يقول السائِل: زوجتي لا تحب الوصول إلى مرحلة الإنزال أثناء الجماع، وتخاف من الإنزال قبلي لخوفها من أن ذلك يؤدي إلى إنجاب البنات؛ فهل هذا صحيح؟ وهل عدم إنزالها رغم شدة الإثارة فيه ضرر صحي عليها، علما بأنها لا ترضى بالإنزال حتى بعدي؟
الإجـابة
وهنا تقول د. هبة قطب: أخي الكريم.. بارك الله لك في زوجتك وذريتك ويسر لكم سبل السعادة.. اللهم آمين.
حقا إني أتعجب من موقف زوجتك.. فليتك تخبرها ببعض الحقائق العلمية التاليةعلها ترتاح وتهدأ بالا:
1- إن الجنين ذكرا كان أم أنثى مرجعه -بعد إرادة الله ﷻ- إلى الرجل وليس المرأة، لأن الحيوان المنوي هو أصل الجنين، والرحم أرضه التي ينبت فيها، والبويضة غذاء ينميه، كما قال ﷻ: (نساؤكم حرث لكم). والحرث: الأرض، فكما أن الأرض لا تحدد نوع الزرع، وإنما ينبت فيها ما يبذره صاحبها من البذر؛ فكذا المرأة لا دخل لها في تحديد نوع الجنين، كما قالت العربية قديما، وأثبته الطب حديثا:
مـا لأبي حـفص لا يأتيـنا *** ويدخل البيت الذي يلينا
أغضبانُ أنا لا نلـد البنـينا *** تالله ما ذلك بأيـدينـا
إن نحن إلا كالأرض للزارعينا *** لا ننبت إلا ما يزرع فينـا
2- لا علاقة للإنزال ولا لأي مرحلة من مراحل العملية الجنسية بتحديد جنس الجنين، وإنما هي علاقة خالصة لمشيئة الله ﷻ، حيث يقول الله ﷻ: [لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ] (سورة الشورى). أي يعلم ما يصلح لكلٍ من الذكور أو الإناث، أو الاثنين معا، أو العقم، وقادر على أن يرزق أي أحد أي نوع منهما.
أما عن سؤالك حول إنزال زوجتك فإني بداية أود أن أوضح أن الدورة الجنسية مراحل تبدأ بمرحلة الرغبة، ثم الإثارة، والتي تنتهي بالإنزال وبالرعشة الحسية أو رعشة الشبق، والتي يصاحبها قمة الشعور بالمتعة، ويعقب ذلك الاسترخاء.
وإن كان إنزال المرأة ليس هدفا في حد ذاته والهدف الأولى بالاعتبار هو أن تتحقق متعة المرأة، إلا أنه أمر يُحتفى به، وهذا لأن عدم إنزال الزوجة يؤثر سلبا على الصحة لأنه يتسبب في حدوث متلازمة احتقان الحوض مما يسبب:
- نزيف شديد أثناء الدورة الشهرية.
- ألم شديد وأوجاع أسفل الظهر بسبب الشد على الأربطة الواقعة بين الرحم وبين الفقرات السفلية لسلسلة العمود الفقري.
- ألم أثناء الجماع قد يكون خارجيا أو داخليا، وفي المراحل المتقدمة يكون داخليا وخارجيا.
- الشعور الدائم بالثقل في أسفل منطقة الحوض مما يتسبب في حالة نفسية سيئة للزوجة، بالإضافة إلى أضرار أخرى.
أخي الكريم ليتك تصارح زوجتك في حوار مفتوح بردي هذا، وبأن إنجاب البنات ليس عارا كي نتجنبه فكم من ابنة صالحة خير من ولد شقي تعس.
أكرمك الله وزوجتك بالذرية الصالحة الطيبة التي تبركما في حياتكما بالصون، وبعد طول عمر بالدعاء والاستغفار.
وهنا أيضًا يُمكنك مطالعة: