عناصر الخطبة
- فرحة المسلمين بالعيد، والعيد سعادة وسرور، وفرحة ومحبة، وأُلفة ومودة بين الناس.
- نتذكر اليوم تضحية إبراهيم عليه السلام بولده إسماعيل عليه السلام تقربا الى الله ﷻ.
- صِلة الرحم في أيام العيد من أعظم ما يفعله الإنسان.
- لا تنسوا الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ.
الخطبة الأولى
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
يفرح المسلمون اليوم بما أنعم الله عليهم بأن جعل لهم هذا اليوم عيدا والعيد سعادة وسرور وفرحة ومحبة وأُلفة ومودة بين الناس قال ﷻ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ يونس: 58، نفرح بأن أتم الله هذه الأيام المباركات التي يستيقظ فيها المسلمون على أصوات التكبير على المآذن تكبر الله ﷻ، قال الله ﷻ: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ البقرة: 185، فاللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
نتذكر في صبيحة هذا اليوم تضحية إبراهيم عليه السلام بولده إسماعيل عليه السلام ثم صارت سنة من بعده بعد أن كان ابتلاءً عظيماً (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الصَّافَّاتِ: 102، كان ذلك امتحاناً عظيماً استجاب له إبراهيم عليه السلام واستجاب له إسماعيل عليه السلام والتزموا أمر الله فعند ذلك بدل الله لهم هذا الامتحان وهذا الابتلاء إلى نعمة وفرحة تعم المسلمين من لدن إبراهيم حتى قيام الساعة قال ﷻ: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصَّافَّاتِ: 107.
وهذا ديدن المؤمنين والمؤمنات أن يخضعوا لأوامر الله ﷻ حتى يعيش المسلم في سعادة وفرح وسرور بالتزام أوامر الله ﷻ وأوامر نبيه الكريم قال الله ﷻ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الْأَحْزَابِ: 36، فلا فرح ولا سرور ولا سعادة إلا بالتزام أوامر الله ﷻ.
فاحذروا معصية الله ﷻ؛ لأنه شديد العقاب ولا تجعلوا العيد –الذي هو مظهر فرحة بتمام الطاعة وبلوغ الغاية– محلاً لمعصية الله ﷻ فيذهب عنكم بركته وفرحته، فالمسلم لا يعصي الله ﷻ فكيف بك إذا كنت في يوم أعده الله ﷻ للطاعة والفرح بقبول الأعمال
قدموا أضاحيكم لله ﷻ وأطعموا منها الفقراء والمساكين، ولتكن بطيب نفس قال الله ﷻ: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) الحج: 28، وقال ﷻ: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ) الحج: 36، وقال ﷻ: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ) الحج: 37.
أما صلة الرحم في أيام العيد فهي من أعظم ما يفعله الإنسان فهذا هو وقت التواصل والتراحم ومن أولى من رحمك بأن تصلها وتتفقد شؤونها قال ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه البخاري
صِل والديك وتواصَ بهما ولا تقطعهما قال الله ﷻ: ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ الإسراء: 23، فإذا لم يكن هذا في يوم العيد فماذا تنتظر من الأيام؟ وأي نعيم تنتظر وأنت محروم من الجنة قال ﷺ: «ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ» مسند أحمد.
ولا تنسوا أن تزوروا أخواتكم وعماتكم وخالاتكم ومن لهم حق عليكم واجعلوا شعار هذا اليوم الصفح والمسامحة والعفو عن الأخطاء والزلات.
وتذكروا في هذا اليوم العظيم أهلكم الصامدين في أرض القدس وفلسطين فادع الله ﷻ لهم أن يثبتهم وينصرهم وأن يرفع الله ﷻ البلاء عنهم وعن جميع بلاد المسلمين حتى يكون المسلمون كما أراد الله ﷻ، قال ﷻ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات: 10
الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران:102.
ولا تنسوا الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه: (أن من واظب عليها يكفى همه ويغفر ذنبه)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»، وصلاة الله على المؤمن تخرجه من الظلمات الى النور، قال ﷻ: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ الأحزاب،33:43.
ومن دعا بدعاء سيدنا يونس عليه السلام: ﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ استجاب الله له، ومن قالها أربعين مرة فإن كان في مرض فمات منه فهو شهيد وإن برأ برأ وغفر له جميع ذنوبه، ومن قال: «سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر»، ومن قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتِبَتْ له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي».
وعليكم أيضا بــ «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن وهما سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» قدر المستطاع.