إنَّ الهرمونات تؤثّر بشكل كبير في حياة الإنسان، قد تتحكم في المزاج، في السعادة، في الوزن، وهناك هرمونات لها علاقة بالمناعة، وهرمونات تتحكم في التبادل الأيوني في الجسم، ومسار الماء في الجسم، وعمليات الأيض، والعمليات التابعة للأيض، وكلها تسير بدقة جدًا.
ولذلك من الضروري التوعية حول موضوع (الهرمونات) وأهميتها وأثرها في جسم الإنسان، والمشكلات التي قد تسببها للإنسان إذا اختلت عن مستواها الطبيعي، لكي يتنبه لها ويبادر إلى الطبيب المعالج إذا استشعر في داخله أي نوع من عدم الاتزان، فيتلقى علاجًا مناسبًا ويحافظ على سلامة صحته.
ما الهرمونات؟
تُجيب الأستاذة “نسرين أبو الجدايل، أخصائية مختبر، والمشرفة على قسم إعداد التحاليل الطبية وفحوصات الزواج” أن: علم الهرمونات علم واسع، وهي المركبات الكيميائية التي تُفرز من الجسم، إما عن طريق الغُدد، او عن طريق الأعضاء، وكل هرمون له وظيفة محددة تعمل بدقة وتعقيد؛ كل غدة وكل عضو في جسم الإنسان مسئول عن إفراز هرمون معين، له وظيفة معينة، فإذا حدث أي اضطراب في أحد الهرمونات يؤدي ذلك إلى مشاكل في الجسم، لذلك إذا استشعر المريض أي خلل في جسمه، أو عدم اتزان، يجب أن يذهب إلى الطبيب فورًا ليقوم بالتشخيص، وعمل التحاليل اللازمة.
مثلًا: الغدة النُخامِية: من أهم غدد الجسم، وهي عبارة عن ثلاثة فصوص موجودة أسفل القاع في الدماغ؛ فص أمامي وفص خلفي وفص وسطي، الفص الأمامي والوسطي يفرزان ٨ أو ٩ هرمونات، والفص الخلفي يفرز هرموننين فقط، واحد منهم يُفرز عند الولادة لتوسيع الرحم عند المرأة.
هذه الهرمونات مختلفة في التركيب الكيميائي، ورغم أن الهرمونات الموجودة عند الرجل تكون هي نفسها الهرمونات الموجودة عند المرأة، فإنها تعمل عند الرجل بطريقة تختلف مما عند الرجل؛ فمثلًا: الهرمونات الجنسية: توجد عند المرأة كما توجد عند الرجل، ولكنها تعطي صفات الذكورة عند الرجل، وتعطي صفات الأنوثة عند المرأة، وفي بعض الأحيان قد تعاني المرأة أنها (مُشْعرة)، فذلك يعني أنها تعاني اضطرابًا في الهرمونات، ويكون هرمون الذكورة عندها مرتفعًا عن معدله الطبيعي، وفي هذه الحالة يجب أن ترجع إلى الطبيب ليقوم بعلاج مستوى هرمون الذّكورة ليعود إلى المستوى الطبيعي عند المرأة.
ومِن الهرمونات:
- هرمون الحمل: وهو الذي يمد الطبيب بمدة الحمل، ويقاس بوحدات دقيقة، فيحدد عدد أسابيع الحمل، والتسع شهور المخصصة للحمل تكون مقسمة على أسابيع تبعًا لهذا الهرمون، فكلما ارتفعت نسبة الهرمون يعني ذلك ازدياد فترة الحمل، لأن قياسه يختلف في الأسبوع الأول عن الثاني عن الثّالث… وهكذا حتى تتم الولادة فيعود إلى مستواه الطبيعي.
- هرمون الأنسولين: عضو البنكرياس يقوم بإفراز الإنزيمات والهرمونات بآلية دقيقة جدًا، فمن ناحية الهرمونات، يوجد نوعين من الخلايا: خلايا ألفا، وهي المسئولة عن إفراز هرمون الجلوكاجون، وخلايا بيتا، وهي المسئولة عن إفراز الأنسولين، وكلا الهرمونين يعملان بآلية دقيقة جدًا، فإذا ارتفع مستوى السكر في الدم، تفرز خلايا بيتا (الأنسولين) ليخفض من مستوى السكر في الدم، حتى لا يتعرض الإنسان للغيبوبة مثلًا، وإذا انخفض مستوى السكر في الدم، يقوم (الجلوكاجون) برفعه، حتى يحدث توازن للسكر في دم الإنسان، والبنكرياس أيضًا به خلايا تُفرز إنزيمات لكي تحطم السكريات وتهضم البروتينات والدهون، وكل إنزيم له وظيفة خاصة، فإنزيم البروتين غير إنزيم السكريات.
أعراض يلاحظها الإنسان إذا حدث اختلال لأي هرمون في الجسم
إن تشخيص الخلل يعتمد على الشكوى، فإذا شعر المريض بعدم التّوازن في جسمه لابد من مراجعة الطبيب ليحدد مكان الخلل ويعالجه إما بالنظام الغذائي أو الأدوية المعينة، والأكل الصحي لابد منه عمومًا لكي يتوازن الجسم.
فمثلًا: إذا قمنا بقياس مستوى هرمون الكورتيزون في الصباح، نلاحظ أنه يختلف عن قياس مستواه في الليل، رغم أنه نفس الهرمون، ففي الصباح يكون مرتفع، نظرًا لأن الإنسان عادةً ما يكون في الصباح نائمًا، وحالته المزاجية جيدة، ومع النشاط اليومي تبدأ نسبة الهرمون تقل تدريجيًا.
وبعض السيدات تعاني صعوبة في الحمل، أو تواجه اضطرابات في الدورة الشهرية، فتطلب منها الطبيبة إجراء تحاليل معينة، لابد من التقيد بتعليماتها، خاصة في مواعيد التحليل، لكي تستطيع الطبيبة أن تحدد الخلل بدقة.
وكل هرمون له تحاليله الخاصة، ولكنها غالبًا ما تتم في الدم، فإذا اشتكى المريض من ظهور أعراض غدة: كالحرارة، أو تساقط الشعر، أو الاضطرابات، فسيطلب الطبيب تحاليل الغدة المناسب، وقد يطلب من المريض أن يتوقف عن علاج معين يأخذه وهو ما يسبب هذا الخلل.