كلنا نعلم أنه حين يهلّ شهر رمضان، نسارع إلى إتمام الكثير من الأمور المتعلقة بهذا الشهر، ونستعد له من مختلف الاتجاهات، الروحانية، والنفسية، والاجتماعية. وفي مقالنا معلومات عن شهر رمضان سنكتب لك خمسة معلومات قيّمة.
كأنه ضيفٌ عزيز قد أتى بعد طول غياب، ولابد أن نلاقيه بالترحيب الملائم، نرجو ما فيه من خيرات يدرها علينا بالأعمال الصالحة التي نؤديها في هذا الشهر الكريم، من الصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن وتدبره.
نشعر بالبهجة والغبطة، التي تتجلى واضحة في الظواهر الاجتماعية التي اعتدنا علمها، كطقوس لا يجب أن نغيرها، رغم أن كثير منها لا معنى له سوى أنه احتفالًا بقدوم الشهر الكريم، إلا أننا لا يمر عام يأتي فيه رمضان ولا نقوم بهذه الطقوس، كأنها واجب لابد من تقضيته احتفاءً بقدوم هذا الشهر المبارك.
تلك الطقوس منها تعليق الزينة، والفوانيس، وشراء الفوانيس لأطفالنا، وازدحام الأسواق وتزاحمهم على حوانيت بيع الياميش والخشاف، واللوازم لتقضية شهر رمضان في الولائم والعزومات، ومرور المسحراتي، ومدفع الإفطار، وشراء الكنافة والقطايف التي لا تظهر إلا في رمضان وتختفي باقي العام.
كلها طقوس اعتدنا عليها منذ وعينا للحياة، وهي طقوس استمرت لأزمان طويلة في الماضي، وسوف تستمر حتى تفنى الأرض ما بقيت الأمة الإسلامية.
ولكن، لعل يتنامى داخل عقلنا تلك الأسئلة التي تفتش عن أمور حول شهر رمضان، وبالتالي قد نتساءل: لماذا سمي شهر رمضان بهذا الإسم؟ ولماذا فضل على غيره من الشهور؟ وما الأحداث التاريخية التي كان هذا الشهر معين للمسلمين فيها وأمدهم بخيراته؟ أسئلة كثيرة نرقبها، ولا نجد عنها إجابة.
وإليك ٥ معلومات عن شهر رمضان
في هذا المقال سوف نتكلم عن كثير من الأمور التي لا نعرفها، معلومات عن شهر رمضان نود أن نعرفها عن هذا الشهر الفضيل، وعن الأفضلية التي ميزه بها الله على باقي الشهور.
١. سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم
اختلف العلماء في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، فمنهم من ربط تسمية شهر رمضان بهذا الاسم لارتباط مجيئه -غالبًا- في الحر الشديد، لذلك اشتق العرب كلمة (رمضان) من الرمض، أي شدة الحر.
ومنهم من ذهب إلى أن التسمية جاءت من أخْذ القلوب فيه من حرارة الإيمان، والموعظة، كما تأخذ الحاجرة والصخور من حر الشمس، وفريق ثالث يرى أنها مأخوذة من (الرمض) أي: الاحتراق، وذلك أن الذنوب والسيئات تحترق بالأعمال الصالحة.
وفريق رابع، يرى أنها مأخوذة من غسل الذنوب بالأعمال الصالحة، وهي مشتقة من الرميض، والرميض هو السحاب والمطر في آخر الصيف وبداية الخريف.
وقيل أن سبب التسمية أن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم، أي يعدونها ويجهزونها للاستعداد للحرب في شوال.
وكل تلك الأقوال اللغوية في تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، لا تدل إلا على عظمة ذلك الشهر في نفوس المسلمين، ورغم تناقض الآراء فيها إلا أنها اتفقت في خيرية ذلك الشهر؛ سواء إن كانت تحرق الذنوب، أو تغسلها، ففي كل الأحوال الشهر يمحي الذنوب والسيئات التي يرتكبها المسلم في الأيام الأخرى.
وفيه معنى “تجهير الأسلحة والاستعداد للحروب” دلالة على أن الشهر كان يمد المسلمين بالهمة والنشاط والقوة، والمباركة من الله -تعالى-.
٢. متى فرض صيام شهر رمضان؟
الصيام ركن أساسي من أركان الإسلام، إذ لا يكتمل إسلام المرء إلا بصيام شهر رمضان. وقد جاء فرْض الصيام متأخرًا في الدعوة، لأنه لم يُفرض إلا بعد هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، التي كان تركيز الدعوة فيها على الحدود والأحكام العملية أكثر، وقد فُرض صيام بعد انتقال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة بسنة ونصف السنة، أي في العاشر من شعبان، في السنة الثانية للهجرة. وفي ذلك إشارة إلى استحباب الاستعداد لشهر رمضان مع حلول شهر شعبان لتهيئة المسلم لتحمل الصيام، والدأب على العبادة، والله أعلم.
