هل يعتبر الضرب وسيلة صحيحة للتربية؟
يقول المعالج النفسي الدكتور ” فيصل طهاري”: أنه في بعض الأحيان قد نشعر بالاستغراب تجاه الشخص الذي يبرر ضرب الأبناء على أنه عنصر من عناصر تربية الأبناء؛ حيث يعد ذلك ليس صحيح إطلاقاً؛ فالضرب في ذاته هو عنف جسدي يمارسه الأب على الطفل الصغير الضعيف، الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه بأي شكل من الأشكال، وبالتالي لا يمكن أن يكون وسيلة تربوية.
كما أن كل الدراسات التي أجريت على الضرب كوسيلة للتربية، أشارت إلى أن نتائج الضرب تظهر أثارها السلبية على المدى القصير أي خلال مرحلة الطفولة، وقد تستمر تلك الاثار، لتظهر خلال مرحلة المراهقة، وما بعد المراهقة؛ حيث تظل آثار العنف راسخة في نفس الطفل، وقول البعض في كثير من الأحيان بأنهم قد تعرضوا للضرب في الصغر، ولكنهم لم يتأثروا بذلك، لا يعد مبرراً كما وضح الدكتور “فيصل”؛ حيث أن العنف الجسدي وآثاره السلبية تتجسد بشكل أساسي في شخصية الطفل، وفي تقديره لذاته، وفي ثقته في نفسه أيضاً.
والطفل الذي يتربى بشكل يعرف الحدود الجسدية، لا يمكن أن يعتدي على الآخرين بأي شكل، وكذلك لا يقبل بأن يتم الاعتداء عليه، على عكس الطفل الذي نشأ في جو ملئ بالعنف الجسدي، وبالتالي يستبيح أن يؤذي الآخر، كما أنه يقبل أن يتم الاعتداء عليه.
بدائل اسلوب الضرب كوسيلة للعقاب
يجب كبداية أن نوضح أن الضرب يعتبر وسيلة خاطئة بجميع أنواعه، وأشكاله، ويوضح الدكتور “طهاري” قائلاً: أن أساس التربية الصحيحة هو التربية بالاحترام، وليس التربية بالخوف؛ حيث يوجد فرق كبير جداً بأن يخاف الطفل من والديه، وبأن يحترمهم، ويحترم وجودهم، ففي هذه الحالة يكفي فقط أن ينظر الاب لأبنه ليفهم أن ما فعله أمر خاطئ، وبأن الاب منزعج أو غير راضي.
وأسلوب العقاب لا يُقصد به إطلاقاً العنف الجسدي، ولكن المقصود به هو أن نمنع الطفل من ممارسة ما يحب لفترة معينة، أو من شراء شيء معين، أو من اللعب خارج المنزل، فهذا الأسلوب يجعل الطفل متفهماّ على المستوى النفسي، بأنه إن كرر هذا السلوك السلبي مجدداً سيكون عقابه الحرمان من شيء معين؛ والحرمان لا يمكن أن يكون في الطعام مثلاً، ولكنه قد يتمثل في اللعب، أو الترفيه.
وبطبيعة الحال كان الضرب هو وسيلة التدريبية الأساسية في السنوات الماضية، ولكننا نرى في وقتنا الحالي أثر ذلك النفسي على العديد من الكبار؛ كنتيجة لما تعرضوا له في طفولتهم، فمعظمهم أجيال معطوبة نفسياً، وبالتالي يجب أن ندرك هذ الأمر مع الأجيال الجديدة، ونبتعد عن الضرب بأي شكل كان، ويجب أيضاً أن لا نجعل السلوكيات الإيجابية تمر من امامنا دون تشجيع، وتقدير لأبنائنا، وسوف ينعكس ذلك على الأطفال بشكل إيجابي جداً.