تفاصيل الاستشارة: لقد تعرضت لحادث منذ 4 سنوات، وأنا الآن بصحة جيدة والحمد لله وكان حادث كبير والطقس بارد وبعد ذلك لاحظت على نفسي الآتي:
- أفزع بشدة وأنتفض بقوة مع الأصوات أو الحشرات غير المتوقعة والمتوقعة أحيانا.
- أصبحت متردد وأقل قدره علي اتخاذ القرار وأقل فصاحة.
- أصبحت أكثر شعورا بالبرودة ولم أكن ألاحظ هذه الأشياء من قبل، وهل لها علاقة بحالة الفزع؟
بما تنصحوني؟!
جزاكم الله الخير الوفير.. والسلام عليكم ورحمة الله.
د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت صاحب الاستشارة؛ فقالت: عزيزي السائل.. حمدا لله على سلامتك من هذا الحادث، فلقد خرجت منه بأقل الخسائر حسب وصفك، والفزع الذي ينتابك حتى هذه اللحظة ما هو إلا مرحلة وقتية يسهل التعامل معها والتخلص منها بإذن الله ﷻ.
فنوبات الفزع بشكل عام هي عبارة عن محصلة لاضطرابات القلق الذي يسيطر على الأفراد كما يلعب التوتر والخوف دورا مهما في نوبات الفزع التي تحدث للإنسان بين الحين والآخر،
وتكون هذه النوبات على شكل مخاوف من الموت أو الجنون أو عدم القدرة على السيطرة في السلوك الذي يؤديه ذلك الشخص..إلخ من نوبات تتمثل في الخوف المسيطر على المريض.
وتكون مدة النوبة حسب حالة المريض، فإن كانت حالته شديدة فإنها تطول وتتكرر في اليوم الواحد أكثر من مرة، أما إن كانت خفيفة فإن النوبات تكون على فترات متباعدة، ونسبة الإصابة بنوبات الفزع بشكل عام تتراوح ما بين 1% إلى 2%، وتكون الإصابة بين الذكور والإناث متساوية تقريبا.
وتظهر الأعراض عادة في الصور التالية:
- الترقب للحوادث المزعجة والخوف منها.
- زيادة ضربات القلب وخفقانه.
- زيادة التعرق.
- برودة الأطراف أو حرارتها.
- رعشة في الأطراف.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالدوار أو الإغماء أحيانا.
- الشعور بالتنميل أو الخدر في بعض أعضاء الجسم.
- جفاف الفم ويبوسة اللسان.
- فقدان الاطمئنان والخوف من الموت أو الإصابة بالاختلال العقلي.
- ضيق في الصدر أو صعوبة في التنفس.
ولحدوث نوبات الفزع أسباب كثيرة أذكرها لك في النقاط الآتية:
- استعداد الفرد لتلك الحالة.
- الحساسية وضعف التحمل للمواقف المفاجئة أو المثيرة لدى بعض الأفراد.
- التعرض لحادث مفاجئ ومؤلم أو موت عزيز عليه أو حالة إفلاس.
- حالة الاضطراب والقلق التي يشعر بها الشخص لأسباب مختلفة.
- هناك من يشير إلى أن زيادة أو اضطراب إفراز هرمون الأدرينالين يلعب دورا مهما في تلك الحالة.
- فقدان الاطمئنان النفسي خاصة بين العائلات المضطربة التي تكثر فيها المشاكل.
- تعاطي الأفراد بعض المواد المثيرة أو المخدرات التي تسبب ارتخاء الجهاز العصبي وضعفه بحيث لا يقوى على تحمل المواقف الصعبة.
ومما سبق يتضح أن السبب الثالث هو الذي أدى بك إلى نوبات الفزع التي تعاني منها وللتخلص من تلك الحالة عزيز عليك اتباع ما يأتي:
- مراجعة الطبيب النفسي لمساعدتك على التخلص من هذه الحالة والالتزام الكامل بتعليماته حول استعمال العلاج الدوائي الذي يخصصه لك.
- مراجعة المعالج النفسي ليساعدك في التخلص من التوتر والقلق ويعيد لك الاطمئنان النفسي.
- الابتعاد عن المواقف التي تثير القلق والتوتر قدر الإمكان.
- اتباع الوسائل التي تزرع الاطمئنان والراحة النفسية كممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس.
- تعزيز الثقة بالنفس لمواجهة المواقف المثيرة والصعبة.
- السيطرة على ما تبقى من ترسبات الحادث الذي تعرضت له ومحاولة نسيانه أو التنفيس عنه بالتحدث عنه بين الحين والأخر مع من حولك.
- التخلص من الأفكار المتشائمة والتوقعات المريبة بالتوكل على الله في مسعاك.
- مصاحبة من ترتاح معه كي يساعدك على تخطي حالتك.
- الانشغال بنشاطات تسعدك وتبعدك عن التفكير بما يقلقك ويزيد التوتر لديك.
- الاعتماد على النفس في حل المشاكل التي تعترضك مما يقوي شخصيتك وإرادتك وكلما قويت تلك الجوانب كلما شعرت بالتحسن.
- الاهتمام بأمور التسلية من كتب وبرامج كي تبعث الانشراح إلى نفسك وتنسيك الحادث وكذلك همك.
- درب نفسك على اتخاذ قراراتك بنفسك وهذا يحتاج إلى وقت.
- سيطر على خوفك من الحشرات إن كانت غير خطرة أو الأصوات التي تثير لديك
- الخوف.
- مسك الختام هو الاتكال على الله وقراءة الآيات والسور التي تزرع الاطمئنان في قلبك مثل: آية الكرسي والمعوذتين.
أتمنى لك الصحة والعافية والتوفيق وأرجو أن تخبرنا بالتحسن والشفاء قريبا بإذن الله تعالى.