التفكير المثالي يتمثل في الابتكار ورؤية ما وراء الأشياء وهو ما يسمى بإدراك الأبعاد التي تشكل الموقف الذي ينبغي التفكير فيه وحتى تتضح الصورة فمشكلة هدر الوقت لديك مثلا تتسبب في ضياع مال وربما صحة وخلافها لكنك أثناء هدرك للوقت لا تفكر بشكل إدراكي لكل الأبعاد المحيطة لذلك.
كثيرا ما تقع في ذات المشكلة، جرب أن يكون تفكيرك من خارج المشكلة وحاول أن تستخدم نظارة ثلاثية الأبعاد لكي تحيط بكل رتوش ما تحاول حله، وهذا هو العمق في التفكير.
هذا بالضبط هو ما نحتاج إليه عندما نتعاطى مع قضايانا المجتمعية، فما يحدث من حالات الجذب والشد تمثل جزءا من مشكلة البعد الواحد والأفق الضيق مع أن الشرع الحكيم قد أعطانا إشارات متعددة لسعة الأفق وتعدد الفكرة والرأي دون انتقاص من رأي دون رأي، فالاختلاف ليس مشكلة وإنما تحويل الاختلاف إلى خلاف ومن ثم ينقلب إلى عداوة وظنون وشكوك.
إننا كأفراد بحاجة إلى حقن ذواتنا بمبادئ تركز على المشترك وتنبذ أنواع الفرقة وأسباب الخلاف لنصبح قادرين على نفعية مجتمعنا وإكسابه الفكرة الدينية والدنيوية الأكثر أهمية وفائدة.
مشكلتنا أنه مع مرور الوقت نجد أنفسنا محاصرين في دائرة مغلقة وضيقة والمشكلة الكبرى أننا نحن من رسمها وأطرها وأكسبها الأهمية لنصبح في ختام الأمر مجرد رهائن لهذه الدوائر المغلقة مما يجعل فكرة البعد الإدراكي أمرا بالغ الأهمية حتى نصل إلى ما نريد ونؤمل.
بقلم: محمد السهيمي
وهنا اقرأ: ما الجديد في الأخبار عزيزي القارئ؟
أيضًا، تقرأ: بطالة.. من نوع آخر!