يا جماعة أرجو منكم بعد أن تفرغوا من قراءة هذا المقال أن تكفوا عن ترديد الأسطوانة المشروخة وإعادة الكلمة المكرورة «ما عندنا مشاريع»! فكاتبكم يحمل لكم اليوم البشرى اليوم بافتتاح مشروع «عظيم» انتهى للتو، مشروع فريد من نوعه طال انتظاره فأقيم له «حفل بهيج» و«قص شريط» و «جمهور غفير» وكاميرات مصورين وهدايا فخرية ودروع تذكارية وصور للذكرى كما حضرت فيه كل الأمور التي تحضر عادة عندما تحضر «الطهبلة»!
أيها السادة، قبل أيام كان الافتتاح العظيم والتغطية الإعلامية المميزة لافتتاح «مواقف سيارات».. نعم لقد قرأتموها بشكل صحيح «حفل افتتاح مواقف سيارات» لأحد المستشفيات القريبة من هنا، وهذا السبق العظيم بأن يكون لمواقف السيارات «حفل افتتاح» و « شريط أحمر» هو ابتكار محلي خالص يؤكد بما لا يدع شكا أن «لنا الصدر دون العالمين أو القبر»!
كنت أتمنى الآن أن تكونوا بجانبي وأنا أشاهد صور الافتتاح العظيم في أحد مواقع الإنترنت، فالصورة المعبرة الأولى كانت لقدوم راعي الحفل مدير المستشفى بسيارته الخاصة المحاطة بعدد كبير من موظفي المستشفى وعمال المشروع وموظفي الأمن والسلامة الذين ينتظرون بفارغ الصبر نزول سعادته! ثم صورة أخرى لراعي الحفل مدير المستشفى ومساعده وهو «يهم» وأرجو أن تدققوا جيدا على كلمة «يهم» بقص شريط افتتاح المشروع، وهو الشريط المربوط جيدا من طرف «ماسورة » إلى طرف أخرى!
هل تريدون الصورة الثالثة؟ حسنا، يظهر في الصورة الثالثة سعادة مدير المستشفى ومساعده ومدير إدارة الخدمات المساندة وهم يتجولون في أنحاء المشروع لتفقده والاستماع للشرح الهام من سعادة «مقاول المشروع»! أرجو أن تبقوا هنا حتى أشرح لكم الصورة الرابعة، هدية «تذكارية » لست أعلم ممن؟ ولمن؟ المهم أنها «هدية تذكارية» وكفى، وإلا بالله عليكم كيف يصح حفل افتتاح دون هدايا تذكارية!
أيها السادة، هل أصبنا حقا بهوس «حفل افتتاح» و « شريط أحمر» و «دروع تذكارية» حتى والمشروع لا يعدو كونه «مواقف سيارات»!
بقلم: ماجد بن رائف
وهنا تقرأ في مقترحاتي:
- بداية مع: وعاء المشروعات الحكومية.. «مخروم»!
- ثم: «المرور».. الترقية المستفزة
- مرورًا بـ: الانتقام من نظام ساهر
- وختامًا؛ مع: «واو» من المحيا إلى الممات!