تقول: يزعجني ذاك التضارب في أقوال الزواج.. فالبعض يطالب بفهم الأولويات ونفسيات الخاطب والمخطوبة؛ وعدم الاستعجال؛ وعدم الإقدام على الزواج لمجرد الزواج.. وقائمة طويلة من الطموحات. ثم يقابلنا شيخ مثلا كما قابلني قبل قليل؛ يخبرنا ان قطار الزواج سريع إن فاتنا سنقف في طابور العنوسة القاسية..
حسناً، كيف سأوفق بين الخيارين؟ فإن أخرجنا بطبيعة الحال شارب الخمر ومن يعمل الموبقات بشكل واضح جهري؛ وأبقينا الشخص العادي به مميزات وعيوب ولكن قد لا نشعر معه بالراحة، أو لا نرضى بمستوى تعليمه، أو مستواه الاجتماعي لا يتفق معنا سواء علوا أو تدنياً، ويكون متدين وعلى خلق. إذن فأنا سأتبع فئة من قد يفوتهن قطار الزواج؛ إذن فما داعي كل تلك المقالات التي تدعو لتحري صحة اختيارنا وعدم التهور والتسرع وووو…
مع العلم أني لا أحبذ الفتاة التي ترد الخطاب لأسباب تافهة كلون بشرته؛ أو أن قامته لا تروقها. تلك الشروط المغالية؛ وإن كنت رأيت من فعلت ذلك وتزوجت قبل التي لم تشترطها بتاتا.
حسنا لنرجع للقضية.. إن كنا لا نشتري حتى الشيء البسيط إلا بعدما نتحرى جدوته؛ كشراء سيارة أو الالتحاق بوظيفه؛ على الرغم أن كل ذلك من أرزاق الله.. أم أن الله قد استثنى الزواج من هذه المنظومة؟ حاشا لله طبعا.
أريد رد فقط عمن يلح بقضية القطار وفواته.. فلن نجد نتيجة إيجابية غالباً لأي شيء قد نسلكه بدافع أنه آخر حل، فما بالك بشريك الحياة ورحلة عمر. أم لسيادتكم قول آخر؟
⇐ هنا يقول –المستشار المغربي والخبير في المجال الأسري والتربوي– الناجي الأمجد: أختي الكريمة، نحن قوم نؤمن بأن هذا (القطار) هو أمر مدبر من عندية الله ولم نتحدث عنه كهكذا اصطلاح دون أن نربطه بهذه المسألة الأساس، ما نقصده هو تلك النوعية من الفتيات اللواتي يتبجحن بتكرار الأرقام وتعدادها من الخطاب وعدم أخذ الوقت طبعا بالنظر في إيجابيات هذا وسلبياته قبل ذاك.
إن ممارسة سلبية لتلقي الخطاب والخاطبات تجعل الإنسان يسقط في العادة مبتعدا عن (العبادة) إذا ما كان فعلا ينوي عبادة الله بالزواج والتحصين. وهذا الفعل التلبيسي يجعل من الخاطبين وذويهم أرقاما بلا حياة، أرقاما بلا معنى أو جوهر هنا تبدأ المشكلة وتتشابك الخيوط على المخطوبة فتعتقد أن هذه الكثرة هي مسألة تزيد الموقف تعقيدا نظرا لعدم توفر أي واحد من هؤلاء على الشروط. والشروط منها ما هو محدد بالشرع طبعا ومنها ما هو دنيوي. فكلما حرصت المخطوبة على عدم التنازل عمَّا هو شرعي كان أسلم لها وأضمن (مع التمحيص طبعا فيما هو شرعي) فنحن قوم سرعان ما ننخدع بالله أو بمن تمظهر بشرع الله.
أختي الكريمة، من حقك أن تضعي آفاق انتظار، وبشيء من الموضوعية وعدم الشعور بالأنانية وبالفوقية كما أنني لا أرضى لك الارتماء عند اول محطة كيفما كانت أرضها أو سماؤها.
رزقك الله ما يرضاه لك ولدينك ولآخرتك من الخاطبين.
⇐ نطالع أيضًا –سويًا– بالمقترحات: