حكى مدير إدارة حكومي من دولة الإمارات الشقيقة لنظيره السعودي وهو بدوره روى لي الحكاية، أن هذا المسؤول الإماراتي إذا حضر للعاصمة السعودية بغرض العمل وحضور اجتماع أو مؤتمر فإنه يصاب بالتوتر والشد العصبي كما سكان العاصمة أنفسهم، ويزيد هذا المسؤول الإماراتي فيقول إن السياح السعوديين هم من أفضل من يأتي لزيارة دبي وباقي الإمارات العربية الشقيقة إذ تكون نفسياتهم في أحسن حال من الهدوء والانشراح والتعامل مع الغير بأريحية.
أظن أن القراء الكرام قد وصلتهم الرسالة. قد يكون من الحشو والعبارات المكررة ذكر المشاريع الضخمة التي تجرى في العاصمة السعودية والتي لا تنتهي ولا أظنها ستنتهي قريبا. من مشاريع خدمية وأنفاق وجسور وطرق ومتنزهات ومبان حكومية مختلفة. إلا أن ما يجعل سكان العاصمة في أوضاع نفسية لافتة للنظر من توتر يتجلى أثناء القيادة في الطرق السريعة وحتى الداخلية، وعصبية وانفعال لأبسط الأمور، وتسابق واستعجال لاجتياز بعضهم البعض. أقول هذه وغيرها مما لا يتسع له المقام للشرح تأتي بسبب الأزمة المرورية والزحام الذي يواجه سكان العاصمة، وازداد بشكل غير مسبوق في الأعوام الأخيرة.
سمعنا عن خطة لإنشاء شبكة النقل العام منذ أعوام وهي كما يعلم الجميع عصب النقل لأي مدينة بالعالم فهل يعقل أن عاصمة بحجم الرياض لا توجد بها حافلات للنقل تساهم في تقليل أعداد السيارات المهولة وتفتح الانسداد في طرقها الدائرية قبل الداخلية. ثم مسألة مشاريع الحفر والتي تحفر في رؤوس الناس قبل الإسفلت، والتي هي مستمرة منذ الطفرة الأولى عام 75 ميلادية ولا تزال في اتساع وتطول حتى الأنفاق والجسور.
هذا بالطبع لا يقتصر على العاصمة بل يشمل المدن الكبرى وفي طريقه للمدن الصغرى. وبالطبع ليس هناك من أعمال تطوير وبنية أساسية دونما حفر وتكسير وتحويلات، والحكومة الرشيدة وضعت ميزانيات مهولة للمشاريع الخدمية بالمملكة، لكن ضعف مستوى المقاولين وغياب الشركات الدولية المختصة، كما وغياب التنسيق بين الجهات المنفذة للمشاريع، جعل المدن الكبرى ومنها الرياض ورشة عملاقة ومفتوحة لا تنتهي فيها الأعمال وعلى مدار العام. تركيز الخدمات الحكومية في مكان واحد في المدينة هو أيضا مسؤول عن الزحام وبالتالي التوتر المروري والنفسي للعاصمة والمدن الكبرى السعودية. فهل نلوم كل من تجهم وتوتر من سكان العاصمة، وخير إجابة وجدتها لدى الشقيق الإماراتي.
بقلم: عمر الرشيد
ويمكنك الاطلاع أيضًا هنا: دليلك لاختيار أفضل شركة تنظيف بالرياض والمدن العربية الأخرى.. لا تقع فريسة في الأَيدي الخطأ