تفاصيل الاستشارة: اكتشفت زوجتي بالصدفة أنها مصابة بفيروس الكبد سي، ولا أدري متى أصيبت به، ولي ثلاث بنات أعمارهن كالآتي 6 و3 و1، وسؤالي كالتالي: هل ينتقل الفيروس إلى الأطفال؟
زوجتي من فترة لأخرى تصاب بمغص في البطن، وتم تشخيصه على أنه بسبب الغازات، حتى إن الألم ينطلق إلى الجنب وإلى الظهر وعلى إثره أخذت دواء وهو شراب مضاد للحموضة والانتفاخ Moxal إضافة إلى حبوب Scopinal لتخفيض الألم.. فهل هذا له علاقة بفيروس الكبد سي؟ وهل هذه الأدوية ضارة بها؟ لأنني دائما أشتري لها الأدوية كلما انتهت منها لتخفيض آلام مغص البطن؟ وكذلك أخذ حبوب باراسيتامول أو الأسبرين للصداع فهل يضر بها؟
أرجو إفادتي بارك الله فيك.
⇐ د. علاء الدين إسماعيل «أستاذ طب وجراحة الكبد والجهاز الهضمي» أجاب على صاحب الاستشارة، فقال: إن فيروس سي يا عزيزي لا ينتقل من شخص لآخر إلا عن طريق الدم؛ فهو لا ينتقل للأطفال لا عن طريق الولادة ولا حتى الرضاعة الطبيعية، وبالرغم من أن الأبحاث أثبتت وجود الفيروس في لبن الأم فإنه لا ينتقل للطفل بالرضاعة؛ لأن حامض المعدة يقضي على الفيروس تماما، وما ننصح به في مثل حالة الزوجة هو مراعاة الآتي:
- أن تكون حلمة الثدي أثناء الرضاعة ليس بها أي شقوق أو جروح، وكذلك يكون فم الطفل ليس به أي احتقان أو جروح.
- عدم استعمال أدوات الأم الجارحة مثل المقصات للأطفال فيجب أن يكون للأم أدواتها الخاصة بها ولا يستخدمها أي شخص آخر خاصة الأدوات الجارحة (المقص وفرشة الأسنان…).
أما عن الشق الثاني من سؤالك فقد يكون المغص الذي تشعر به الزوجة له علاقة بإصابتها بفيروس سي إذا كانت إنزيمات الكبد مرتفعة، وهذا بالطبع يتحدد بعد عمل تحليل لأنزيمات الكبد، وقد يكون هذا المغص نتيجة أي اضطرابات في الجهاز الهضمي (في القولون مثلا).
وبالنسبة لسؤالك عن استعمال الأدوية فنود أن نؤكد أنه يجب على مريض الكبد ألا يستعمل أي أدوية إلا باستشارة الطبيب؛ حيث إن الأدوية لها تأثير ضار على الكبد، مثل بعض المضادات الحيوية، وأدوية الروماتزم والمسكنات التي تؤخذ دون استشارة الطبيب فقد تؤدي إلى ارتفاع نسبة الأنزيمات في الدم.
ولكن بالنسبة للأدوية التي ذكرتها فهي ليست ضارة بالكبد، لكن يجب التوجه إلى طبيب للكشف الإكلينيكي لعمل موجات صوتية على البطن لمعرفة السبب في هذه الآلام والتشخيص وإعطاء العلاج المناسب.
ونطمئنك أن الفيروس لا ينتقل عبر العلاقة الجنسية الشرعية الطبيعية مع الزوجة متجنبا بالطبع فترة الحيض وخلافه.
وختاما أود أن أؤكد على أن إصابة الزوجة بهذا الفيروس لا يتسبب في وجود أي مشاكل اجتماعية، فبالنسبة للأطفال فإن الرضاعة آمنة تماما طالما لا يوجد شقوق أو جروح في فم الطفل وحلمة الثدي تؤدي لانتقال الفيروس من دم الأم للطفل، وكذلك بالنسبة لك فالمعاشرة الزوجية لا تتسبب في انتقال الفيروس حيث لم يثبت وجوده في سوائل الجسم ما عدا الدم.
⇐ ويمكنك عزيزي متابعة الروابط التالية حول فيروس سي لمزيد من الفائدة:
- ↵ فيروسات الكبد.. بين الوبائي والمزمن
- ↵ حامل لفيروس سي.. لكنه عريس مناسب!
- ↵ هل ينتقل فيروس سي عن طريق السرنجات؟
- ↵ الالتهاب الكبدي سي .. الفيروس الخامل والنشط
مع أطيب الأمنيات بحياة سعيدة لأسرتك الكريمة في ظل طاعة الله ورعايته.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.