“مرض هشاشة العظام أو تخلخل العظام هو مرض روماتيزمي سببه إنخفاض في كثافة العظام أو رقاقتها بالهيكل العظمي، وهى حالة تصيب نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين، وتكون مصحوبة بالآلام الشديدة وتجعلهم معرضين للكسور”.
يعد مرض هشاشة العظام أكثر أمراض العظام إنتشارًا في العالم، وتكمن خطورته في أنه ليس له أعراض واضحة، ويسبب ضعفًا تدريجيًا في العظام ويؤدي إلى سهولة كسرها، وتمثل النساء نحو 80% من المصابين به وهو يسبب كسورًا في حوالي نصف النساء بعد سن الخمسين عامًا، وقد تنشأ بسبب قلة الكتلة العظمية لدى النساء مقارنةً بالرجال في نفس المرحلة العمرية، إضافةً إلى دور الهرمونات الأنثوية والدخول المبكر في سن اليأس.
وفي كل سنة يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط وآخرون يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الإنحناء أو السعال وعوامل أخرى قد تزيد من الإحتمال الإصابة بالمرض منها:
• عدم كفاية الكالسيوم وفيتامين د في الوجبات اليومية.
• التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين وشرب الكحول.
• الإفتقار إلى النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
• تناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج وكذلك ازدياد نشاط الغدة الدرقية.
• العوامل الوراثية مثل إصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام.
• الدخول المبكر في سن اليأس أو إستئصال المبيضين.
هناك العديد من الطرق الحديثة لتشخيص هشاشة العظام، منها ما يتم عن طريق إستخدام الأشعة السينية مثل جهاز الديكسا، وهو أكثر الأجهزة إستخدامًا وأكثرها دقة، ويعتبر فحصًا مأمونًا وخالي من الألم تمامًا. كما توجد أجهزة أخرى تستخدم الموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى الفحوصات المختبرية التي يمكن إستخدامها في التشخيص.
ما هو مرض هشاشة العظام؟
قالت “د. غصون حاكم فاضل” متخصصة في طب العائلة. يطلق على مرض هشاشة العظام اسم ترقق العظام أو نخر العظام، وهو من الأمراض التي تصيب الرجال والنساء، على خلاف ما كان مُعتقد في السابق بأنه مرض يخص النساء فقط، وهو مرض جهازي يتميز بنقص الكتلة العظمية وتدهور النسيج العظمي، ويؤدي مع مرور الوقت إلى ضعف العظام، وإلى إصابتها بالكسور العفوية التي تحدث جراء السقوط أو جراء السُعال.
ما أهم أسباب الإصابة بهشاشة العظام؟
يوجد ما يُعرف بالدورة العظمية وهي تجدد النسيج العظمي أو تجدد خلايا العظم، وهذه الدورة تبدأ من عمر الطفولة حتى عمر الخامسة والعشرين إلى الخامسة والثلاثين، حيث يتجدد النسيج العظمي كل ثلاثة أشهر فيزيد من كتلة العظام، وتعتبر الفئة العمرية حتى عمر الخامسة والثلاثين هي أوج الكتلة العظمية في الجسم البشري، ثم تتواصل عملية تجدد الأنسجة العظمية بعد هذا العمر، إلا أن الجسم يفقد أنسجة عظمية بمعدلات أعلى من تلك التي يستطيع بناءها.
وبخاصة عند السيدات أكثر من الرجال، ويرجع ذلك إلى أن إفراز هرمون الإستروجين (ويعرف باسم هرمون الخصوبة)، وهو هرمون يُفرز عن طريق المبايض، مما يساعد على خصوبة المرأة، ويقوم هذا الهرمون بدور الحماية لجسم المرأة منذ سن الثالثة عشرة أي من سن نزول الدورة الشهرية حتى عمر الخمسين.
ومن بعد عمر الثانية والخمسين أي بعد إنقطاع الطمث يقل إفراز هرمون الإستروجين في الجسم مما يسبب ضعف عام في جسم المرأة، مما يزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام، وهذا هو السبب المباشر في أن نسب إصابة النساء بالهشاشة ضِعف نسب الإصابة عند الرجال.
