أكدت دراسة علمية على ضرورة تحدث الأبوين إلى أطفالهم في سن مبكر جداً بدلا من تركهم لمشاهدة التلفاز أو اللعب على اللوحات الاليكترونية أو أي جهاز ذكي لساعات طويلة إذ أثبتت الدراسة أن الأطفال الذي يشاركون بشكل مستمر في تحدث دائم مع البالغين تتكون لديهم روابط أقوى مع المنطقتين الناميتين في الدماغ واللتين تعتبران هامتين بالنسبة للغة.
ما هي أهمية الحديث مع الأطفال؟
يقول المستشار الدماغي “علي عبيد”، من الضروري بالاهتمام بالحديث مع الطفل الصغير خاصة في مرحلة التحول من الكلام التعبيري أو الغير لفظي إلى الكلام اللفظي والمنطوق المفهوم من الآخرين، لذلك نرى الكثير من الكبار ممن لا يجيدون التعبير عن حبهم أو كرههم لشخص ما أو شيء معين حيث تكون المشاعر عندهم مختلطة.
وتابع المستشار الدماغي ” علي عبيد “: من الصعب أن تستطيع التكنولوجيا تعليم الطفل الانفعالات المختلفة حيث أن الانفعال يحدث فقط بين شخصين وليس بين الطفل وجهاز اليكتروني كما يجب تحويل الطفل إلى كائن فعال في المجتمع عن طريق تلك الانفعالات.
على الجانب الآخر هناك ما يسمى بالذكاء الفظي الذي يجب تنميته عند الطفل عن طريق التواصل اللفظي وليس عن طريق القراءة أو الكتابة أو السمع أو غيرها من الطرق.
كيف يمكن للأم التواصل والتحاور لفظياً مع الطفل؟
هناك الاحتياجات والرغبات عند الأطفال، أما عن الاحتياجات فتتمثل في الأكل والشرب وغيرها والتي تسهل على الأم توفيرها للطفل ولكن تتمثل الرغبات في الخيال، لذلك يجب على الأم أو الأب فتح الموضوع فقط أمام الطفل لتنمية طريقة الخيال عنده دون الاعتماد على إعطاء أوامر للطفل في هذا العمر الصغير دون أيضا اللجوء إلى معاملته مثل المراهقين.
كيف نتعامل مع الطفل قبل وبعد النطق؟
هناك مراحل نمو للطفل حيث هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن الجنين في بطن أمه يمكنه أن يسمع كلام الأم.
يمكن للطفل في مرحلة قبل النطق أن يخرج بعض الأصوات وليس كلمات مفهومة ويمكن للأبوين أن يكملا كلمة ” بابا ” للطفل فور إصداره لحرف ” باء ” على سبيل المثال لتعويده على الكلام بعد ذلك.
في المرحلة التالية يمكن عمل حوار مع الطفل عندما يستطيع أن يكون جملة مفهومة إلى حدِ ما.
أما في فترة المراهقة وهي من أخطر المراحل فقد لا يستطيع فيها المراهق التعبير عن مشاعره المتقلبة والطبيعية في هذه الفترة من العمر نتيجة عدم إعطاء الأبوين حصيلة لغوية كافية للطفل للتعبير بها عن ما بداخله من مشاعر.
وأردف ” علي عبيد “: يعتبر التأخر في كلام الطفل له إجراءات معينة وتشخيص معين من الأطباء كما يجب الإشارة إلى أن اللغة تعتبر طريقة تفكير أكثر منها طريقة تحدث لكلام مفهوم حيث أن متحدث اللغة العربية يمكنه التفكير بالعقل العربي والمتحدث الانجليزي يمكنه التفكير بالعقل الانجليزي وهكذا مما يعتبر خطرا كبيرا عند التحدث مع الطفل بأكثر من لغة في تضارب الأفكار عند الطفل.