تختلف الآراء حول موعد إعطاء الطفل وجبته الأولى من الطعام بعد أشهر الرضاعة، وتتنوع المعلومات عما يجب تقديمه له وعما هو آمن أو غير آمن، وتشكل هذه الخطوة قلقاً كبيراً عند بعض الأمهات الجدد إن كان الطفل ينال كفايته من الطعام والفيتامينات والمعادن، فما هي مراحل التغذية المناسبة للعام الأول؟ وماذا يمكن أن نقدم لأطفالنا؟
متى يمكن بدء تغذية الطفل على الطعام؟
قالت اختصاصية التغذية “ريهام شمس الدين” البروتوكول الذي أقرته منظمة الصحة العالمية يفيد بضرورة إرضاع الطفل لمدة ستة أشهر كاملة دون التطرق إلى تغذيته بأي طعام آخر، بينما ما أقرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال هو إمكانية تغذية الطفل على الطعام بدءً من عمر الأربعة شهور، والاختيار بين هذين الرأيين يتوقف على جاهزية الطفل لتناول الطعام، حيث إن بعضهم قد لا يستطيع الجلوس المستقيم على عمر الأربعة شهور وهو ما قد يعيق إطعامه.
وتابعت “أ. ريهام” وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات أثبتت أنه كلما تم التبكير بإطعام الطفل في أعمار أصغر كلما انعدمت عنده فرص الإصابة بحساسية الطعام، ومن هنا نرجح أن عمر الأربعة أشهر جيد لبدء إطعام الطفل بشرط جاهزية الطفل لذلك، وتلك الجاهزية تظهر من خلال قدرة الطفل على الجلوس، وتركيز نظره على الأهل عندما يتناولون الطعام مع تحريك فمه بطريقة تشبه المضغ تقليداً لأبويه، وقدرته على تحريك لسانه للداخل والخارج والجانبين بطريقة ملحوظة.
ما هي الأطعمة المفترض البدء بها لتغذية الأطفال؟ وكيف تُحضَّر؟
عند الشروع في تغذية الطفل على الطعام لابد من البدء بالخضروات والفواكهة الطازجة فقط، وهنا نؤكد على عدم صحية البدء بإطعام الطفل على حبوب ومأكولات الأطفال الجاهزة المدعمة أو على الأرز، لأنها منتجات مصنعة وفي الغالب تحتوي على كمية من السكر، وكذلك لعدم إكتمال نمو الجهاز الهضمي للطفل مما يجعل تلك الأغذية صعبة الهضم بالنسبة له.
وأردفت “أ. ريهام” وأنسب طرق تحضير الخضروات والفواكه الطازجة للأطفال هي السلق أو طبخها على البخار، وإن كان الطهي بالبخار أفضل من السلق لأنها طريقة تحضير تحافظ على محتوى الغذاء من المعادن والفيتامينات وباقي القيمة الغذائية للطعام.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الضروري تثبيت نوع واحد من الطعام لمدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أيام متتالية، وذلك للتأكد من عدم إصابة الطفل بالحساسية تجاه هذا النوع، وخصوصاً في حالة وجود تاريخ عائلي مرضي مع حساسية الطعام، وبالتدريج يتم الجمع بين الأصناف التي ثبت فعلياً تقبل الطفل لها وعدم حدوث مشكلات غذائية أو صحية من ورائها.
ما هي أفضل وصفة غذائية لطفل في عمر أقل من عام؟
كما سبق وأشرنا فإن الأطفال في عمر الأربعة شهور لا أفضل لهم من الخضروات والفواكهة الطازجة المطهية بالبخار أو بالسلق بشكل منفرد، وبعد الستة شهور يمكن الجمع بين صنفين أو ثلاثة في كل وجبة، أما في عمر العشرة شهور فما فوق يمكننا تحضير وجبة غذائية مفيدة له تتكون من عدة أصناف غذائية على النحو التالي:
المكونات: فواكهة طازجة، حبوب الكينوا، حليب جوز الهند، بذور الشيا، القرفة.
طريقة التحضير:
ملعقتين من الكينوا المسلوقة.
يُضاف إليها ملعقة كبيرة من بذور الشيا المسلوقة أو المغلية مع الحليب لمدة ساعة على نار متوسطة.
ثم يُضاف حليب جوز الهند الخالي من الإضافات والسكر، ويمكن إستبداله بالحليب العادي إن لم يعاني الطفل من مشكلات صحية معه.
يُضاف إلى المكونات السابقة ملعقة صغيرة من القرفة.
يُضاف قطع طازجة من الموز والمانجو والفراولة والبرقوق… إلخ المقطعة إلى شرائح متوسطة الحجم، مع ضرورة التأكيد على أنه مع عمر العشرة شهور فما فوق لابد من إطعام الطفل على قطع تُمكِّنه من تعلم المضغ، أما الهرس والطحن الكبير للطعام يتسبب في عدم تعلم المضغ بصورة جيدة، وقد تستمر معاناة الطفل من ذلك لأعمار كبيرة.
بعد إتمام المزج والخلط يتم وضع ذلك المحتوى بالثلاجة لمدة ساعة كاملة، ثم نبدأ في إطعام الطفل منه بواقع ثلاث ملاعق كبيرة في الوجبة الواحدة، وتدريجياً يتم زيادة الكمية.
كم وجبة يحتاجها الطفل في اليوم؟
بعد عمر الستة شهور يمكن إطعام الطفل بمعدل مرتين يومياً بجانب الرضاعة التي لابد وأن تتم بعدد لا محدود حيث يتحكم في عددها رغبة الطفل فقط، ثم بمرور الشهور نبدأ في زيادة عدد الوجبات الغذائية بشكل تدريجي حتى الوصول إلى خمس وجبات منها ثلاثة أساسية ووجبتين خفيفتين كالبالغين تماماً، مع العلم أن تخطي الطفل عمر العام يسمح بإطعامه اللحوم والدجاج والأسماك.
متى يمكن إستعمال البهارات والتوابل مع طعام الطفل؟
اختتمت “أ. ريهام” حديثها بالتأكيد على أنه بعد إتمام عمر الستة شهور ومرور فترة زمنية كافية على تناول الطفل للطعام يمكننا إضافة كل أنواع البهارات والتوابل والأعشاب الصحية لطعام الطفل كالزنجبيل والكركم.. إلخ، وما هو ممنوع هنا هما السكر الأبيض وملح الطعام.