عندما ترى المشجع يفخر بنفسه كثيرا، ويمتدح بقية نظرائه الموجودين في المدرج في كل وقت وفي كل حين، فاعلم أن هناك مشكلة ما.. ليست في الشخص بل في النادي الذي ينتمي إليه. والمسألة هنا ليست معقدة، لأن في مثل هذه الحالة، بإمكانك تشخيص حال المشجع على أنه فاقد الأمل ربما في غالبية لاعبي فريقه، ويدرك تماما أنهم ليسوا كفئا لكي يسعدوه بالصعود إلى منصات التتويج، ليقرر أن يكذب كذبة محتواها أن «مشاهدة أعلام فريقه قد غطت غالبية أجزاء الملعب» تساوي عنده بطولات العالم أجمع!.
الأمثلة على ذلك كثيرة.. ليفربول زعيم الأندية الإنجليزية، جماهيره تصنف نفسها الأفضل في العالم، ولكن لو لم يكن الفريق غائبا عن تحقيق لقب الدوري المحلي 21 عاما، لما حدث كل ذلك، لشاهدتهم يتغنون بفريقهم بدلا من أن يتغنوا بأنفسهم.
وعلى النقيض سئمت جماهير يوفنتوس حال فريقها، لدرجة رميها لحافلة النادي بالحجارة والزجاج الموسم ما قبل الماضي بسبب نتائجه المتدنية وعدم تحقيقه لقبا واحدا في أربعة أعوام، عكس ما كان يحدث قبل ذلك.. السؤال هنا، ماذا إذا استمر يوفنتوس على حاله ثلاثة أعوام أخرى؟ الأكيد أن تلك الجماهير بدلا من أن تقذف حافلة ناديها، ستتغنى بنفسها؛ لأنها «استضعفت» حال الفريق.
أنديتنا أيضا، تزخر بهذه النوعية من الجماهير.. حيث تراهم في المجالس عندما يأخذ الحديث منحنى رياضيا، فلان يتغنى ببطولات ناديه التي ملأت خزائنه، والآخر يشيد بأداء فريقه الذي اكتسح خصمه في مباراة الديربي، ليأتي بعد ذلك شخص من بعيد ليقول: شفت كيف مدرجنا كان «مشعلل» في المباراة؟
هنا فقط يتضح فارق الطموح.. الأول لم يأتِ بسيرة الجماهير على الرغم من أنه منهم لأنها بالنسبة إليه تقوم بأقل واجباتها تجاه النادي الذي يكافئها في نهاية كل موسم بألقاب كبرى، والثاني تحدث عن أهم مباريات فريقه في الموسم وكيف انتصر بها ولم يتطرق إلى فئة المشجعين على الرغم من أنهم ملؤوا أرجاء الملعب، لكن الثالث لم يجد أمرا حسنا في فريقه، ليحول بوصلته تجاه الجماهير؛ لأنه لا يملك سواها.
بقلم: محمد العمر
أما هنا؛ فنقرأ عن: ثقافة الخردة مع اللاعبين في الرياضة السعودية
وكذلك: حول احتراف اللاعب السعودي في الخارج.. منعطف خطر!