تقوم الدنيا لدى البعض ولا تقعد إن خرجت امرأة كاشفة لوجهها.. وتتهم في شرفها!
تنهال الدراسات «الركيكة» وغير الموضوعية إذا طالبت امرأة بحقها في قيادة مركبة «بريئة» تنقلها من مكان آخر في ظل غياب الرجل وفي ظل غياب وسائل مواصلات آمنة ومتوفرة للجميع.. وأيضا تتهم في شرفها أو يتم تحذيرها مما قد يحدث لشرفها!
تحرم فتاة في سن الشباب والحيوية أن تمارس الرياضة في مدرستها خوفا على شرفها وخوفا من انحرافها مع فتيات أخريات!
تجبر طفلة على الزواج من رجل عجوز دون رضاها أو حتى وعيها وفهمها التام للزواج.. وكل ذلك خوفا على شرفها وخوفا على ما قد سيكون لو أنها لم تتزوج!
تقضي فتاة حياتها بين الكتب لتحقق طموحها وترفع رأس أهلها ثم تحرم من حقها في إكمال تعليمها في الخارج لأنه لا محرم لديها.. أيضا خوفا على شرفها.. وفي نفس الوقت.. لا فرصة لديها في الداخل لإكمال تعليمها وسط أهلها وبيئتها الطاهرة!
تضرب زوجة ويتم تشويهها بحيوانية ووحشية تامة… وتتهم في عقلها أو في شرفها أيضا «فربما تكون نالت ما تستحقه!»
منذ سنوات عديدة أفاق المجتمع على حادثة اعتداء على المذيعة رانيا الباز وتحدثت عنها الصحف المحلية والعالمية ووجد الغرب فرصة ذهبية للتحقير من شأننا كمسلمين وللمساس مباشرة بديننا الذي لا يحمي الضعفاء حسب زعمهم! ثم تم إغلاق القضية باتهام زوج رانيا لها بالحجاب وبخروجها من البلد وخلعها للحجاب والعمل كمذيعة في دولة عربية!
هذا كله ونحن لم نستيقظ! لم نستيقظ غيرة على ديننا الذي جعلناه بصمتنا مثلا للظلم! لم تستيقظ غيرتنا على الإنسانية.. لم نهب لنصرة الضعيف لأن الضعيف ببساطة امرأة وقد تكون استحقت ما نالها من عذاب على يد بشر مثلها!
واليوم نفيق على قضية أخرى.. على رانيا أخرى.. ولا أدري كم رانيا نحتاج حتى يتم وضع حد قانوني شرعي للعنف ضد النساء؟!! ماذا تفعل المرأة في نفسها لكي يرضى عنها المجتمع الذي يكاد يلومها حتى على التنفس؟
ماذا يريدون من المرأة؟ وماذا يتوقعون؟ هل يمكن أن تظل المرأة كائنا عاقلا «مسؤولا» بينما تتقاذفها مختلف التيارات بهذه الطريقة؟
متى يفهم الرجل المتعلم والمتدين قبل الجاهل أن تعذيب المرأة وتشويه جسدها بوحشية ليس من حقه كزوج حتى لو كانت المرأة ناشزا شرعا!
متى نضع قانونا يرعب الذكور من اقتراف أي فعل همجي وحشي لا يليق بإنسانيتهم ولا بإسلامهم؟
بقلم: مها نور
واقرأ: وسام العرفان العربي