بين الواجب والعيب الاجتماعي يبقى عمل الرجل داخل المنزل ومساعدته لزوجته من الأمور التي تثير التساؤل والاستهزاء أحياناً، فمساعدة الزوج لزوجته في أعمال المنزل قد تُصنف على أنها تعاون كما قد يراها آخرون انتقاصاً لرجولته.
هل تُعد مساعدة الرجل لزوجته في المنزل انتقاصاً لرجولته
يقول أخصائي ومعالج الأمراض النفسية والجنسية “أنس العويني”، بطبيعة الحال تعتبر مساعدة الرجل لزوجته عادة محمودة وسليمة وصحية وتعطي لكلا الزوجين أكثر وقت وصحة ولياقة جسدية ونجاح عائلي لأن المسئولية العائلية يصعب على المرأة وحدها تحملها مثل مسئولية البيت من طعام وثياب ونظافة بجانب مسئولية الأولاد الصعبة، لذلك فإن الرجل إذا أراد السعادة والنجاح يجب عليه أن يلجأ إلى زوجته التي تسهل عليه التمتع بهذه اللحظات السعيدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك البعض الآخر ممن يرى الملاحظات السبية التي تتمسك بالنمط القديم الذي يرى المرأة أنها هي المتكلفة بالواجبات المنزلية فقط ولكن يجدر الإشارة إلى أن الهوية الجنسية لها بعد نفسي وبيولوجي لكن من بين تلك الهويات هنالك الهوية الاجتماعية حيث أن هناك في كل الشعوب طريقة لباس وطريقة مشي وطريقة كلام لكلا الجنسين بجانب بعض الأعمال التي تميز الرجل عن المرأة، وهذه هي الهوية الجنسية.
هل تغيّر مفهوم الواجبات المنزلية بين الرجل والمرأة عن ذي قبل
منذ فترة بعيدة كان يرى البعض أن المرأة هي ما يستلزم عليها القيام بالواجبات المنزلية فميزت الهوية الجنسية الاجتماعية للمرأة وللأنثى وكان العكس بالنسبة للرجل، لذلك فإن هذا العائق المتمثل في الهوية الجنسية للرجال هو ما يجعل الرجال يقومون بهذه الأعمال ولا يقومون بغيرها وفي حالة قيامهم بالأعمال المنزلية فربما يخفونها عن الغير وفي بعض الأوقات يكون هنالك تحفظ كبير حتى من المرأة التي لا تريد زوجها يعمل في أشغال البيت وهذا لسوء الحظ أمر مغلوط لأنه بتغير الزمان والوقت أصبحت المرأة عاملة وتقوم بجهد كبير يدوم لساعات خارج المنزل ثم واجبات المنزل هي الأخرى التي تُعد واجبات شاقة على احدى الجنسين وإنما يجب عليهما تقاسم هذه الواجبات حتى تتحقق السعادة والنجاح لهما وللأبناء كذلك ويكون هنالك أوقات للمتعة وللحياة الزوجية السعيدة، لذلك فإن من واجب الرجل تجاه المرأة أن يتقاسم معها أعمال ومهام المنزل خاصة عندما تكون المرأة عاملة مثل الرجل وتقضي أوقات طويلة خارج البيت – حسب ما ذكره أخصائي علم النفس.
أضاف ” العويني “: يجب أن يتفق الطرفان سواء الرجل أو المرأة مع بعضهما البعض على القيام بالواجبات المنزلية دون النظر إلى الأعراف الاجتماعية المجحفة والتي تتغير من حين لآخر حتى يُكتب لهما النجاح في حياتهما العائلية مع ملاحظة أننا كمجتمعات عربية قد نجحنا في تغيير عرفنا الاجتماعي تجاه الأنثى التي رآها ابعض في فترة ليست ببعيدة أن ليس من حقها التعلم أو الدراسة والذي كان يختلف كثيراً مع القوانين والقيم الإنسانية الراقية، ومن بين هذه الأعرف التي يجب تغييرها هو أن يكون الرجل فعال في منزله وقائم ومعاون لزوجته في الأعمال المنزلية التي تقوم بها ويكون له نصيب منها يصل إلى حد النصف حتى يزيد ذلك من نجاح هذه الأسرة على مستوى دراسة أبنائهم وعلى مستوى حياتهم وسعادتهم وكذلك أيضاً على المستوى الجنسي.
ما هو شعور المرأة في حال عدم مساعدة الرجل لها في المنزل
حسب دراسة أجريناها وجدنا أنه إن لم يقم الرجل بمساعدة المرأة في الواجبات المنزلية ولا يعينها ولا يحمل عليها هذه المشاق اليومية هناك شيئين أولهما هو اختفاء صورة المحبة وصورة الرجل الطيب عند المرأة لأن الحب سلوك وليس كلام يردده الرجل وقد يُمحى ذلك الحب من جانب المرأة تجاه الرجل نتيجة الأنانية والتقصير في حقها.