في اليوم العالمي للجبال يسعدنا أن نسرد لكم استضافة عاشق الجبال الذي تمتزج المتعة عنده بالمخاطرة، هذا العاشق هو متسلق الجبال اللبناني “أفديس قالباقليان” الذي تسلق 60 جبلاً حتى الآن.
كم تسلقت من الجبال في الفترة الأخيرة؟
وصل عدد ما قمت بتسلقه أخيراً 20 جبلاً، وكان ذلك ضمن فريق من المتسلقين اللبنانيين الذين أتشرف بقيادتي لهم، ومن خلال فاعلية واحدة معروفة عالمياً باسم “اسباجتي تورز”، حيث قمنا فيها بتسلق 15 جبلاً، علماً بأن هذا الفريق يضع هدفاً أساسياً نُصب عينيه، ألا وهو تسلق سبع قمم جبلية كل عام، وقد حققنا هذا الرقم فعلاً في العام الحالي، حيث تسلقنا جبال أكونجوا بالأرجنتين، دينالي بولاية ألاسكا الأمريكية، كليمنجاروا بأفريقيا، كاسنسبراميد باستراليا، وجبال الالبروز التي تربط بين روسيا وأوروبا.
ما هي المؤهلات البدنية المطلوبة ليصبح الشخص متسلق جبال محترف؟
أشار “قالباقليان” (في لقاءه عبر برنامج صباح النور) إلى أنه حتى يصبح الفرد متسلق للجبال عليه زيادة لياقته البدنية بشكل عام، وأفضل التمارين التي تساعد على ذلك هي تمارين الركض وتمارين تقوية العضلات، لذلك من الضروري ممارستها بصورة يومية، هذا إلى جانب ضرورة بدء التعود على تسلق الجبال، لذلك من الضروري ممارسة التسلق في البدايات لمرة واحدة على الأقل كل أسبوع، فالخبرة العملية في التسلق تُكتسب من الممارسة الحقيقية.
ما السمات الواجب توافرها في قائد فريق المتسلقين؟
أكد “أفديس” على أنه من الضروري أن يتحلى القائد بـ:
- الخبرة.
- التحضير من خلال زيارة الجبل والمنطقة المراد تنفيذ نشاط التسلق فيها قبل بدء التنفيذ بوقت كافي.
- على دراية بأساسيات الإسعافات الأولية.
- على دراية كاملة بطبيعة الأفراد في فريقه ومميزاتهم وعيوبهم البدنية والشخصية.
- على إطلاع مستمر بالحالة المناخية للمنطقة المُنفذ فيها نشاط التسلق.
كم الوقت اللازم لتسلق جبل معين؟
كل جبل من الجبال له عدد الأيام الخاص به لتسلقه بالكامل، ويتوقف ذلك على ارتفاع الجبل نفسه، فعلى سبيل المثال يبلغ ارتفاع جبل كليمنجاروا بأفريقيا حوالي سبعة آلاف متر، لذا هو يحتاج إلى ما يقارب الـ 21 يوم للوصول إلى قمته، أما قمة أفرست فترتفع إلى 8850 متر، لذلك تحتاج إلى 70 يوم للوصول إليها.
وأردف “أفديس” قائلاً: وجدير القول أن مسافة الارتفاع فيما بعد الستة آلاف متر تحتاج الـ 300 متر منها إلى أسبوع كامل لتسلقها، وذلك لأن الجسم البشري غير مهيأ للعيش على هذا الارتفاع، لذلك مثل تلك الارتفاعات يسبقها العديد من التحضيرات التي تحتاج إلى وقت طويل، وأبرز تلك التحضيرات هي التسلق لمسافة ما بعد الستة آلاف متر ثم معاودة النزول مرة أخرى، وهكذا دواليك حتى يعتاد الجسم على نقص الأكسجين الحاصل عند تلك الارتفاعات الشاهقة.
يُضاف إلى ذلك أن التقلبات المناخية لها دور أساسي في تحديد عدد أيام التسلق، والخلاصة أنه لا يمكن الجزم بعدد أيام محدد لكل جبل، فالأمر كله متوقف على عدة عوامل وظروف طبيعية وجسمانية وشخصية.
ما مدى الاستفادة من تسلق الجبال في الأعمال الخيرية؟
الرياضة بشكل عام ترتبط بشكل مباشر بالعديد من الحملات ذات الأهداف الإنسانية، فطالما أنه يوجد تركيز إعلامي على المتسلق فمن الممكن استغلال هذا التركيز للإستفادة منه في تسليط الضوء على هدف إنساني ما، بالإضافة إلى أن مثل تلك الأهداف الإنسانية تعطي المتسلق حافزاً كبيراً لإكمال الرحلة والتقدم للأمام، من هذا كله قمت بالمشاركة من خلال تسلق الجبال في حملات توعوية كثيرة خاصة بموضوعات صحية مثل المخدرات والسرطان… إلخ، إلى جانب الحملات التوعوية الخاصة بالتغير المناخي وضرورة احترام الطبيعة والمحافظة عليها.