لا شك أن الله عز وجل خلقنا في تلك الحياة بقدرات مختلفة ومواهب مختلفة تكمل بعضها بعضاً، ليخلق بفضلها نوعاً من التوازن والتكامل والتناغم، وكما أن قدراتنا مختلفة فإن هواياتنا أيضاً مختلفة ومتباينة، وهذا الاختلاف آية من آيات الله في كونه، وهنا سيدور المقال عن هوايتي المفضلة وما يتعلق بتلك الهواية من جوانب، وأرجوا أن أقدم لك عزيزي القارئ موضوعاً متميزاً.
المقصود بالهواية
قبل أن أخوض في الحديث عن هوياتي يجدر بنا أولاً أن نضع تصوراً أو تعريفاً محدداً لمفهوم كلمة هواية وما يقصد بها، فالهواية مأخوذة من كلمة هوى وهو الميل نحو الشيء والرغبة فيه، وهي الميل النفسي إلى ممارسة نشاط ما بقوة وشغف والاستمتاع به لأوقات طويلة دون ملل أو فتور.
أمثلة للهوايات
أمثلة الهوايات متعددة ولا يمكن حصرها ومنها ما هو عادي ومألوف ومنها ما هو غريب ونادر، فمثلا من الهوايات المألوفة والتي لها هواة كثيرون مثل القراءة والموسيقى ولعب الكرة، والرسم والغناء والتمثيل، ومن الهويات الغريبة نوعاً ما تربية بعض الحيوانات المفترسة أو السامة، والرسم بالرمال، وتسلق المرتفعات، وغيرها من الهوايات الغريبة أو التي تنطوي على المخاطرة إلى حد ما.
هوايتي المفضلة
أما عن هوايتي المضلة وشغفي الأول والتي سأفرد لها الحديث باستفاضة فهي هواية الكتابة النثرية والابداعية، وهي هوايتي الحقيقية التي لا يكاد يتطرق إليها الفتور ولا الملل، ففيها أجد نفسي وأكتشف قدراتي ومن خلالها أقرأ الواقع وأعبر عن نفسي، وبها ومن خلالها أجوب أروقة التجارب وأتعرف على أسرار الحياة.
متى بدأت أكتشف هوايتي المفضلة؟
لقد بدأت أكتشف هوايتي المفضلة منذ مراحل طفولتي الأولى ومنذ السنوات الأولى من الدراسة في المرحلة الابتدائية، فحين بدأت أتقن القراءة والكتابة كنت أستمتع بالتعبير عن رأي بالكتابة، وكانت تستهويني الأسئلة الإنشائية، ومع السنوات التالية بدأت هوايتي تبرز بصورة أوضح فكنت أعشق مادة الإنشاء وتستهويني كتابة القصص والموضوعات المختلفة والمقالات واللافتات وغيره مما يفرغ طاقتي الابداعية.
ومع دخولي المرحلة الثانوية بدأت أشارك بالكتابة في الأنشطة الإبداعية مثل المجلات المدرسية ومجلات الحائط والمسابقات وغيره، حتى التحقت بالجامعة وبدأت أتوسع نوعاً ما في علاقاتي وتعرفت على بعض الصحف المحلية التي كانت تصدر في المحافظة، فترددت عليهم وعرضت عليهم كتاباتي وبالفعل كنت محظوظة بنشر عدد منها في أكثر ممن صحيفة، ثم توقفت لظروف خارجة عن إرادتي.
ماذا تمثل لي هواية الكتابة؟
في ظل مجتمع مغلق ومحافظ ونمطي إلى أبعد الحدود كانت هوايتي المفضلة وهي الكتابة متنفساً رائعاً لكل ما يعتمل في نفسي، ومعبراً عما يجول بخاطري من الأفكار والمشاعر، وما تقودني إليه نظرتي وأفكاري من الرؤى والتحليلات لما يدور حولي من الأحداث.
ليس ذلك فحسب بل كانت الكتابة هي المؤنس والرفيق في أوقات المحن والمتاعب والوحدة، وحين كنت أفتقد الصديق أو الرفيق فأجد فيها متسعاً للبوح والفضفضة، ومستراح من عناء الكتمان، وعوضا عن الأصدقاء والخلان، فالكتابة عالم من الأنس لا يعرف ملامحه إلا من دخله وعاش في جنباته، وأخيراً كانت الكتابة مصدراً من أهم مصادر الرزق وفتحت لي باباً لفرصة عمل جيدة وطيبة جداً، منحتني بعضاً من الحرية والاستقلال والأمل في غد أكثر رفاهية.
وفي الختام، فقد كان هذا المقال عن هوايتي المفضلة وهي الكتابة وأتمنى أن أكون قد وفقت في الحديث عن أهميتها وفضلها في حياتي، وأوجه نصيحة إلى كل إنسان أن يمتلك هواية أن يهتم بها وينميها.