تعزو يسرا العوامي “الاختصاصية النفسية تصديق المنجّمين والمشعوذين والدجالين ومتابعة أقوالهم”، إلى الفراغ والتخبط، وعدم وجود خطط مستقبلية يضعها الإنسان لنفسه، معتبرة أن الفضول، وهو الدافع النفسي الأقوى لمتابعة المنجّمين، لا يستدعي تصديقهم والاهتمام بكل ما يتحدثون به، فينعدم التصديق بذلك حال وجود خلفية ثقافية ودينية قوية لدى الشخص المتابع، ولكن في حال وجود أي خلل أو ضعف في الثقافة أو الدين فسرعان ما يصبح المنجمون هم الأصدق في توقعاتهم، والأقدر على تسيير المستقبل، وهذا من الأمور الخطيرة التي يجب أن نلتفت لها لدى أبنائنا وأخواتنا.
وتشير العوامي إلى أن الاعتقاد بحصول الشيء والتهيئة النفسية لوقوعه، قد يؤديان لعواقب نفسية وجسدية وخيمة؛ فمن ينتظر حالة مرضية ويهيئ نفسه لها فسيستجيب جسمه لهذه التهيئة ويمرض بالفعل، لا لصدق المنجم، بل لتوهمه وتصديقه وسعيه وراء سراب المنجّمين، فالوهم هو ما أصابه بسهام تصديقهم، كما أن انتظار شيء مجهول تصديقا لكلام منجم يسبب التوتر الذي قد يتطور مع الوقت إلى حالة نفسية مزمنة يصعب على الشخص التخلص منها، مؤكدة أن قراءة كتب المنجّمين ومتابعتها يجب ألا يزيد على كون الأمر تسلية كما يفعله البعض، لا أن ينطلق به في غياهب المتابعة والتصديق والسير وراء الوهم.
الماجد: احذروا شعوذة المنجّمين
وترى سلوى الماجد، الاختصاصية الاجتماعية أن توجه بعض فئات المجتمع للاهتمام بالأبراج يعكس مستوى الثقافة لديهم، مشيرة إلى أن أغلب المهتمين بالأبراج من فئة المراهقين وقليلي التعليم، سواء من الرجال أو النساء، معتبرة التوجه لمتابعة الأبراج وتصديق ما يذكره المنجّمون توجها غير سليم، ويجب الالتفات له من قبل الأهالي، حيث إن كتب التنجيم أصبحت متوافرة في مواقع الإنترنت، ومثلها كتب السحر والشعوذة.
وكثير من المنجّمين يتحدثون في كتبهم عن علم يوصلهم لهذه المرحلة، وقد يبحث البعض عن أصول هذا العلم يبحثون عن كتب السحر والشعوذة، وقد يتعلمون منها ما هو أكبر وأعظم من التنجيم.
التنجيم في ميزان الشرع
قراءة الأبراج ونحوها كقراءة الفنجان والكف من الأمور المحرمة التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير منها، وهي من أعظم المنكرات التي حرمها الله ورسوله، وهذه الأمور مبنية على الوهم والدجل، وجاءت جملة من الأحاديث عن نبينا ﷺ تحذر من هذا الفعل، وتبين عقوبة من يتعاطاه، من ذلك ما رواه أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: “من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”، وفي سنن النسائي من حديث أبي هريرة: “ومن تعلق بشيء وكل إليه”.
وهذا يدل على أن من تعلق بشيء من أقوال الكهان والعرافين وكّل إليهم، وحرم من توفيق الله وإعانته.
وفي صحيح الإمام مسلم عن النبي ﷺ قال: “من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما”، وهذا في مجرد المجيء، أما إذا صدّقه بما يقول فوعيده أشد من ذلك، فقد روى أهل السنن الأربعة: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”؛ وذلك لأنه مما أنزل على محمد قوله ﷻ: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) [النمل:65] وقوله ﷻ: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول).
وفي حديث آخر رواه البزار بإسناد صحيح: “ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له”، والتكهن هو: التخرص والتماس الحقائق بأمور لا أساس لها.
تحقيق/بقلم: زينة علي