خلال فترة الحمل من الطبيعي أن يزداد وزن المرأة، كما أن حجم البطن يزداد ليحمل الجنين الذي يستمر في النمو لمدة تسعة أشهر، ولكن تختلف زيادة الوزن من امرأة إلى أخرى، فمنهنّ من يحرصن على ألا يزيد الوزن لديهنّ أكثر من المطلوب، في حين أنّ البعض الآخر منهن يزداد وزنهنّ أكثر، ومن الأفضل دائما أن تضع المرأة هدفاً لزيادة الوزن مع طبيبها وأن تحرص على عدم تجاوزه، حيث إنّ ذلك أسهل بكثير من التخطيط لخسارة الكثير من الوزن الزائد بعد الولادة.
ومن خلال هذا المقال سنتعرف على النظام الغذائي للتخلص من زيادة الوزن بعد الإنجاب خاصة في منطقة البطن.
ما هو النظام الغذائي للتخلص من البطن بعد الولادة
تقول “رولا غدار” اختصاصية التغذية: أن فترة الرضاعة التي تمر بها المرأة بعد الإنجاب مهمة جداً، حيث أنه من المهم أن تتبع المرأة في تلك الفترة نظام غذائي يساعدها على إمداد طفلها بكل العناصر اللازمة، ولكن لا يمكن أن تتناول المرأة الطعام بكثرة وبشكل عشوائي ظناً منها أن ذلك يساعدها على الرضاعة بشكل أفضل؛ فبالرغم من زيادة معدل الحرق في تلك الفترة بحوالي ٥٠٠ وحدة حرارية، إلا أن تناول الطعام بشكل زائد ومفرط أيضاً قد يؤدي إلى السمنة في هذه المرحلة.
والمهم أيضاً الكيف وليس الكم؛ فنوعية الطعام هي الأساس؛ فهي تحتاج إلى عناصر غذائية معينة كالكالسيوم والحديد والبروتين والدهون والنشويات الصحية حتى يكون الحليب كافي ومغذي للطفل.
ونظراً لقلة فترات النوم للمرأة خلال تلك المرحلة، فإنها غالباً ما تتناول سكريات وأطعمة مقلية بشكل كبير، والتي تؤثر كثيراً على طاقة الأم ونشاطها خلال اليوم؛ حيث يؤثر النوم بشكل واضح على هرمونات الجوع والشبع، لذلك فلابد وأن تهتم المرأة في تلك الفترة بالنظام الغذائي الصحي، الذي يضم جميع العناصر الغذائية من بروتينات، ونشويات، وغيرها.
ومن الجدير بالذكر، أن تراكم الدهون حول منطقة البطن لا يرتبط بغذاء معين، ولكن يرتبط بشكل أساسي بالنظام الغذائي ككل خلال فترة الحمل، كما أنه من الطبيعي أنه خلال فترة الرضاعة يفرز الجسم هرمون يسمى بالأوكسيتوسين والذي يساعد الرحم على رجوعه إلى مكانة الطبيعي، ذلك بالإضافة إلى أهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم بعد حوالي ٦ أسابيع بعد الولادة حتى يكون الجسم قد استعاد نشاطه وحيويته، فكل هذه الطرق قد تساعد بشكل كبير على خسارة الوزن بعد الإنجاب.
وأخيراً، فلا يمكن أن نتجاهل الفروق الفردية بين الأشخاص، فهناك سيدات قد يزيد وزنهن بشكل أكبر من الطبيعي، كما أن لكل جسم استجابة معينة للرضاعة؛ لذلك فلا يمكن أبداً أن تقارن أي سيدة نفسها بغيرها من السيدات خاصة بالمشاهير، فالمهم والطبيعي هو أن تفقد السيدة بعد الولادة وزنها بشكل تدريجي وصحي.
وهناك دراسات أثبتت أن النساء المرضعات طبيعياً بعد الولادة يعدن إلى وزنهن لما كان قبل الحمل بشكل أسرع من السيدات اللواتي استخدمن الطرق الصناعية للرضاعة.
وحتى تتفادى السيدات الزيادة الهائلة التي تحدث بالوزن بعد الولادة، لابد وأن تنتبه لنظام الغذاء التي تتبعه خلال فترة الحمل أولاً، فالمرأة في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل مثلاً لا تحتاج إلى أن تُزيد من كمية الطعام التي تستهلك؛ فمعدل الحرق لا يتغير في الأشهر الثلاث الأولى، ولكن بعد ثلاثة أشهر يزيد معدل الحرق بمعدل ٣٠٠ وحدة حرارية، وبالأشهر الأخيرة من الحمل يزيد أيضاً بحوالي ٣٠٠ وحدة حرارية، وبالتالي لا تحتاج إلى زيادة كم الغذاء ولكن يُفضل بأن تنظم الغذاء من حيث الكيف فقط.
وبعد الولادة، فإن الصيام المتقطع المنتشر كثيراً بين السيدات مؤخراً حسب الدراسات الأخيرة يعطي نفس النتائج بتناول ثلاث وجبات باليوم، ولا يعطي أي نتائج أفضل كما يظن البعض.