وقد ثبت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد صام تسعة رمضانات في تسع سنوات.
٣. كيفية الاستدلال على حلول شهر رمضان
إن الاستدلال على حلول شهر رمضان يتم بأحد أمرين؛ الأول: رؤية الهلال، وثبوت دخوله من مسلم، بالغ، عاقل، فإذا شوهد الهلال فإن شهر رمضان قد وجب دخوله ولابد أن يستعد المسلمين لصيام أول أيام شهر رمضان الكريم من صلاة الفجر.
الأمر الثاني: هو اكتمال شهر شعبان ثلاثون يومًا، فإن الشهر القمري عادةً ما ينتهي عند اليوم الثلاثين، لذلك فإن المسلم يترقب الهلال من الليلة الثلاثين في شهر شعبان، فإن لم يُشاهد الهلال، فإن المسلم يتم شعبان ثلاثين يومًا.
ولا أغفل أن أقول: أن الاستدلال على حلول شهر رمضان لا يتطلب سوى شاهد واحد، بعكس الاستدلال على خروج من شهر رمضان ووجوب عيد الفطر المبارك، لا يتم إلا بوجود شاهدين، وذلك لأن الخروج من العبادة يتطلب احتياط أكبر من الدخول فيها، كما فسر أحد العلماء.
٤. لماذا فضل شهر رمضان على غيره من الشهور؟
ارتبط حلول شهر رمضان بحلول الكثير من الخيرات والبركة، وهي هبة من الله – سبحانه وتعالى- ورحمة منه، وفي هذا الشهر يحتفي المسلمون بتنزل القرآن الكريم من السماء الدنيا، وهي الأفضلية الأولى التي تُبنى عليها باقي الخصائص المميزة لهذا الشهر الكريم.
فشهر رمضان شهر البركة، وصيامه واجب حتى يتم للمسلم إسلامه، وفيه ليلة هي عند الله خير من ألف شهر؛ تتنزل فيها الملائكة والروح -وهو جبريل- فتضيق الأرض من وجود الملائكة عليها وهي تحيط مجالس الذكر والعلم، كما تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين في هذا الشهر الكريم.
٥. أحداث تاريخية مرتبطة بشهر رمضان
ارتبط شهر رمضان بالعديد من الأحداث التاريخية، والتي إن دلت فإنها تدل على الهمة التي يمدها هذا الشهر في النفوس، ومدى الخير والبركة التي حلت على الأمة الإسلامية أثناء خوضهم العديد من المعارك التي صادفت نزولها في هذا الشهر الكريم.
ففي شهر رمضان، تحديدًا في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، قامت أول معركة كبرى في التاريخ الإسلامي، وهي غزوة “بدر” الكبرى. وقد تم فتح مكة في شهر رمضان، في العشرين من السنة الثامنة للهجرة.
وقد انتهى الصليبيين في معركة حطين، والتي كانت في السادس والعشرين من شهر رمضان، كما تأسست الدولة الأموية الإسلامية في الأندلس في الخامس عشر من رمضان لسنة مائة وثمانية وثلاثين هجريًا.
وقامت معركة عين جالوت في الخامس والعشرين من رمضان لسنة ستمائة وثمانية وخمسون، وكانت بقيادة سلطان مصر “قطز”، والتي أوقفت المد المغولي.
ولا نغفل حرب أكتوبر، في العاشر من رمضان، والتي توجت فيها مصر بانتصار كبير استردت فيها كرامتها، وأراضيها.
كل تلك المعارك قامت في شهر رمضان المبارك، كأن حلول الشهر فيه تحفيز للمسلمين، وشحذ للهمة، والتسلح بقوة البركة والخير التي وهبها الله للمسلمين في شهر رمضان.
إن إفراد الحديث عن شهر رمضان لن يكفي في أسطر معدودة، فهو شهر الحياة، والتجدد، والإيمان، وفيه رحمة وبركة للمسلمين، خصوصًا الصائمين منهم أتم الصيام.
وللقليل الذي أفردته في الأسطر المعدودة السابقة، والذي يبين مدى أهمية الشهر الكبير، وكذلك معلومات عن شهر رمضان الفضيل، فإن في احتفاء الناس به والاستعداد له حقٌ كبير، لطالما توجنا فيه بالنصر، والسعادة، والغبطة، وكان وجهه بشرًا للمتسلحين ببركته وخيراته.