ونُكمِل مع كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية، ونصِل إلى العادة الخامسة “أسع إلى فهم الآخرين أولاً ثم اسع إلى أن يفهموك”
هل احترت يوماً فيما يتوجب عليك فعله بشأن مشكلة ما، هل شعرت أن موقفك مختلف تماماً عن أي شخص آخر. إليك نصيحة هامة؛ كن إيجابياً، وتعامل مع المشكلة بإيجابية حتى يتسنى لك الوصول إلى الحل.
فتخيل أنك تعاني من مشكلة في النظر، وقررت أن تذهب إلى طبيب العيون، لكي يقوم بتشخيص حالتك، وبعد أن قمت بشرح الأعراض التي تنتابك قام الطبيب بخلع نظارته وأعطاك إياها، وقال لك ارتدي هذه النظارة، فأنا استخدمها منذ 10 سنوات، وقد ساعدتني كثيراً.
يمكنك أن تأخذها لأن لدي واحدة أخرى في المنزل، وعندما وضعت النظارة على عينك ازدادت المشكلة، وقلت له: هذه النظارة مريعة جداً لا أستطيع أن أرى أي شيء من خلالها.
فرد عليك الطبيب بالقول: إنها نظارة جيدة، حاول بجد أكثر وستنجح، كن إيجابياً.
فرددت عليه: إني أحاول بجد، ولكنها لا تناسبني، فكل شيء معتم، وغير واضح.
فوبخك قائلاً: يا لك من شخص جاحد بعد كل ما فعلته لمساعدتك.
ما هي فرصة عودتك لهذا الطبيب؟ وما هي احتمالية أن تقوم باستخدام نظارته؟
قد تُفكر بعدم الذهاب إليه مرة أخرى، لأنك لن تثق بأي شخص يقدم العلاج دون أن يقوم بتشخيص الحالة، وبالتأكيد لن تستخدم نظارته.
فهذا ما تُفكر به تماماً، فإن العديد من الناس يقومون بهذا السلوك بشكل يومي، خاصة في الأمور التي تتعلق بالتواصل مع الآخرين، حيث يقوم مُعظمنا بالاندفاع لتقديم النصائح السديدة، وننسى أهمية أخذ الوقت الكافي من أجل التشخيص وفهم المشكلة في المقام الأول فهماً جيداً.
الإنصات بنية الرد وليس بنية الفهم؛ بمعنى أن الإنصات دون فهم يؤدي إلى تأزم المسألة، ولم يتم الوصول إلى حل.
الاستماع التعاطفي
يعتبر الاستماع التعاطفي أفضل الحلول في مشاكل التواصل مع الآخرين، حيث إنه يقوم على الإنصات بنية فهم الآخرين دون التعجل في إسداء النصائح والحلول.
فمن خلاله تتمكن من الغوص في أعماق الشخص الآخر، وترى العالم بالطريقة التي هو يراها، وتفهم منظوره الفكري، وشعوره، وبالتالي؛ تحثه على الانفتاح، والثقة.
يجدر الإشارة هنا أن الاستماع التعاطفي لا يُركز على الكلمات والتفكير فيها، وفي معناها فقط، فقد أثبتت الدراسات أن عشرة في المئة فقط من تواصلنا مع غيرنا يتم عن طريق الكلمات، وثلاثين في المئة عن طريق نبرة الصوت و 60% يتم من خلال لغة الجسد.
إذًا عليك أن تسعى إلى فهم الآخرين قبل السعي وراء فهمهم لك. وهذا ما ينص عليه كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية في العادة الخامسة.