وإن كان لديك ثمة شك في عنوان المقال فإن زيارة واحدة لبعضها سيكون سببا كافيا ومقنعا لاتخاذ قرار تاريخي بعدم العودة إلى تلك الحماقة مجددا! لن تندم على ذلك القرار أبدا.. بل ستعتقد أنه من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتك!
ورغم احتجاجي وامتعاضي على تسمية مثل تلك «الخرابات» حدائق.. إلا أن اللوحة الخارجية كتب عليها بخط واضح ومميز «حديقة الزهور» ولأنني أصدق الدعايات فقد بذلت جهدا جبارا لمشاهدة زهرة واحدة في حديقة الزهور تلك إلا أن جهودي العظيمة باءت بالفشل، فكل ما شاهدته هناك هو كمية مهولة من النفايات المترامية بشكل عشوائي تجعلك تظن بأنك في «مرمى للنفايات» لا حديقة للزهور.!
حديقة الزهور تلك شأنها شأن باقي حدائق الأحياء تتألف من بقايا ألعاب متهالكة، صممت بعناية لإخراج طفلك المسكين بعدد وافر من الإصابات نتيجة سقوطه المحتمل جدا من فوق إحداها! حيث تفتقر «كومة الحديد» تلك المسماة «مجازا» ألعاباً، لأبسط مقومات السلامة!
يعمل في تلك «الخرابة» مثلها مثل باقي الخرابات عامل واحد فقط لا يجد متسعا من الوقت للاهتمام والعناية بمرافق الحديقة فهو مشغول جدا بغسيل سيارات أهل الحارة والحارات المجاورة! كما أن الحديقة تتمتع بعدد وافر من الحشرات الطائرة والزاحفة وأنواع أخرى لم أرها من قبل وأخرى لا تُرى بالعين المجردة مما يجعل تلك الحديقة المكان المناسب والبيئة المثلى للمهتمين بشؤون الحشرات والخردة للاستفادة من الثروة الحيوانية والحديدية الموجودة فيها!
أعتقد أن من السذاجة جدا أن تمني النفس قبل الذهاب لإحداها بمساحات خضراء ممتدة وماء جار ومناظر خلابة وألعاب حديثة وآمنة لطفلك الصغير، فلن تجد من كل ما سبق إلا الماء الجاري الذي سيتبين لك لاحقا أن مصدره كان إحدى دورات المياه التابعة للحديقة والتي ثبتت على أحد أبوابها بإحكام لوحة كتب عليها «خارج الخدمة مؤقتا» وأجزم أنا العبد الفقير إلى الله أن المكان المناسب للوحة السابقة هو البوابة الرئيسية لحديقة الزهور تلك!
بقلم: ماجد بن رائف
أيضًا؛ هنا تقرأ: تصنيع التبغ في السعودية يسير باتجاه «لندعم المواطن بالتحذير»
وكذلك: ثروة النفايات.. استثمار مربح، فرص عمل جديدة، حماية للطبيعة وتوفير المواد الخام