مشكلة قديمة عند الملايين، الشهيرة بالشخير، وآثار هذه المشكلة لا تقتصر على صحتهم ونشاطهم وتركيزهم فقط بل قد تمتد آثارها لشركائهم في النوم وتوصلهم بدورهم إلى مشاكل نفسية وصحية، فلنحاول مجدداً التفكير في طرق لحل هذه المشكلة.
هل يعتبر الشخير مشكلة في الجهاز التنفسي أم في وضعية النوم؟
يقول الدكتور حسان الحريري “استشاري أمراض النوم”، في العادة يكون هنالك عند الشخص الطبيعي تقلص في عضلة اللسان وعضلات المجرى البلعومي والمجرى الهوائي بشكل عام، فتنفس بشكل مريح ولكن عندما نتعرض إلى الالتهابات أو الحساسية أو الانسدادات في الأنف أو انحراف في الوتيرة فإن ذلك كله قد يتسبب تضيق في مجرى الهواء ولكن في النوم وخاصة في مرحلة النوم العميق التي ترتخي فيها العضلات بشكل زائد ونتيجة ذلك فإن الهواء يقوم بذبذبات هوائية نتيجة دخوله وخروجه، وهذا هو الشخير الذي يمكن أن يكون شخير بسيط أو وسط أو ثقيل وذلك حسب نسبة الانسداد في مجرى الهواء.
ما هي مخاطر الشخير؟
تعتبر نسبة الشخير أكبر بكثير عند الرجال مقارنة بالنساء ويجب علينا سؤال الشخص الذي يقوم بالشخير عندما يفيق في اليوم التالي ما إذا كان يشعر بالنشاط أم لا أنه يشعر بالتعب حيث أن الشخير مع بعض الأعراض الأخرى مثل اضطراب الذاكرة والتعب فقد يكون ذلك نتيجة توقف التنفس.
وتابع الدكتور، ما يهمنا كثيراً في الشخر هو تحديد نوعه سواء كان شخير سليم أو شخير ناتج عن حالة مرضية.
إذا كان الشخير سليم فيمكننا علاجه عن طريق محاولة فتح مجرى الهواء عن طريق لاصقات توضع على الأنف ولكن في حالة وجود مشكلة في ارتخاء اللسان فهنا يُطلب من المريض النوم على الوضعية الجانبية بحيث أن الجاذبية تجذب اللسان للجهة السفلى ومن ثم يتنفس الإنسان بشكل جيد، أما إذا كان الشخير شيء مرضي ويترافق مع بعض الأعراض فهذه تعتبر حالات محدودة جداً يجب النظر إليها وعلاجها على الفور.
علاقة توقف التنفس أثناء النوم ببعض المشاكل الأخرى
هناك دراسات صحيحة ومثبتة من كافة الأماكن في العالم تفيد بوجود علاقة بين توقف التنفس أثناء النوم وبين بعض المشاكل الصحية الأخرى حيث أن 20 إلى 30% من دقات القلب والعضلات يجب أن ترتاح من 6 إلى 8 ساعات وفي حالة عدم القدرة على النوم بشكل جيد أو التنفس أثناء النوم فهذا يُسمى بالاستيقاظ من النوم العميق إلى النوم السطحي وبالتالي سينعكس ذلك سلبياً على كافة أعضاء الجسم.
وأردف ” الحريري “: تكمن الفكرة الأساسية للنوم دون الشخير في فتح مجرى الهواء أثناء النوم وقد يتطلب ذلك الحل الجراحي عند الأطفال على وجه الخصوص مثل اللحميات واللوزتين ولا يُفضل ذلك في بادئ الأمر.
على الجانب الآخر، هناك جهاز طبي يمكنه أخذ الهواء الموجود في الغرفة ليرجع مرة أخرى لضخه عبر أنبوب صغير إلى الفتحات الأنفية ويتم وضعه من قبل الشخص قبل النوم مباشرةً، وفي حالة شروع الشخص في النوم فإن هذا الجهاز يبدأ بضخ الهواء إلى فتحات الأنف ليعطينا الهواء الذي يحتاجه الجسم فقط، وهناك حساسات لهذا الجهاز تقوم بإخراج البينات صباحاً بعد استيقاظ الشخص كما يساعد هذا الجهاز على عدم الشخير والنوم بشكل جيد.
وأخيراً، لا تصلح كل أنواع هذه الأجهزة للأطفال الذين يعانون من اللحميات واللوزتين الذين يتطلب لهم العمل الجراحي ولكن على الجانب الآخر يجدر علينا القول أن هناك ماسكات وأجهزة خاصة بتنفس الأطفال خلال النوم.