كيف ترى إقبال النساء على ممارسة الرياضة عموماً؟
قالت مدربة الرياضة/ هند الشارخ عن ممارسة الرياضة في البداية لم يكن لدى النساء الوعي الكافي في هذا المجال، لكن الآن أصبح يوجد وعي عالي وجمعي لدى النساء عموماً، والكبيرات منهن قبل الصغيرات، بل وأصبحت النوادي تتنافس فيما بينها لاجتذابهن، حيث أصبحت النساء الآن من عمر الرابعة عشر حتى سن الخامس والسبعين يحبون الرياضة ويسعون لممارستها.
هل مازالت الفكرة المأخوذة عن المرأة السعودية بشكل عام أنها لا تمارس الرياضة ولا تميل لها كما هي أم تراجعت؟
الفكرة أخذت في التراجع كثيراً حيث صارت المرأة السعودية الآن تهوى الرياضة وتميل لها ولممارستها بشكل كبير، وهذا ملاحظ من مشاهداتي الشخصية.
متى تمارس الأم الرياضة بعد الولادة؟
كما هو معلوم هناك نوعين من الولادات: الولادة الطبيعية، والولادة القيصرية.
بخصوص النوع الأول وهو الولادة الطبيعية، لا نستطيع أن نفرض عليها مجموعة من التمارين منذ البداية كتمارين البطن مثلاً، ولكن نستطيع أن يكون برنامجها الرياضي في الأسبوع الأول هو المشي لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 دقيقة، أو مجموعة من التمارين المساعدة على تحريك العضلات، حيث أن العضلات مكثت في غالب الأحوال تسعة أشهر خاملة وخصوصاً النساء اللواتي لم تمارسن الرياضة قبل الولادة، أما التي مارست الرياضة قبل الولادة ففي هذه الحالة يصبح التعامل أسهل ولياقتها أعلى.
النساء اللواتي لا يمارسن الرياضة قبل الولادة يجب بداية تهيئة جسمها لممارسة الرياضة ورفع لياقتها البدنية بمجموعة من التمارين الخفيفة.
أما بخصوص النوع الثاني وهو الولادة القيصرية، فلا تمارس الرياضة نهائياً لمدة تصل إلى ستة أسابيع، حيث أن هذه الفترة تسمى استشفاء من الألم، وبعد انقضاء مدة الستة أسابيع هذه نقوم بإعطائها تمارين خفيفة كالمشي لمدة 5 دقائق أو أكثر حسب القدرة الجسمانية لها، بعدها يبدأ برنامج تدريبي يساعد على تحريك منطقة الحوض والجزء العلوي واليدين والظهر، فمن بديع صنع الله سبحانه وتعالى في خلقه لجسم الإنسان جعل منطقة البطن مرتبطة مع الظهر مما يحتم على البرنامج التدريبي الموضوع لتحسين عضلات البطن أن يشمل أيضًا تحريك عضلات الظهر للحصول على النتائج المرجوة من العمل.
هل يتحتم على المرأة بعد الولادة التوجه إلى النادي وممارسة الرياضة أم تقوم بتلك التمارين في المنزل؟
من المعلوم أن المرأة بعد الولادة تكون متعبة ومرهقة بسبب آلام الوضع، وعليه يختلف مكان ممارسة الرياضة بعد الولادة تبعاً للقدرة الجسمانية والشخصية للمرأة، وإن كان الجو العام بالنادي يساعد أكثر على حب ممارسة الرياضة وانجاز التمارين بكفاءة وجدية.
