من باب العلم النافع أن يسعى المسلم لمعرفة أمور دينه ودنياه، من أحكام وفتاوى وآراء علماء المسلمين. وإليكم هنا 6 فتاوى إسلامية نسأل عنها جميعًا؛ فهيا بنا نعرفها.
هذه الأسئلة الفقهية قام بالإجابة عنها فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله- في أحد لقاءاته العلمية.
هل أصلي بهذه الملابس؟
السؤال: في بعض الأيام يكون لدي محاضرات تجعلني لا أستطيع أن أصلي الظهر في المنزل، وأخاف أن أصليه في مسجد الجامعة لأنني أشك في طهارتي نتيجة للإفرازات التي أعاني منها، فماذا أفعل؟ وهل هذه الإفرازات تنقض الوضوء؟ وهل يمكن أن أتوضأ في الجامعة دون أن أستبدل ملابسي التي بها هذه الإفرازات؟
الجواب: الأصل في صلاة الفريضة أن تؤدّى في المسجد، ولا تؤدى في المنزل إلا للنساء، فمسجد المرأة بيتها وصلاتها فيه أفضل وأكثر ثوابا.
وإذا تيقنت من خروج نجاسة منك فقد وجب عليك الوضوء إلا إذا كان الخارج ريحا جاء من القبل ففي هذه الحالة لا ينتقض الوضوء ولا الصلاة على الأصح.
أما الإفرازات التي تخرج عند التفكير في النكاح فهي المذي وهو ماء رقيق يترتب عليه الوضوء فقط، أما الملابس التي وصل إليها هذا البلل فلا تجوز الصلاة بها ولكن يجوز غسلها ثم الصلاة فيها، أو استبدالها.
هل يجوز عمل الخير بمال مسروق؟
السؤال: هل يمكن بعد أن يتوب السارق إلى الله أن يستخدم الأشياء التي اشتراها بالمال المسروق في أعمال خير تعود عليه وعلى غيره بالنفع مثل تسجيل شرائط قرآن أو غير ذلك أم أن ذلك لا يجوز إطلاقا؟
الجواب: إن من شروط التوبة المقبولة أن ترد الحقوق إلى أصحابها كالاشياء المسروقة أو المغتصبة إذا كانت مما يمكن رده كالمال وغيره، وعليه فإن أي منفعة بالمال المسروق محرمة والتصدق بها غير مقبول، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
وإذا كان الشرع قد حرم شراء الشيء الذي سرقه الغير، فكيف بالانتفاع بالشيء الذي سرقه هو؟ يقول ﷺ «من ابتاع سرقة أو خيانة وهو يعلم أنها خيانة فقد شرك في إثمها وعارها» أي إثم السرقة لإعانته عليها ورضاه بها.
لذلك لا يجوز الانتفاع بالمال المسروق ولكن يجب رده إلى أصحابه.
من هم السفرة الكرام البررة؟
الجواب: السفرة هم الملائكة الذين جعلهم الله سفراء بينه وبين رسله – جمع سافر بمعني سفير أي رسولا وواسطة، أو هم الملائكة الذين ينسخون ويكتبون هذه الآيات بأمره ﷻ، جمع سافر بمعني كاتب وصفة هؤلاء الملائكة أنهم كرام أي مكرمون ومعظمون عند الله ﷻ، وأنهم بررة أي أتقياء مطيعون لله كل الطاعة، جمع بر وهو من كان كثير الطاعة والخشوع لله.
قال الله ﷻ في كتابه الكريم: ﴿كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ | فَمَن شَاء ذَكَرَهُ | فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ | مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ | بِأَيْدِي سَفَرَةٍ | كِرَامٍ بَرَرَة﴾ ~ الآيات 11-16 من سورة عبس.
وقال رسول الله ﷺ «الماهر في قراءة القرآن مع السفرة الكرام البررة».
الاستحمام وغسل الجنابة
السؤال: هل هناك فرق بين الاستحمام وغسل الجنابة؟
الجواب: الاستحمام هو تنظيف البدن من الأوساخ وغيرها، للنظافة أو للتجميل، أما الغسل فهو ما كان بنية رفع الحدث، أي الجنابة من الجماع أو الحيض للمرأة أو للسنة المشروعة كغسل الجمعة مثلا، وفرائضه النية والمضمضة والاستنشاق وتعميم البدن بالماء.
كيف ظن سيدنا يونس أن الله لن يقدر عليه؟
السؤال: يقول الله ﷻ في سورة الأنبياء وذا النون إذ ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ ~ من الآية 87. وذا النون هو سيدنا يونس بن متي -عليه السلام-، والنون هو الحوت. وقد سمي سيدنا يونس بذي النون لابتلاع الحوت له.
وقول الله ﷻ هنا ﴿ظن أن لن نقدر عليه﴾ أي ظن أننا لن نضيق عليه عقابا له على مفارقته لقومه دون أمرنا، أو أنه ظن أننا لن نقضي عليه بعقوبة معينة في مقابل تركه لقومه بدون إذننا.
إذن فـ ﴿نقدر عليه﴾ بمعنى نضيق عليه ونعاقبه، ومنه قول الله ﷻ ﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِرُ﴾ ~ من الآية 26 من سورة الرعد. وكذلك قوله ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ ~ من الآية 16 من سورة الفجر.
السدس للآخ من الأم
السؤال: توفي أخي دون أن يتزوج وأبواه متوفيان قبله وترك إخوة أشقاء ذكورا وإناثا، كما ترك أخا لأم.. فهل لهذا الأخ نصيب في تركة أخي أم لا؟
الجواب: بوفاة ذلك الرجل دون أن يتزوج وقد توفي أبواه قبله عن المذكورين فقط يكون لأخيه من الأم سدس تركته فرضا لعدم وجود الفرع الوارث أو الأصل المذكر، ولأخوته الأشقاء الباقي بعد السدس للذكر منهم ضعف الآنثي تعصيبا لعدم وجود صاحب فرض آخر ولا عاصب أقرب.