نعم، يجب أن نسأل بجِد؛ كيف نستغل وقت فراغ الأبناء في الإجازة استغلالا صحيحا؟ هذه الإجازة الطويلة التي يعبرها أبنائنا بلهيب صيفها وطول أيامها؛ بعض الأمهات تشتكي في هذه الإجازات أن أبنائها انفرط عقدهم وتلومت أخلاقهم وتنمرت طباعهم، وبدأت الشحناء بينهم والمشاكسات؛ هذا نائم وهذا مستيقظ وهذا يأكل وهذا يشرب وهذا يريد الخروج وهذا لا يريد البقاء.. أعان الله الأمهات، خاصة على الأبناء في الإجازة.
حتى أن بعض الأمهات وبعض الآباء يقول “يا ليت الدراسة تأتي غدا، فإني ضجِرت من هؤلاء الأبناء وتنوع طلباتهم وعدم الوصول إلى الرضا معهم”.
وبعضهم يطرح أسئلة مثل: كيف اشغل وقت فراغ اولادي؟ كيف أنظم وقت اولادي في الإجازة؟ أفكار للإجازة الصيفية للأطفال؟ نريد جدول تنظيم الوقت في الإجازة الصيفية للصبيان والبنات!
ألا يستحق أبنائنا منا نظرة رحمة بأن نساعدهم وأن نجتهد معهم في تنظيم هذا الفراغ الجميل؟
وقت فراغ الأبناء في الإجازة
الفراغ نعمة، بشرط أن يُستغل في طاعة أو يُستغل في ما ينفع. يقول الرسول ﷺ (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ).
نحنُ لا نُعين بعْضُ أبنائنا في الصيف على أن يكتسب موهبة جميلة، أو هو موهوبٌ فنُنمي موهبته. بعضُ أبنائنا لا يعرف الخط ولا يعمل على تحسينه، ما أجمل أن يعطى دورة! وبعضهم لسانه ثقيلٌ أو غير فصيح في القرآن؛ نقوّي لسانه.
بعضُ أبناؤنا يستطيع أن يكتسب مهارة معينة كإصلاح الجوالات، نُعطيه دورة، وبعضهم يحتاج إلى الفروسية، نذهب به ليتعلم في نادٍ مأمون وصيفي جميل ورِفقةً طيبة.
نحن مخطئون
اجعلهم يتنافسون في مسابقاتٍ في البيت، أو في صلة الرحم؛ وغيرها من المشاريع الكثيرة جدًا.. لكن البعض منا ترك ابنه أمام الألعاب الإلكترونية، فاحترقت عيونهم ورحل ذكائهم وانتفخت أبدانهم وقلّت صحتهم، وعظامهم بها هشاشة.
والسبب أن الآباء تركوا لهم الهامبرجر والبطاطس والوجبات السريعة في أيديهم أو أمامهم ومعهم هذه الألعاب التي يلعبون بها، ثم دمرت ما بقي فيهم من ذكاء وعافية.
استغل وقت فراغ أبناءك في الإجازة استغلالا صحيحًا
نحتاج إلى أن نقُصّ -نحن الآباء والأمهات- سيرة محمد -صلى الله عليه وسلم- أو أن نضع عليها مسابقة جميلة.
معاني القرآن؛ كل يوم أربع معاني، ما معنى حمر مستنفرة؟ ما معنى قسورة؟ ما معنى لإيلاف قريش؟ ما معنى غاسق إذا وقب؟..
مسابقات جميلة، والذي يُجاوبها نعطيه جائزة جميلة، ويكون حِراك داخل البيت.
دور تحفيظ القرآن تشرِع أبوابها في الصيف، فلماذا لا ندافع بنيّاتنا ليتَعَلَّمُوا مهارة الحفظ والقراءة؛ وهناك أيضًا مهارات أخرى.
المهم أن نشغلهم بالطاعة حتى لا يشغلونا بالمخالفة، وحتى أيضًا لا ترحل المعلومات التي جمعوها في عامٍ كامل، فبعض الإجازات تدمر المخزون المعرفي عند بعض الأبناء لأنه كان يسعى إلى الغباء لا إلى الزكاء.