أعوام الطفولة المبكرة، من السنة الأولى وحتى ثلاث سنوات، من أكثر الفترات إثارة في حياة الطفل؛ فبينما ينتقل الطفل من مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الطفولة المبكرة، فهو يكتشف استقلاليته وتحكمه في نفسه، وهو يحسن مهاراته في كل الجوانب، وفى نفس الوقت يكتشف الطفل حدود قدراته، والبيئة المحيطة به.
ومن ناحية التغذية، فتعبر الرضاعة هي التغذية الطبيعية والأكثر ملاءمة لاحتياجات الطفل، لذلك فإن منظمة الصحة العالمية توصي بالرضاعة بدون أية مكملات غذائية أو سوائل، حتى سن ستة أشهر، وذلك لأن حليب الأم يلبي بصورة عامة الاحتياجات الغذائية للطفل الآخذ بالنمو حتى سن ستة أشهر، كما وتوصي المنظمة أيضاً بالبدء بإطعام الطفل بطعام صلب (مكمل) بسن ٦ أشهر، وبين سن ٤ اشهر حتى ٦ أشهر يمكن البدء بإطعام الطفل بطعام صلب (مكمل)، فقط بعد أن يظهر الطفل علامات استعداد (انظر لاحقاً) وبكميات صغيرة جداً.
وتوصى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن ترضع النساء أطفالهن على الأقل لمدة عام كامل؛ حيث وجد خبراء نمو الأطفال أن الأطفال الذين رضعوا طبيعياً لمدة عام أو أكثر، لديهم نسبة ذكاء أعلى، ونظراً لأن القيمة الغذائية للبن الأم تتغير بعد العام الأول، كما تتغير احتياجات الرضيع الغذائية، إذا استمررت في الرضاعة بعد مرور العام الأول فعلى الأم أن تعرف أنه لا يمكن أن يكون المصدر الاساسي لتغذية طفلها.
متى يجب أن نُدخل الأطعمة الصلبة لغذاء الطفل؟
يقول اخصائي التغذية الدكتور “مهند يوسف سلامة”: أنه يجب إدراج الطعام الصلب لنظام الطفل الغذائي بداية من الشهر السادس من عمره، وذلك تبعاً للدراسات والابحاث التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ولكن هناك بعض الدراسات التي قام بها مجموعة من الأطباء، والتي تُشير إلى أفضلية إدراج الطعام الصلب لنظام الطفل الغذائي بداية من الشهر الرابع تقريباً، وعند الوصول للشهر السادس يكون حليب الأم يكفي فقط نصف احتياجات الطفل الغذائية.
ومن الجدير بالذكر أنه هنالك بعض العلامات التي تشير إلى إمكانية ادخال الطعام الصلب لنظام الطفل الغذائي، والتي من بينها:
- يمكن للطفل الجلوس مع دعم.
- يظهر الطفل برأس مستقر وثابت.
- يظهر الفضول والاستعداد للأكل مع تقريب الطعام إلى فمه.
- ينجح بنقل الطعام في فمه من جهة لأخرى.
- يقرَّب إلى فمه يديه وأغراضاً مختلفة.
أفضل الأطعمة التي يجب ادراجها لغذاء الطفل
يُفضل عند البدء في إدخال الطعام الصلب لنظام الطفل الغذائي أن يكون ذلك بحرص، وبدقة في اختيار الغذاء المناسب، ومن افضل هذه الاختيارات:
- الطعام المسلوق والمهروس من الخضروات والفواكه: مثل التفاح المسلوق، البطاطا، البازلاء، الجزر، والموز، وهذا النوع من الطعام يحسن من عملية الهضم لدى الطفل، ويكون مستساغاً.
- حبوب القمح بعد طحنها وإضافة بعض حليب الأم عليها، ويفضل أن تُعطى للطفل في كوب ونحاول أن نجعل الطفل يأكل بالملعقة حتى يتعود على ذلك.
- الأطعمة المدعمة بعنصر الحديد، لرفع مستوى الحديد في جسم الطفل.
- الزبادي: ويفضل إدخالها إلى طعام الطفل بداية من الشهر السادس.
- الأجبان: ويفضل إدخالها لنظام الطفل الغذائي بداية من الشهر التاسع، أو العاشر تقريباً.
- البيض: يمكن بداية من الشهر السابع نعطي الأطفال صفار البيض فقط، لأن بياض البيض قد يسبب للطفل الحساسية؛ لذلك فيمكن أن يُعطى بياض البيض للطفل من عمر السنة.
- العسل: يفضل أيضاً أن يتم إدخال العسل إلى نظام الطفل الغذائي بداية من عمر السنة، وحتى عند ادخال العسل إلى طعام الطفل يجب أن يكون بكميات ضئيلة جداً؛ وذلك تجنباً لحدوث السمنة لدى الطفل.
- الدجاج، اللحوم، والأسماك المطهية، والمهروسة: ويمكن ادراجها لغذاء الطفل بداية من الشهر العاشر تقريباً.
كيف يمكن للأم تقسيم وجبات الطعام مع الرضاعة؟
تبعاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه يفضل بداية من إدخال الطعام الصلب لغذاء الطفل في الشهر السادس إلى الشهر الثامن أن تُقسم وجبات الطفل على وجبتين خلال اليوم، وتكون هذه الوجبة بعد الرضاعة الطبيعية بحوالي ربع إلى نصف ساعة تقريباً.
لكن بداية من الشهر الثامن وحتى عمر السنة فيجب أن يتم تقسيم الطعام الذي نقوم بإعطائه للطفل على ثلاث وجبات في اليوم، وإذا شعرت الأم بأن الطفل لايزال جائعاً فيمكن حينها كما وضح الدكتور “يوسف” أن تقوم بإعطائه أطعمة خفيفة بين الوجبات الرئيسية.
أعراض حساسية الطعام لدى الأطفال الرُضع
لابد من أن تنتبه الأم إلى أهمية اختبار الطعام الذي تقوم بإدراجه إلى نظام الطفل الغذائي، حتى تدرك إذا ما كان هنالك أي نوع من انواع حساسية الطعام لدى طفلها، لذلك فيفضل عدم خلط الأطعمة ببعضها حتى يمكن التمييز بين الأطعمة التي تؤدي إلى حدوث مشاكل الحساسية، وكذلك يُنصح بأن تستمر فترة اختبار الطعام لمدة ثلاثة أيام كحد أقصى، أما عن الأعراض فتكون غالباً مميزة جداً تستطيع الأم أن تنتبه لها بكل سهولة، وتتمثل في:
- الطفح الجلدي.
- الاسهال.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
وبمجرد أن تحدث الحساسية للطفل، فيجب على الام ان تمنعه من هذا الطعام، وأن تُزيد من كمية الحليب الذي تعطيه له خلال وجبات الرضاعة؛ حتى يمنع ذلك من حدوث الجفاف للطفل، كما ينمي ذلك مناعة الطفل بشكل جيد جداً.
الطريقة المُثلى لحفظ طعام الأطفال الرضع
يؤكد الدكتور “مهند” أنه يجب حفظ طعام الطفل بداخل أواني نظيفة جداً خاصة به، وتكون أواني الطعام الصحية المصنوعة من الزجاج، كما يجب أن يتم حفظها في الثلاجة لمدة لا تزيد عن يوم واحد فقط.
وبشكل عام فإنه يفضل أن تقوم الأم بإعداد وجبات الطفل الرضيع بكميات قليلة تكفي لوجبة واحدة فقط، حتى يتناول الطفل الطعام طازجاً، فيعود بذلك بشكل إيجابي على صحته.