كما توجد أسباب أخرى مثل نقص الكالسيوم وفيتامين D، وخلل إفراز هرمونات الغدة الدرقية والغدة الكظرية، كما توجد مجموعة من الأدوية العلاجية التي تزيد من هشاشة العظام مثل أدوية الإستوريدات وغيرها.
إلى أي مدى تشكل هشاشة العظام خطرًا على حياة الإنسان؟
مرض هشاشة العظام هو مرض صامت سريريًا، بمعنى أنه لا يُعلن عن نفسه إلا بعد حدوث الكسور العفوية، فلا توجد له أية أعراض ظاهرة، ويتساوى في هذه الخاصية الرجال والنساء إلى فترة ما بعد إنقطاع الطمث، حيث تظهر المؤشرات على إمكانية الإصابة بالهشاشة تبعًا لقلة إفراز هرمون الإستروجين، الذي كان يلعب دور الحماية لجسم المرأة.
وحدوث الكسور العفوية ينتج معه بالتبعية نقص في الطول والحد من الحركة، وهي الأمراض التي قد تؤدي إلى الإعاقة، وأحيانًا الموت عند فترات الشيخوخة.
فالخوف ليس من الكسر نفسه، لأنه سيلتحم ويلتئم في النهاية، لكن الخوف من فترة الإلتحام الطويلة التي يكون فيها المريض طريح الفراش بالكُلية لشهور متواصلة، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات صحية أخرى مثل التجلطات الدموية والتجلطات الرئوية وتقرحات الجلد.
ما أساليب الوقاية من الإصابة بالهشاشة عند الكبر؟
تعتمد طرق الوقاية من هشاشة العظام على النمط الحياتي للإنسان على مدار مراحله العمرية منذ الطفولة، فيتوجب على الإنسان إعتماد بعض الطرق الوقائية الآتية:
• تناول الحليب ومشتقاته، وتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والفسفور.
• تجنب المشروبات الغازية الغنية بالكافيين، حيث تقلل مادة الكافيين من إمتصاص الكالسيوم في الجسم، لأنها من مدرات البول بما يزيد من طرح المعادن خارج الجسم عن طريق البول، كما أن الفسفور الموجود بالمشروبات الغازية يغير من حامضية الدم.
• تناول الأسماك مثل سمك السالمون الغني جدًا بالماغنسيوم والكالسيوم.
• تقليل التدخين والمشروبات الكحولية، حيث لُوحظ أن نسبة الإصابة بهشاشة العظام ترتفع بين المدخنين مقارنةً بغيرهم.
على الأطباء المعالجين لأمراض الربو وإلتهاب المفاصل والصدفية محاولة تجنيب المريض تناول أدوية الإستوريدات لفترات طويلة، حيث ثبت علميًا أن تناول 5% من الإسترويد يوميًا لمدة شهر متواصل يزيد من فرص إصابة المريض بالهشاشة مقارنة بغيره من البشر في مثل عمره.
وعند ضرورة العلاج بالإسترويد يجب على الطبيب وصف المكملات الغذائية التي تعوض الفاقد من الكالسيوم والفسفور، إلى جانب أدوية فيتامين D.
وما تم ذكره عن أدوية الإسترويد، هو بالمثل مع أدوية أخرى مثل أدوية الإكتئاب والصرع، وأدوية الهيبارين، ومضادات الحموضة التي تحتوي على الألمنيوم، فكلها من العوامل المساعدة على زيادة نسب الإصابة بهشاشة العظام.
يتوجب تناول الحامل والمرضع لمكملات غذائية تعوض فاقد الكالسيوم من العظام الذي يحدث خلال شهور الحمل والرضاعة.
ما الأهمية الصحية لفيتامين D في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام؟
يساعد فيتامين D في تسريع عمليات إمتصاص الكالسيوم بالجسم، فتناول الكالسيوم فقط لن يفيد الجسم، حيث أنه لن يُمتص داخليًا إلا في وجود فيتامين D.
ولحصول الجسم على إحتياجاته من فيتامين D يجب التعرض الكافي لأشعة الشمس، أو تناول المكملات الغذائية المحتوية عليه تحت إشراف طبي.
