تفاصيل الاستشارة: لديَّ طفل أجريت له عملية ختان في اليوم الثاني بعد الولادة. وفي الشهور الأولى بعد الختان، لاحظنا تراجع العضو الذكري داخل الجلد، وبعرض الطفل على بعض الأطباء أقروا بأن عملية الختان لم تكن دقيقة، ولكنهم لم يحبِّذوا إجراء العملية مرة أخرى. ولكننا – نحن والديه – لا نشعر بالراحة لهذا الوضع، ونفكِّر في إجراء العملية مرة أخرى؛ لنجعل العضو طبيعي، خاصة بعد أن لاحظنا تجمع الأوساخ داخل الجلد.
الآن الطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات وأربعة أشهر؛ ولكن لكي تُجْرى له عملية ثانية فإنه يحتاج إلى تخدير. والسؤال الآن: هل هناك خطورة عليه من التخدير في هذا العمر؟
⇐ د. نبيل حنفي زقدان «أخصائي طب الأطفال» أجاب السائل؛ فقال: أخي الفاضل.. لي عتاب رقيق أرجو أن يتسع له صدرك، ألا وهو: إنه بالرغم من أنك سعودي المنشأ والموطن، فإنك كتبت رسالتك باللغة الإنجليزية، وهو ما سيضطرني إلى ترجمة رسالتك أولاً إلى اللغة العربية، حتى يمكن أن يستفيد منها الآخرون؛ لأن هذه المشكلة شائعة جدًّا.
أولاً – يا سيدي – أودّ أن أحيطك علمًا بأنك قد تعجَّلت كثيرًا في إجراء عملية الختان في اليوم الثاني من العمر، ولو أني “رجل دين” لحرَّمت إجراء العملية في هذا التوقيت، ولو أني “وليّ أمر” لمنعتها؛ ولكني “طبيب مسكين” لا يملك إلا النصح.
إن الطفل -يا سيدي- في الشهر الأول من العمر (وهو ما يعرف بالطفل حديث الولادة) يكون لديه من المشاكل ما يكفيه، وهو في غنى عن إضافة مشاكل أخرى مثل عملية جراحية، وما قد يصاحبها من تعرض لنزف وعدوى ميكروبية، وغيارات، وضمادات، ومضادات حيوية، وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين أجريت لهم عملية ختان مبكرة جدًّا هم أكثر الأطفال عرضة لعملية ختان غير دقيقة. وإني أرى أن أقل عمر يجب أن تتم فيه عملية الختان هو بعد انقضاء فترة حديث الولادة (الشهر الأول من العمر). فإذا تأخرت العملية بضعة أشهر أخرى لكان أفضل.
طبعًا هذا الكلام لا يفيد طفلك الآن، لكنه قد يفيدك في طفلك القادم إن شاء الله كما أنه قد يفيد كثيرين غيرك.
الآن ندخل إلى صلب موضوعك: لقد أقرَّ الأطباء الذين فحصوا طفلك أن قطع الجلد المغطِّي للعضو كان أقل من المطلوب، ولكنهم لم يحبِّذوا إجراء العملية مرة أخرى. ولا أدري لم لا تأخذ برأيهم؟
خاصة أنه لا يوجد حد معين متفق عليه لمقدار ما يُزال من الجلد المغطّي للعضو، كما أن الموضوع يخضع أيضًا للتقاليد والعادات؛ فبعض الناس يطلب إظهار رأس العضو فقط.
وهناك بعض الناس ما زالوا يطلبون إزالة الجلد المغطي لكل العضو، وهو ما يسمَّى بختان “السلخ “، وإذا كنت تعيش في منطقة “عسير”، فلا شك أنك تعرفهم أو على الأقل سمعت عنهم.
وأريد أن أنبِّه إلى أنه مع النمو التدريجي للعضو يحدث تراجع نسبي للجلد، وإن ما ذكرت من تجمع أوساخ فإنه في معظمه عبارة عن إفرازات من الغدد الجلدية، ويمكن إزالتها كل فترة بسهولة.
وأخيرًا، فإن كثيرًا من الآباء الذين قرَّروا إجراء هذه العملية مرة أخرى لذات السبب، قد صرفوا النظر في نهاية المطاف عن إجرائها ولم يندموا على ذلك.
على كل حال إذا كنت مصممًا على رأيك فلا بأس. ويمكن أن تُجرى العملية في هذا العمر أو بعد ذلك حسب ما تقرر أنت وفي كل الأحوال ستجد طبيب التخدير القادر على القيام بهذه العملية بدون أي خطورة بإذن الله.
⇐ ويمكنك مطالعة المزيد من المعلومات هنا: ختان الذكور (طهارة الأطفال)
مع أطيب التمنيات لأبننا الحبيب بالصحة و العافية.