هنا الحديث عن اللاعب نغولو كانتي (N’Golo Kanté)؛ الذي مشى على استحياء فلاحقته الأضواء، عمن نتحدث؟ عن بطل أوروبا ٢٠٢١، عن بطل الدوري الأوروبي ٢٠١٩، عن بطل العام ٢٠١٨، عن بطل الدوري الإنجليزي عامي ٢٠١٦/٢٠١٧، عن محور ارتكازٍ من بين الأفضل في العالم، إن لم يكن أفضلهم، عند لاعبٍ وجوده بجانبك يوازي تأثير الهدية؛ كما قال مدربة.
نغولو كانتي هو العملة الصعبة في زمن المتغيرات.
الرائع نغولو كانتي
قالوا مجازًا: إن ٧٠% من الأرض تغطيها المياه، والفرنسي كانتي يتكفل بالباقي؛ هذا وُصِفَ نغولو.
فبعد ما تعبت الأعين من ملاحقته في الميدان، تمامًا كتعب البحث عنه في غمرة التتويجات، فهو يتوارى بخجله.
قاطِع كُراتٍ من الطراز الأنيق؛ بنسبة تمريراتٍ صحيحة في الدوري تفوق ٨٦%.
وسط ميدان يمنحك التوازن، فهو من يضبط اتجاه البوصلة إذا تاهت الوجهة.
متضادات الفرنسي
خجلٌ معجون ببراءة الأطفال، وصلابة وشراسة في الميدان. اجتماع المتضادات عند نغولو حتمًا سيُصيبك بالدهشة.
عِندما تتنوَّع تعبيرات البهجة يبقى فرح نغولو كانتي كأداءِه، ثابِتًا بلون التواضع.
أسموه بالنحلة؛ فالحيوية حرفته الأولى، ووصفوه بصاحب الرئات الثلاث، فالتهام المسافات وجبته المفضلة.
صيامه في مباراتي فريقه أمام الريال لم يُعِيقه عن لقب الأفضل فيهما.
الفرح عنده حياء، والنشوة عِناقٌ للعائلة، والكأس حُفِرَ عليها: لكل مجتهد نصيب. ونصيب من حمل تشيلسي على أكتافه، جزاءٌ من جِنس العمل.
عاش نغولو
من جامع للقمامة إلى جامع للألقاب؛ مسيرة تُدَرَّس وإلهام يهمس لأصحاب الأحلام المبعثرة أن الأضواء لا تصنع التميز الضرورة؛ وحده الجِدُّ والعمل من يُحدد ذلك.
نغولو كانتي لون كرة القدم الذي لا يبهَت، تمامًا كالذهب الذي لا يصدأ، قيمةٌ ثابتةٌ وعطاء في صمت؛ واليورو إن سُمع فيه صياح للديوك، وقتها سيُفرَش في حفل البالون دور (Ballon d’Or) بِساطٌ أحمر مكتوب عليه: ملك الرجل يطلبه الذهب.