هل مشاهدة التمارين في التلفاز أو على المواقع المختلفة وممارستها بشكل فردي بدون إشراف مدرب مفيد للمرأة بعد الولادة؟
الأفضل في ممارسة الرياضة بعد الولادة أن تكون تحت إشراف مدرب متخصص، حيث أن مثل هذه الوسائل لا تحقق أكثر من 40% فقط من النتائج المرجوة من التمارين، أضف إلى ذلك أن وجود مشرف متخصص يعطي الحافز والدافع للاستمرار، فكثير من النساء أول ما تشعر بالتعب تجلس ولا تكمل، وبناءً عليه تبرد العضلات وترتخي قبل أن يعطي التمرين الهدف المأمول منه، فالعضلات لكي تظهر عليها نتائج التمرين تحتاج للاستمرار والممارسة، وكثير من النساء يعود بعد يوم واحد من ممارسة الرياضة والتمارين لتشتكي أنها لا تستطيع أن تنام من الألم، فتكون نصيحة المدرب المتخصص أنه يساعدهن على تجاوز هذه المرحلة ويشرح لهن أن مثل هذا الألم مفيد للعضلات وأمر طبيعي لأنها تتشكل من جديد وقد يستمر هذا الألم لمدد تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيام، ومع ذلك وجب الاستمرار والمداومة.
هل تمارين ما بعد الولادة كلها تمارين بدنية؟ أم يمكن ممارسة الرياضة التقليدية المعروفة؟
لا شك أن الرياضات التقليدية المعتادة كالسباحة مثلاً لها مفعول إيجابي جداً على كل عضلات الجسم، والأصل في ممارسة الرياضة هو تفريغ كل الطاقات السلبية والضغوط التي يتعرض لها الإنسان مثل الضغوط النفسية والعصبية والبدنية التي يتعرض لها الإنسان في البيت والعمل، فممارسة الرياضة تؤثر بشكل مباشر على تحسين الحالة المزاجية للفرد تصل إلى 80% من المزاج الشخصي.
هل يمكن ممارسة الرياضة بعد الولادة القيصرية مباشرة؟
لا يمكن ممارسة أي نشاط رياضي بعد الولادة القيصرية مباشرة، فينبغي على الأقل المكوث فترة ستة أسابيع وهي فترة الإستشفاء البدني والطبي، وليس مقصود الكلام أن تظل المرأة في الفراش ولا تتحرك طوال هذه المدة ولكن يمكن لها أن تمارس المشي الخفيف لتحريك الجسم وتليين العضلات وخاصة منطقة البطن، فترة الاستشفاء أيضًا هدفها أن يلتئم جرح العملية القيصرية بشكل أكبر مما يتيح فرصة ممارسة الرياضة بعدها ووضع برنامج رياضي كامل للأم، بل ومن خصائص هذه البرنامج مراعاة الحالة الجسمية لصاحبات الولادة القيصرية ولذلك لا يصلح معها كل أنواع التمارين والعنيف منها بخاصة، على العكس يتجه هذا البرنامج إلى كل ما هو خفيف وغير شاق مراعاة لظروفها الجسمانية، فمن التمارين الرياضية الخفيفة الملائمة للسيدات المنجبات عن طريق العمليات الجراحية القيصرية النوم على الأرض مثلاً والبدء في رفع الركبتين وثنيهما رويدًا رويدًا وبعدها القيام بالجزء العلوي من الجسم ببطء وهدوء مع التكرار غير العنيف.
هل الحركة في مجملها خطر على السيدات التي أجرت جراحات قيصرية؟
الواجب على المدرب الرياضي المسئول عن الحالة أن يطلب تقريراً طبياً مفصلاً من الطبيب المعالج يقر فيه أن السيدة تعافت تماماً من عملية الولادة القيصرية ويجيز فيه أيضاً ممارسة الرياضة، فليس هناك ما يمنع من ممارسة الرياضة للوالدة قيصرياً علمياً ونظرياً، لكن وجب على المدرب المسئول طلب هذا التقرير والإطلاع عليه إعفاءاً لنفسه من المسئولية أولاً واسترشاداً برأي الطبيب المعالج حيث أنه أعلم منه على طبيعة الحالة الجسمانية للسيدة بعد إجراء العملية.
