هارون الرشيد هو خامس الخلفاء العباسيين وأكثرهم شهرة، ولد عام 763 وهو ابن الخليفة العباسي الثالث المهدي ووالد الخلفاء الأمين والمأمون والمعتصم، تولى الحكم عام 786 حتى وفاته عام 809.
يعتبر عهده -في رأي جمهرة كبيرة من المؤرخين- أزهى عصور التاريخ الإسلامي على الإطلاق، حيث قامت في بغداد نهضة ثقافية كبرى خطت بالحضارة خطوات إلى الأمام وتبوأ بفضلها المسلمون مكان الصدارة في الميادين الفكرية والحضارية خلال العصور الوسطى.
بلغت بغداد في عهده أوج عمرانها وسيطرتها على أجزاء الدولة المترامية من المغرب إلى حدود الصين، وتوغلت الجيوش العباسية في آسيا الصغرى حتى بلغت هرقلة، واضطر الإمبراطور البيزنطي إلى دفع الجزية حتى عن شخصه. وقد تبادل السفراء والهدايا أكثر من مرة مع إمبراطور الغرب شارلمان.
علي أن عهد الرشيد شهد كذلك قيام دولة الأدارسة المستقلة في المغرب عام 788، وكأن الرشيد أدرك صعوبة إدارة دولة في سعة دولته فعين عام 800 هـ إبراهيم بن الأغلب واليا على أفريقيا وجعل حكمها وراثيا في أبنائه من بعده لقاء إتاوة مقررة. كما إنه قسم دولته قبل وفاته بين أولاده. ولعل هذا التدبير كان من أسباب الفتنة بعد وفاته بين الأمين والمأمون وهي التي انتهت بقتل الأمين عام 813 وحل دمار كثير ببغداد خلال الصراع بين الأخوين.
وغير صحيح ما ألصق بهارون الرشيد من أكاذيب صارت شائعة كالمثل الشعبي.
وهنا يُمكنك أيضًا الاطلاع على مقال عن هارون الرشيد