كيف تُشخص الإصابة بمرض هشاشة العظام؟
تشخيص الإصابة بالهشاشة تتم عن طريق فحص بسيط في دقائق معدودة، يُستخدم فيه جهاز الديكسا سكان. وأشعة الديكسا هي عبارة عن أشعة سينية، وتعرف طريقة التشخيص بالديكسا سكان باسم قياس إمتصاص العظم عن طريق الأشعة السينية المزدوجة.
كما يمكن تشخيص الهشاشة بإستخدام أجهزة الألترا ساوند أو السي دي سكان.
كيف يمكن لمريض الهشاشة التأقلم مع حالته الصحية؟
للتأقلم والمعايشة مع مرض الهشاشة يجب مراعاة بعض الإشتراطات الصحية خصوصًا إذا كان المريض من كبار السن، نذكر منها:
• مراعاة فرش المنزل بالكامل بالسجاد، للحيلولة دون وجود فرص للتزحلق أو الإنزلاق المفاجيء.
• مراعاة أن تكون أرضيات المرحاض جافة وخشنة نوعًا ما، للوقاية من الإنزلاق.
• تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
• تجنب الحركات الجسدية المفاجئة.
• الإهتمام بإتباع نظام غذائي صحي.
ما أهم الأدوية العلاجية لمرض هشاشة العظام؟
أقدم الأدوية المعالجة لمرض الهشاشة وخاصة لكبار السن هي الأدوية الهرمونية، إلا أننا لا ننكر الإشكاليات المتعلقة بسلامتها وأمان إستعمالها على صحة الجسم، الأمر الذي أدى إلى عدم اللجوء إليها قدر المستطاع.
كما يتم إستخدام أدوية الكالسيوم وفيتامين D، التي تمنع إستمرار ضعف الكتلة العظمية، كما أنها في بعض الحالات تعوض نقص الكتلة العظمية التي يتم فقدانها بكتلة عظمية جديدة.
ويختلف تحديد الجرعات من هذه الأنواع الدوائية باختلاف المرحلة العمرية للمريض، وكذلك باختلاف العوارض الحياتية مثل فترات الحمل والإرضاع.
كما يمكن تناول الفايتوإستروجين الموجود في فول وحليب وطحين الصويا، حيث إنه إستروجين طبيعي يُغني عن تناول أدوية هرمون الإستروجين المُخلقة معمليًا، بشرط أن يتم تناول هذه الأغذية الطبيعية تحت إشراف طبي كالأدوية تمامًا، لأن الإستروجين النباتي يؤثر في الجسم بنفس درجة الإستروجين الصناعي.
يمكن أيضًا تناول أدوية الكالستونين، وهو نفس الهرمون المُفرز من الغدة فوق الدرقية، ويتم إستخلاصه من سمك السالمون، وهي أدوية منتشرة في الصيدليات على شكل حقن ورذاذ أنفي، وهي أدوية تزيد من كثافة العظام، وبخاصة في العمود الفقري.
هل تعتبر مكملات الكالسيوم بديل جيد عند تناول الأغذية الفقيرة في عنصر الكالسيوم؟
الأصح حصول الجسم على حاجته من الكالسيوم من الأغذية الطبيعية الغنية به كالحليب ومشتقاته، أما إذا وجد المانع من تناول هذه الأغذية يمكن تعويض ذلك بتناول مكملات الكالسيوم، بشرط تناول فيتامين D بالتزامن.
هل تأسيس الطفل غذائيًا بطريقة صحيحة أحد طرق الوقاية من هشاشة العظام عند الكبر؟
يجب التركيز على التأسيس الغذائي الصحي في العقود الثلاثة الأولى أي أول ثلاثين سنة من عمر الإنسان، لأنها فترة بناء الجسم، وهي الفترة التي يجب فيها تجنب تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، مع الإكثار من تناول الحليب ومشتقاته.
أضِف إلى التأسيس الغذائي ضرورة المواظبة على ممارسة النشاط الرياضي، لأنه يدعم عضلات الجسم ويبنيها جيدًا، مما يخفف الضغط على الهيكل العظمي حال حمل الأوزان الثقيلة.