مرض السكري والحالة النفسية للشخص، فالحزن يزيد نسبة الكورتيزون وبالتالي يزيد مقاومة الأنسولين، لكن الحزن لا يكون سبب مباشر للسكري ولكنه يكون سبب في إظهار مرض السكري أو التسريع من ظهور الأعراض.
٦. هل يساهم الطب الشعبي في علاج السكري؟
أنهى ” د. حسام الحوري” حديثه بأن هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن القرفة تعمل على خفض نسبة السكر بالدم ولكنها لا تعالجه، والخطورة هنا تكمن في النوع الأول من السكري حيث أخذ عشبة لفترات طويلة والاستغناء عن الأنسولين قد يؤدي إلى حموضة الدم وارتفاع نسب السكر بشكل كبير قد تؤدي إلى الوفاة.
لذلك لا ننصح بالاعتماد على الأعشاب في علاج السكري، فبعض الأعشاب إن كانت تعمل على خفض نسب السكر لا تغني عن أخذ الأنسولين وعلاج السكري بشكل دائم.