يُعد مرض الأكزيما “التهاب الجلد التأتّبي” واحداً من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً في عيادة أطباء الجلد، وهو عبارة عن مرض جلدي غير معدٍ يظهر على شكل جفاف، واحمرار، وانتفاخ، وتهيج مع حكة مصاحبة له في الوجه وباطن المرفق، وخلف الركبة، وفي اليدين والقدمين كذلك. وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر عن هذا المرض، أسبابه وعلاجاته.
ما هو مرض الأكزيما
توضح لنا الدكتورة “ريتا سمور” الاختصاصية في الأمراض الجلدية مرض الأكزيما قائلة: أنه لا يمكن اعتبار مرض الأكزيما مرضاً واحداً بل هو عبارة عن مصطلح عام لعدة أمراض جلدية غالباً ما تكون مزمنة، وتظهر على شكل جفاف بالجلد؛ حيث يفقد الجلد الطبقة الدهنية التي تحميه، وبالتالي يكون المرض مميزاً بثلاثة أعراض وهما: جفاف الجلد، والاحمرار، والحكة.
أنواع الأكزيما
• أكزيما الأطفال: والتي توجد بانتشار واسع في عيادات الجلدية؛ حيث ١٥-٢٠٪ من الأطفال قد يصابون بالأكزيما قبل عمر الخمس سنوات، والتي لا تعتبر خطيرة ولا معدية ولكنها تسبب إزعاجاً لدى الأطفال بسبب الحكة المصاحبة لها خاصة وقت النوم. ويُمكن القول أن أكزيما الأطفال تتحسن بشكل واضح مع العمر.
• الأكزيما الدهنية: والتي تصيب المراهقين، والتي تعتبر نوعاً من الحساسية تظهر في صورة احمرار شديد وقشور غالباً ما تكون في فروة الرأس، أو قد تظهر بالوجه عند الحاجبين أو حول الأنف.
وتعتبر غير خطيرة أيضاً ولكنها مزعجة جداً للمراهقين ويمكن أن تتحسن باستخدام بعض العلاجات الموضعية المتاحة.
• أكزيما اليد: والتي تصيب ربات البيوت غالباً، أو قد تصيب أصحاب بعض المهن حيث يظهر التهاب الجلد بسبب التعرض الدائم للرطوبة وغسل اليدين المتكرر (أكثر من ٦ مرات نهاراً) خاصة في فصل الشتاء.
• الأكزيما التلامسية: وهو عبارة عن نوع من الحساسية ينشأ عندما يلامس الجلد بعض الأشياء كالمنظفات أو بعض أنواع العطور، أو مستحضرات التجميل.
أسباب مرض الأكزيما
أما عن الأسباب، فإن السبب الرئيسي للأكزيما غير معروف ولكن هناك عدة أسباب تساهم في تكونه منها:
• الوراثة: والتي تسبب أكزيما الأطفال تحديداً، فمثلاً يكون هناك شخصاً بالعائلة لديه بشرة جلدية حساسة أو شخص ما بالعائلة لديه ربو أو حتى حساسية بالأنف؛ مما يزيد من فرص الإصابة بالأكزيما لدى أطفال العائلة، ولكن هناك بعض العوامل الخارجية كالتلوث، الغبار، والتغيرات المناخية أيضاً قد تسبب أكزيما لدى الأطفال.
• العوامل البيئية المختلفة: فإن أكثر حالات الأكزيما تظهر في فصل الشتاء حيث يكون الطقس بارداً وجافاً أيضاً. فالترطيب في هذا الفصل مهم جداً، وفي فصل الصيف تكون البشرة رطبة أكثر نتيجة الإفرازات الدهنية.
والأكزيما يمكن تشخيصها بالفحص السريري أولاً؛ حيث يمكن اكتشاف الأكزيما بنسبة ٩٩,٩٩٪ بالفحص السريري، ويمكن للطبيب فقط أن يحدد ما إذا كانت الإصابة بالأكزيما أو أي مرض جلدي آخر مشابه مثل العدوى الفطرية مثلاً، وغالباً لا يحتاج المريض إلى القيام بأي فحوصات مخبرية إلا في الحالات الشديدة جداً والتي تكون متكررة بشكل واضح، فهنا يمكن للمريض أن يقوم بعمل فحص للتأكد من إذا ما كان المسبب نوعاً من الأشياء التي يستخدمها بشكل دائم مثل بعض المستحضرات التجميلية أو نوع عطر معين مثلاً.
وهناك نوعاً جديداً من الفحص الطبي للأكزيما يعرف باسم “Patch testing”، وهي عبارة عن لاصقة توضع على ظهر المريض والتي تحتوي على تقريباً ٤٠ مادة من أكثر المواد التي قد يلامسها الشخص يومياً مثل النيكل، عطر معين، المواد الحافظة التي توجد بمعظم مستحضرات التجميل، وغيرها من المواد، ومن خلال هذه الطريقة النادرة يمكن معرفة السبب الرئيسي لتلك الحساسية.
علاج مرض الأكزيما
وعن العلاج، فإن علاج الأكزيما غالباً ما يكون موضعي ويمكن السيطرة عليها، ولكن هناك بعض الحالات الشديدة والمتكررة والتي يمكن أن تُعالج بطرق أخرى مثل العلاج بالضوء “Phototherapy”، أو باستخدام بعض الحبوب أو الأبر، وبما أن مرض الأكزيما مرض مزمن فإن العلاج غالباً ما يستمر لفترات طويلة جداً، والمهم بالعلاج هو ترطيب البشرة وشرب الماء بكميات كبيرة.