وبالرغم مما سبق ذكره ووجود تقرير طبي يسمح ببمارسة الرياضة إلا أن المدرب المسئول أيضاً لا يلجأ إلى التمارين أو الرياضات العنيفة، على العكس في حالة شعوره بأي أعراض تعب أو إرهاق على المرأة يطلب منها التوقف فوراً، وتدليلًا على ذلك ما يعلمه الجميع أن النساء اللواتي أجرين جراحات قيصرية أثناء الوضع يمنع عنهم أي ممارسات عنيفة كحمل أوزان ثقيلة أو ممارسة أعمال شاقة بدنياً، ومن هنا يراعي المدرب المختص هذه الإرشادات ويبدأ برنامجه التدريبي بالتمارين الخفيفة فقط، ولا يتدرج في برنامجه التدريبي والبدء في إعطاء تمارين تتطلب حمل الأوزان إلا بعد أربعة أشهر من إجراء العملية.
هل يمكن للأم ممارسة الريجيم بجانب الرياضة بعد الولادة؟
طبيعة الإنسان أنه يرفض من يقيده خاصة في الأكل، فالأولى والأعم فائدة أن تحاول الأم الاتجاه إلى الأكل الصحي وبالكميات المناسبة والأوقات المناسبة، فهذا إلى جانب ممارسة الرياضة يعطي نتائج أفضل وفوائد أشمل وجسم مثالي للأم.
وفي حالة السيدات المتعافات من عمليات الوضع هناك العديد من العادات والموروثات الخاطئة الخاصة بطبيعة الأكل وكمياته، فمن الشائع لدى العديد من النساء أنه متاح لهن أن يأكلن كل شيء وبكميات كبيرة أثناء فترة النفاس وذلك للتعافي السريع وزيادة كمية اللبن في الثدي لإرضاع الطفل، وهذه كلها معلومات خاطئة وموروثات غير صحية تظهر أعراضها على وزن الأم وتؤثر سلباً على صحتها ورشاقتها مما يضطرها للجوء إلى طرق التخسيس المختلفة بعد فترة النفاس، في حين أنها إذا لم تلجأ لمثل هذه العادات والمعلومات المغلوطة لن تتعرض لزيادة وزنها خلال فترة الأربعين يومًا للنفاس.
هل ممارسة الرياضة تزيد كميات الأكل التي تحتاجها النساء؟
كثير من النساء خاصة في السن الصغير المتراوح بين 18 و25 سنة أول ما تمارس الرياضة تُحمل نفسها فوق طاقتها بل ويلجأن إلى البروتينات المعلبة كميائياً متوهمين أن ذلك يعطي نتائج أسرع، أما صحيًا ورياضياً أن تحدد المتدربة ما الذي تريده أولاً، هل تريد النحافة وخسارة الوزن مثلاً؟ أم تريد بناء عضلات؟ أم تريد جسم منحوت تأخذ كل عضلة فيه شكلها ومقياسها الطبيعي؟. فالرد على مثل هذه الأسئلة أولاً وتحديد الاحتياجات البدنية للمتدربة يساعد على وضع التمارين المناسبة لكل حالة وكذلك الجدول الزمني والإلتزام به وينسحب الحديث من خلال نوع التمارين والجدول الزمني إلى أنواع الأغذية المطلوبة وكمياتها كعامل مساعد رئيسي للحصول على جسم رياضي.
بماذا تننصح الأمهات أثناء فترة الحمل؟
الأمهات الحوامل اللاتي لا يعانين أي مشكلات صحية أثناء فترة الحمل لها أو للجنين الذي في بطنها أنصحها برياضة السباحة طالما لا تشكل خطر عليها أو على الجنين، فإذا كانت ولادتها طبيعية لا مانع أبداً من ممارسة الرياضة بعد الأسبوع الأول من الوضع كرياضات المشي والتمارين الخفيفة،وعند انقضاء فترة النفاس الأربعين يوماً تمارس حياتها طبيعياً جداً ومنها الرياضات التي كانت تمارسها قبل الحمل. أما الولادات القيصرية لا تمارس أي نوع من الرياضة أو التمارين إلا بعد ستة أسابيع من الولادة والاستشفاء التام من أعراض العملية الجراحية القيصرية.