يعاني الكثيرون من مشاكل بالمعدة والأمعاء وخاصة القولون العصبي وتهيج القولون، ومع تناولهم للأدوية وإتباع العلاجات المختلفة، لا تتحسن حالتهم، فإلى كل هؤلاء الأشخاص إليكم الحل، وهو اتباع نظام الإقصاء الغذائي فهو الحل لكل هذه المشاكل والآلام بالمعدة والقولون.
لذلك خصصنا هذا المقال للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة والأمعاء وبالأخص مرضى القولون العصبي، وسنتحدث في فيه عن نظام الإقصاء الغذائي وكيفية اتباعه سواء مع أخصائيين التغذية أو الأطباء أو حتى في المنزل، وما هي الفوائد الغذائية منه والطرق الأمثل لإتباعه.
نظام الإقصاء الغذائي
قالت “د. رند الديسي” أخصائية التغذية: يقوم نظام الإقصاء الغذائي على إزالة بعد أنواع معينة من الغذاء، وتأثيرها على الجسم، والأشخاص الأكثر استفادة من نظام الإقصاء الغذائي هم:
- الأشخاص الذين يشعرون بعدم الراحة بعد تناول الأطعمة.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة والقولون.
- الأشخاص الذين يعانون من الإنتفاخ.
- الذين يعانون من الإسهال أو الإمساك الدائم دون تغير.
- الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الأمعاء وإلتهابات المعدة.
ويعتقد بعض مرضى القولون العصبي أنهم ممنوعون من تناول البقوليات، ولكن هذه المعلومة خاطئة تماماً، فكون الشخص يعاني من القولون العصبي أو التهاب معين في الأمعاء، أو أوجاع بالأمعاء، لا يعني أن نوع واحد من الغذاء معمم لجميع الأشخاص، يضر هؤلاء المرضى.
فاليس بالضرورة أن يعاني شخص من القولون العصبي مثلاً أن ينزعج من غذاء معين، ومن هنا يتم اتباع نظام الإقصاء الغذائي الذي يقوم على حذف بعض مشتقات الأغذية، بالإضافة إلى مجموعات معينة من الغذاء، ثم يظهر تأثيرها على الجسم، وبعد هذا التأثير يتم معرفة ما إذا كان هذا الغذاء ملائم أم لا.
مراحل نظام الإقصاء الغذائي
بشكل عام عندما يعاني أحد الأشخاص من بعض المشاكل والأوجاع بالمعدة، أو القولون العصبي، أو الإسهال والإمساك، أو أياً من المشاكل التي تصيب الجهاز الهضمي، يتم معرفة الأغذية التي تناولها الشخص في خلال ال ٢٤ ساعة الماضية، ونمط الأغذية عامة.
ويتم معرفة هذه المعلومات عامة من المريض، لسبب واحد وهو معرفة ما إذا كان هناك غذاء متكرر تناوله الشخص بكميات كبيرة، وهو ما يكون السبب وراء ذلك.
وبعد معرفة طريقة التغذية التابعة للشخص، يتم إزالة بعض الأطعمة، وفي المرحلة الأولى يتم إزالة الجلوتين وهو البروتين الموجود فيما يلي:
وعند حذف الجلوتين الموجود في هذه الأطعمة، يشعر كثيراً من الأشخاص بتحسن وعد الشعور بهذه الأعراض:
- الغازات.
- الإنتفاخ.
- أوجاع المعدة.
ويتم الإستمرار على هذا النظام لمدة أسبوعين، علماً بأنه يتم اختيار أغذية معينة يتناولها الشخص خلال الأسبوع، لا تعمل على تهيج القولون أو المعدة، فهي أغذية عادية، فمثلاً يتناول الشخص في وجبة الفطور الخبز الخالي من الجلوتين، والأغذية الأخرى مثل الجبنة أو اللبن والبيض فقط.
ولا يجب التنوع بالأغذية كثيراً، وفي حالة حدوث إنزعاج من بعض الأغذية في وقت معين، يتم الرجوع إلى آخر وجبة تناولها الشخص، وتكون ذات مكونات بسيطة، وفي هذا الوقت يتم التعرف على نوع الغذاء الذي سبب الإنزعاج والألم.
وبالتالي يتم عمل لائحة للأغذية المزعجة التي سببت الألم للشخص، ثم يتم تأييد الأغذية الغير ملائمة للشخص.
وتستغرق المرحلة الأولى أسبوعين، ويتم فيها الإبتعاد عن الجلوتين، ثم ننتظر تأثيره على الجسم، بحيث يتم الآتي:
- تسجيل الأغذية التي تم تناولها مع توقيت تناول الطعام.
ويفضل الرجوع إلى الأخصائيين أو أطباء التغذية، أو أطباء الجهاز الهضمي، حتى يسجل هذه الأغذية التي يتم تناولها.
- عمل برنامج مفصل للأغذية التي سيتناولها الشخص خلال الأسبوع: فهذا البرنامج يسهل الإلتزام بالنظام الغذائي، ومعرفة أنواع الأغذية التي تسبب الضرر.
