إذا كنا نُكبِر كل من قدَّم للمسلمين بيتا من بيوت الله، ويُعظِم الله أجر الذين يقومون على بنائها وعمارتها وخدمتها، فما أظلم أولئك الذين يسيئون إلى بيوت الله، أولئك الذين افتروا واغتصبوا وأهانوا أحد مقدساتنا وهو القدس الشريف.
إن القدس الشريف، وهو أحد المقدسات الإسلامية التي تُشد إليها الرحال؛ والتي قال فيها سيدنا المصطفى ﷺ «لا تُشَد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد الأقصى».
ما أحوجنا يا أمتنا الإسلامية في كل مكان، ونحن ننتصر لدين الله، ونقيم هذه المساجد، إنها أبلغ رد على أولئك الظالمين الآثمين، الذين يتربصون بديننا الدوائِر، ويتربصون بوطننا الدوائر. ها نحن أُولاء، وهؤلاء أهل الخير من المسلمين يقيمون هذه الصروح؛ ما بين مسجدٍ أو مدرسة؛ معلنين بذلك تمسكهم بدينهم، تمسكهم بعقيدتهم وهويتهم. يعلنون بذلك انتصارًا لدين الله، انتصارًا لحبيبنا وشفيانا يوم نلقى الله، وهو سيدنا المصطفى ﷺ.
في نُصرة الرسول ﷺ
النبي المصطفى ﷺ؛ الذي حاول بعض الآثمين مؤخرا أن يفتري على سنته المشرفة، على أصح كتابٍ بعد كتاب الله وهو صحيح الإمام البخاري.
وقد حاولت بعض وسائل إعلام مغشوشة أن تمطرنا بوابل من الأباطيل والترهات.
يا سيدي يا رسول الله آلمنا
أن قام غِر بدار الكُفر عاداك
وغيره قام في حقد وفي أسف
بالظلم والزور والعدوان أذاك
هذا وذاك يرومان الدمار لنا
لا تبقي يا رب لا هذا ولا ذاك
كنا أعز عباد الله قاطبة
كنا أجلّ الورى لما أطعناك
لكن أمتنا، يا ويح أمتنا
كم ضيّعوا في زمان الضعف مسراك
كم أهدروا قيما! كم ضيعوا شيما
رحماك مما جنوه اليوم رحماك
قد فرطت أمتي في دينها حِقبا
فكيف بالله يوم الدين نلقاك!
يا من أسأت برسمٍ في مشفعنا
شُلت مدى الدهر والتاريخ كفّاك
كيف اجترأت على خير الوري سفها
قد بُئت بالخزي ظلاما وأفاك
إن الرسول لنور الكون أجمعه
لكن تعامت عن الأنوار عيناك
نعلنها من هنا يا سيدي يا رسول الله، من بيتٍ من بيوت الله، أُقيم ابتغاء وجه الله، وحُبا فيك يا سيدي يا رسول الله. نُعلنها من هنا؛ حبا لديننا، وتمسكا بعقيدتنا، وسيرا على سنتك المطهرة، وكتاب ربنا الكريم. كما قلت يا سيدي وقولك حق، «إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به؛ كتاب الله وسنتي».
نحن متمسكون بهما يا سيدي يا رسول الله، كما علمتنا وأرشدتنا، غداة جاء الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إليك، وقال لك: يا رسول الله، مررت بأخٍ لي من قريظة، عرض علي بعضا من التوراة؛ ألا أقرأها عليك يا رسول الله؟ فتغيّر وجه الحبيب الشفيع ﷺ. وقال راوي الحديث عبد الله بن ثابت: يا عمر، أما رأيت أن وجه الرسول قد تغير؟ فأخذ عمر يقول: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. وظل يكررها حتى سُري عن حبيبنا وشفيعنا. ثم قال المصطفى ﷺ «والذي نفس محمد بيده، لو كان موسى قد نزل فيكم واتبعتموه وتركتموني لضللتم؛ أنتم حظي الأمم، وأنا حظكم من النبيين».
نعم يا سيدي، أنت حظنا من النبيين، ونحن حظك من الأمم. نتمسك بالله ربا وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد ﷺ نبيا ورسولا.
ابيات شعر في حب رسول الله ﷺ
يا أكرم الخلق جئنا يوم ذكراك
والقلب بالحب والإخلاص ناجاك
نهوى مدينتك الزهراء يدفعنا
وجدٌ وشوق وتحنان لرؤياك
كان اسمها يثرب من قبل هجرتكم
فأصبحت طيبة من بعد لقياك
كانت كسائر بلدان الدُنا
فغدت من بعد هجرتكم تُزهى بدنياك
قد أصبحت حرمًا لما سكنت بها
وروضة من جنان الخلد تهواك
تعطرت أرضها لما خطوت بها
وصار مسكاً ثراها عند مثواك
من أرض طيبة نور عمّ عالمنا
بشراك يا عالم الإسلام بشراك
فما تجمل رسل الله من خُلق
ومن فضائل بعضٌ من سجاياك
إنا نحبك عن بُعدٍ وعن كثبٍ
وما نسيناك يوماً أو سلوناك