حين طرح كاتب صحفي سؤالا في أحد مقالاته قائلا: هل تعتقدون أن المجتمع الذي يتحين شبابه الفرص للانقضاض على النساء مجتمع طبيعي؟ وحين وضع احتمالات منطقية كإجابة على هذا السؤال فهو في الحقيقة يجعلنا في صراع بين ما يجب أن نقوم به، وما نمارسه فعليا، فلهذا أتصور ممن يملك ضميرا حيا، وعقلا راجحا سيكره ذلك الكاتب، لأنه اختزلنا بشكل فظيع جدا، وأعطانا صورتنا الحقيقية التي نحياها، بين «ما نمارسه» وبين «ما نؤمن به».
دعونا من الكاتب الآن، فمنذ أن دهمتنا ثورة الاتصالات والمجتمع السعودي يعيش حالة غليان غير عادية، وبالأهم في مسألة التواصل، لذا ظهرت الكثير من وسائل الاتصال، من برامج المحادثة على الإنترنت، والتواصل عبر بعض الخدمات التي تطرحها شركات الاتصالات، فالمتأمل فيمن يتواصلون عبر الإنترنت، يجد أن ما كان يمارس قبل عشرة أعوام من الآن في بداية ظهور هذه البرامج من تعاملات غبية بين الأفراد –ذكورا وإناثا– تطور الآن وأصبح أمرا عاديا جدا، ففي بداية هذه الثورة كان وجود المرأة يسبب رعبا للرجل، والعكس أيضا، نظرا إلى وجود «كبت» مجتمعي نسبي.
أما الآن فلم يعد ثمة أي أزمة في التعامل بين الجنسين، فالجنس لم يعد يشكل عائقا، والتعاطي بين الجنسين في أغلب هذه البرامج يدور في فلك أن لكل شخص حريته الشخصية في عمل ما يريد، وهذا ما يجب أن نعيه جيدا، وأن نؤمن به، حتى لو قادت المرأة السيارة.
وثمة تساؤل لا أود إجابة عليه: لماذا نفترض في الشاب السعودي أنه متوحش؟ وهو الذي يتعامل مع المرأة في الخارج كإنسان بغض النظر عن جنسها، وربما يركب معها في نفس السيارة، أو تكون هي من تقود به سيارته دون أن نرى ظاهرة التحرش المخيفة التي تدور في أذهاننا؟
إن المسألة ليست مسألة حفظ للفضيلة في اعتقادي بقدر ما هو رعب وريبة تجاه كل ما هو جديد فقط!
بقلم: علوان السهيمي
وهنا أدعوك -أيضًا- لتقرأ: الفتاة السعودية المظلومة