وبالنسبة لوجبة الغذاء في نظام الإقصاء الغذائي يجب الإبتعاد عن الوجبات التي تحتوي على مكوّنات كثيرة، فبعض الأشخاص الذين اتبعوا نظام الإقصاء الغذائي كانت تحدث لهم مشاكل من تناول البصل والثوم.
فلنجاح نظام الإقصاء الغذائي يجب الابتعاد عن هذه الأغذية التي تهيج القولون عند بعض الأشخاص، ولكن بأيام محددة ودون وجود كل المكونات مع بعضها.
وبهذا يتم معرفة الأطعمة المزعجة، فمثلاً تناول الشخص وجبة من ٥ إلى ٧ مكونات في اليوم الثالث، فمن السهل جداً معرفة المكون الذي سبب الإزعاج.
وعادة لا يطبق نظام الإقصاء الغذائي على وجبة العشاء، لأنها لا تحتوي على الكثير من المكونات، فيمكن أن تحتوي على سلطات أو بعض الفاكهة، حتى يتسنى للشخص فرصة لإراحة القولون والأمعاء.
وبعد إنتهاء أسبوعان المرحلة الأولى، يكون الشخص قد أخذ فكرة عن الأغذية التي تزعجه وتسبب له الألم عند تناولها، فالإنقطاع عن الجلوتين والخبز والمكرونة كان له تأثير جيد على الأمعاء والقولون أم لا.
وإذا كان الإمتناع عن هذه الأطعمة له تأثير جيد، فيجب الإستمرار في نظام الإقصاء الغذائي دون توقف، وليس بمجرد معرفة أن هذا النوع من الخبز هو من تسبب في المشكلة، لأن من المؤكد وجود أغذية أخرى كانت تتسبب في الألم بالمعدة، ولكن الجلوتين كان طاغياً على هذه الأغذية، لتأثيره السلبي على الجسم.
والجدير بالذكر أن الأمعاء الجهاز الهضمي يؤثران على كل ما يلي:
- النفسية.
- الشّكل.
- الجسم.
- العقل.
- التركيز.
فقدرة التواصل بين الأمعاء والدماغ، لها تأثير كبير على الجسم، ومن بين كل ١٠ أشخاص يعاني ٨ منهم من مشكلة بالقولون، ومن هنا يجب علينا معرفة الأغذية الملائمة والغير ملائمة للجسم.
وعلى أساس ذلك يتم التصرف بالطريقة الصحيحة مع الأغذية التي تلائم الجسم، وكل جسم مختلف عن الجسم الآخر، ولا يشبهه.
لذلك يجب فحص جميع الأغذية، فأول فترة في هذا النظام الغذائي، يستمر الشخص لأسبوعين على عدم تناول الجلوتين والبروتين الموجود بالحبوب والقمح، وبعد هذين الأسبوعين إذا شعر الشخص بتحسن يظل مستمر على إنقطاع الجلوتين.
ويتم الإنقطاع عن مجموعة جديدة من الغذاء، وهنا يأتي وقت الإنقطاع عن الألبان والأجبان، فكثيراً من الأشخاص يشعرون بتحسن عند انقطاع الألبان والأجبان من نظامهم الغذائي وخاصة الحليب.
لذلك يفضل للأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالقولون والجهاز الهضمي، بدلاً من اللجوء إلى الأدوية والمسهلات والشاي الذي يساعد على تليين المعدة، الإنقطاع عن الألبان والأجبان لفترة محددة.
وهناك بدائل مخصصة للتعويض عن نسب الكالسيوم في البروتين ومنها:
- حليب الصويا.
- حليب الشوفان.
- السّردين.
- السلمون.
- التونة.
- حليب اللوز المدعم بالكالسيوم.
- أنواع الأجبان الخالية من البروتين البقري.
فهذه الفئة من الأغذية يمكن تجربتها لمعرفة تأثيرها على الجسم.
وآخر مرحلة تجريبية في نظام الإقصاء الغذائي هي مرحلة الإنقطاع عن الدهون، فبعض الأشخاص تتهيج لديهم المعدة والقولون بسبب الدهون، وخاصة إذا كانت هذه الزيوت والدهون تستخدم على درجات حرارة عالية مثل السمنة والزبدة.
وبعد هذه الإنقطاعات عن الأطعمة نصل إلى المرحلة الحرجة وهي تناول هذه الأطعمة بشكل تدريجي، أي نوع واحد في كل أسبوع مرة واحدة، ومراقبة الجسم.
فعلى سبيل المثال الشخص الذي انقطع عن الجلوتين في نظامه الغذائي، وأكمل هذا الانقطاع، يعود إلى تناول خبزة واحدة بالفطور مثلاً، وبعد مرور ساعتين إلى ٣ ساعات يتم مراقبة ردة فعل الجهاز الهضمي.
حيث يمكن في مرحلة الإنقطاع عن تناول هذه الأغذية لفترة طويلة، يتم إراحة الجهاز الهضمي، ويعود يتقبلها فيما بعد، وإذا عادت الأعراض ولكن لن تعود بنفس الحدة التي كانت عليها من قبل، فيعني ذلك أن الجسم لا يلائمه هذا الغذاء.
وفي هذه الحالة يتم عمل لائحة للجسم بالأغذية التي لا تناسبه، فإعطاء الراحة للجسم كفيلاً للتخلص من كل هذه الأعراض.