سائِلة تقول: تناولت حبوب منع الحمل العادية قبل موعد الدورة بـ2 أو 3 أيام بقصد تأخيرها عن موعدها لأتمكن من صوم شهر رمضان، وفي أول أيام كنت آخذ حبتين لتقوية المفعول، ثم أصبحت آخذ حبة واحدة، وبعد 10 أيام أو 11 يومًا من بدء تناول الحبوب لاحظت نزول إفرازات بنية قليلة الكمية يكون بها خيوط دم وتنزل مرة واحدة في اليوم أو مرتين فقط، وباقي الوقت لا يوجد شيء واستمر الوضع لمدة أيام، وفي اليوم الخامس رأيت بقعة دم حمراء صغيرة، فعندها —وفي اليوم التالي— أصبحت آخذ حبة منع الحمل وحبة (بريمولوت ن)، وفي اليوم التالي رأيت إفرازات بنية لكنها في الأيام التي بعدها توقفت تمامًا. وبعد انتهاء شهر رمضان أوقفت الحبوب فنزلت الدورة بعد يومين من التوقف.
السؤال: هل ما نزل من إفرازات مختلطة بالدم كان حيضًا أم استحاضة؟ وهل ممكن أن ينزل الحيض مع التناول المنتظم لحبوب منع الحمل؟ شكرًا لكم.
الإجـابة
ردًّا على السائِلة الفاضلة، يقول د. محمد نورالدين عبد السلام -أخصائي أمراض النساء والتوليد-: أختنا العزيزة، لقد ذكرتني رسالتك هذه برسالة جاءتني منذ فترة تحمل تقريباً نفس الشكوى وهي استشارة حبوب تأخير الدورة لصيام رمضان.. بين العلم والشرع، وللمرة الثانية أتعجب من تكرار مثل هذه الشكوى في هذا التوقيت المتأخر، فلقد مضى على هذا الشهر الكريم أيام كثيرة!!
على كل حال أختنا العزيزة سيفيدك جدًّا الاطلاع على ردي السابق، وإن كنت أنوي الرد على استشارتك لتوضيح أن ما نزل من إفرازات بنية أثناء تعاطيك حبوب منع الحمل هو نتيجة أنك لم تتبعي النظام المحدد لأخذ تلك الحبوب، حيث إنك قد أخذت في البداية قرصين، ثم أخذت بعد ذلك قرصًا واحدًا، وعندما رأيت بقعة من الدم الذي كان نتيجة عدم الانتظام في أخذ تلك الحبوب زدت الجرعة بقرص “بريمولوت ن”، وهو أيضًا هرمون يتطلب أخذه بنظام موحّد لا زيادة فيه ولا نقصان.
وإن كنت استمررت على أخذ الحبوب من الأول بنفس النظام دون زيادة، وكذلك دون أخذ قرص الـ “بريمولوت ن”، وعدت إلى أخذ الحبوب مرة واحدة في اليوم لارتفع الدم الذي نزل نتيجة الزيادة التي أخذتها، فلا تقلقي.
هذا أختنا بالنسبة للشق العلمي البحت، وأرجو أن أقول رأيي مرة أخرى في تلك الحالة وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى المرأة رخصة الإفطار أثناء الحيض والأفضل من وجهة نظري أن تتبعي رخصة الله تعالى وتتركي الحيض ينزل بطبيعته، ثم تقضي الأيام التي أفطرتها.
أعتقد أن ذلك أفضل كثيرًا من منع الدورة صناعيًّا لمجرد ألا تقضى أيام الفطر؛ لأن من اتبع أمر الله ﷻ أفضل ممن يتدخل في حكمته تعالى لمجرد عدم قضاء أيام بعد شهر رمضان الكريم.
وهذه بعض المواد المفيدة: