إتيكيت التعامل مع المشاهير
يقول مدرب ومستشار التنمية البشرية والخبير في تطوير الأفراد والمؤسسات الدكتور “سيف المعيلي”: أنه دائما ما يتم تعريف الإتيكيت على أنه فن الخصال الحميدة، فهو فن في النهاية، كما أن الإتيكيت يوضح مدى قدرة الفرد على التجمل أمام كل من يتعامل معه سواء كان من المشاهير، أو غير المشاهير.
وبالحديث عن المشاهير تحديداً، فإنه يجب أن ندرك أن ضريبة الشهرة أن المشهور لا يستطيع أن يمارس حياته الطبيعية، كأن يجلس براحته مع عائلته في أماكن عامة كالمقاهي والمطاعم مثلاً، ولكل منا شخص مشهور مفضّل لديه، ويحلم بالالتقاء به يوماً، والاحتفاظ له بين ذكرياته بصورة ملتقطة تجمعه به، ولكي ينجح هذا اللقاء هناك بعض القواعد التي يجب اتباعها لكي لا يتحوّل اللقاء إلى موقف محرج، ومن أبرز تلك القواعد:
- مد اليد والسلام: فهناك عدد كبير من المشاهير لا يفضلون السلام باليد في كثير من الأحيان، وقد يكون ذلك لسبب محدد، أو لأسباب شخصية، وعلى أي حال يجب أن نتحلى بالحذر، ونلاحظ ما إذا كان هذا الشخص يقبل أن نسلم عليه باليد أم لا، وإن قبل ذلك يمكن أن نبادر بالمصافحة.
- يجب أن نترك للمشاهير مساحتهم الشخصية، وأن لا نقترب منهم بشكل مبالغ فيه مما قد يسبب الضيق أو النفور في بعض الأحيان.
- أن ندرك أننا ضيوف في حالة حضور بعض الحفلات، فلا يجب أن نقتحم المسرح لأي سبب، وأن نحترم المكان الذي تتواجد فيه، كما يجب أنه بهذا التصرف الطائش قد نتسبب في أحداث مشكلة بين المنظمين للحفل، وبين الشخص المشهور نفسه.
وبالحديث عن وسائل الإعلام تحديدا في تعاملها مع الشخصية المشهورة، فيجب أيضا أن يتحلى أفراد ووسائل الإعلام ببعض الذوقيات، والتي من بينها:
- أن يكون هناك اتفاق مسبق عن الحوار الذي سيجرى؛ وذلك حتى لا يكون هنالك إحراج بأي شكل من الأشكال، فقد يقابل المشاهير الحوارات غير المتفق عليها بالرفض، أو قد يكون هناك بعض المشادات في بعض الأحيان.
- ان يكون هناك تنسيق بين المذيع، أو الإعلامي والضيف عن الاسئلة التي ستطرح عليه أثناء اللقاء، فقد لا يحبذ الضيف الإجابة على بعض الأسئلة، والتي قد تخص حياته الشخصية على سبيل المثال.
ومن الجدير بالذكر أنه من أبرز الأمور التي نفتقد فيها للإتيكيت مع المشاهير، هي مواقع التواصل الاجتماعي، فنجد المتابعين يعلقون بما يجول في خاطرهم بغض النظر عن مدى سوء هذا التعليق، ويجب أن ندرك أن هذه الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يتم إدارتها من قبل أشخاص يعملون لحساب هؤلاء المشاهير، ولا تتم إدارتها من قبل المشاهير شخصيا.
ومن هنا يضيف الدكتور “المعيلي” أن التعليقات غير المهذبة لا تجوز عامة، فإن لم يكن يعجبنا هذا الشخص فيمكن أن نلغي المتابعة بدلا من التفوه بما لا يليق، والقانون الأن لا يحمي؛ حيث أنه قد يقدم هذا الشخص دعوى قضائية على من يقوم بكتابة تعليق غير مهذب، وبشكل عام الكلام الجارح لا يؤذي الشخص المشهور، بل يؤذي صاحبه فقط قانونيا، ومجتمعيا، بل أن التعليقات بكافة أشكالها الإيجابية والسلبية تزيد من شهرة الشخص.
اتيكيت تعامل المشاهير مع الجمهور
الشخص المشهور ومقدرته في التعامل مع الجمهور شيء مهم جداً، فهناك مشهور أفقدته الأضواء حب الجمهور، على الرغم من شهرته، بسبب غروره وعدم مقدرته على استثمار الأضواء لصالحه، والبعض الآخر نجح من خلال شهرته بأن يكسب شريحة كبيرة من الجمهور، ببساطته ولين تعامله ومرونته وتواضعه وعفويته وابتسامته، وسمو أخلاقه، ولم تغره الأضواء لإيمانه بأن هذه الشهرة جاءت من وراء محبة الناس له، فلولاهم لما وصل للشهرة، وشعاره “بادل الناس الحب يبادلوك”، والشهرة بالنسبة له باب أكبر لدخول قلوب الناس بتعامله الراقي مع الجميع، وهذا يجعل الشهرة طريقاً له ليكون شخصا مميزاً ومحبوباً بأخلاقه وبمبادئه ومعاملته في المجتمع، ويبقى هذا الحب والتعاطف معه حتى بعد أن يخف توهج الشهرة.
والمشهور الإتيكيتي الراقي في حياته ومرتبه وعمله وتنظيمه، شخص ملتزم بمواعيد عمله، يسعى للظهور للناس بأحسن صورة، يحترم الناس جدا لأنه يدرك بذلك أن من يحترم نفسه سيجبر الآخرين على احترامه، يحب عمله كثيرا ويعتبره هواية، وهذا هو سبب نجاحه الرئيسي.
والمشهور الإتيكيتي المتواضع، كلمة الغرور مشطوبة من قاموسه، يتحدث مع الجميع سواء أكان أمياً أو متعلماً، وكبيراً أو صغيراً، فعندما يوجد في مكان عام ويصادف شخصا يحبه ويعبر عن هذا الحب والاحترام، وقد يقتحم وقته ومكانه وخصوصيته، وقد يقدمه على نفسه حباً لشخصه، ويسترسل في الحديث معه، فتجده فنانا ذكيا في التحكم بأعصابه، ويسمح بجزء كبير من وقته له، ويتحمل وهو لايزال محتفظا بعفويته وسجيته تحسبا للناس والكاميرا، لكي لا تفسر تصرفاته خطأً، أو تُعظّم أخطاؤه الإنسانية البسيطة، وتكون كبيرة في عيون الناس.
والمشهور الإتيكيتي المحترم، قدوة للجميع، مثل مشرف لبلده ومجتمعه وعائلته، تجده بعيدا كل البعد عن افتعال أشياء ليست من عادات وتقاليد دينه ومجتمعه، لأنه يود أن ينقل أجمل صورة للناس.
وأخيراً ، فيجب أن يدرك الشخص المشهور كما وضح الدكتور “المعيلي” أن الصحافة والإعلام جزء مهم في مسيرة المشاهير، فهم أهم مفاتيح الوصول للشهرة والجمهور، ولهم ذوقيات مهمة يجب أن يضعوها في عين الاعتبار، فالبعض للأسف يرى أنه قد وصل لمرحلة تفوق أن يتحدث مع أي شخص، وهذا ما سينعكس سلباً على مسيرته، وخاصة حال بعض المشَاهِير اليوم، يجب أن يكون التعامل معهم بود وتواضع وعفوية، مع ترك المجال والمساحة الكافية لهم لأداء عملهم، واعلم أن الدنيا يوم لك ويوم عليك.