ما هو مرض الربو؟
قال “د. فيصل السحلي” صيدلي إكلينيكي” الربو مرض خاص بالجهاز التنفسي، حيث يُصاب مرضاه بضيق في الشعُب الهوائية، ويظهر عليهم السعال وألم الصدر وضيق التنفس.
وبتعريف آخر هو مرض صدري يتسبب في إلتهاب وضيق مجرى التنفس، ففي الوضع الطبيعي يتحرك الهواء بحُرية عبر القصبة الهوائية وشعابها، حيث تتفرع القصبة إلى قصبتين يُمنى ويُسرى، ومنهما إلى شُعيبات هوائية تقل حجمًا حتى تصل إلى الحُويصلات الهوائية، هذه الحُويصلات تحيط بها شعيرات دموية دقيقة، وذلك لإمتصاص غاز الأكسجين من هواء الحُويصلة وإخراج ثاني أكسيد الكربون.
وتتوسع الشُعب الهوائية عندما يكون الهواء دافيء ورطب وخالي من المواد المُهيجة ومُسببات الحساسية. لكن عندما يكون الهواء باردًا أو يحتوي على مواد مسببة للحساسية، تنقبض الشُعب الهوائية ويتقلص قطرها.
وعند مرضى الربو يلتهب مجرى التنفس بشكل متكرر ويتورم، وتسبب بعض المواد في زيادة الإلتهاب والتقلص بشكل أشد، متسببة بذلك في نوبة الربو.
وتتعدد مُحفزات ومثيرات الربو وتختلف من شخص إلى آخر، فمنها:
تغير الأجواء المناخية، وخصوصًا مع الأطفال، ففي فصل الشتاء تزيد الأجواء الباردة وكذلك الإصابة بنزلات البرد دومًا من تضييق الشُعب الهوائية.
التدخين سلبًا أو إيجابًا.
الغبار والأتربة.
أنواع من الأطعمة، خصوصًا إذا كان مريض الربو يعاني من حساسية تجاه هذه المأكولات. ومنها السمك والمحار والبيض والفستق والصويا.
أنواع من مواد التنظيف، وخصوصًا المواد ذات الروائح النفاذة.
• لقاح الزهور.
• الدخان.
• التلوث.
• وبر الحيوانات الأليفة.
• العَثْ.
• فضلات الصراصير.
• ممارسة الرياضة.
• المشاعر الإنفعالية القوية.
• الإلتهابات الصدرية.
ومن أعراض نوبة الربو:
• السعال.
• أزيز الصدر.
• إنقطاع النَفَس.
• وضيق الصدر.
وآلية عمل الرئة خلال نوبة الربو هي: في أثناء نوبة الربو تُشد العضلات الموجودة حول مجرى التنفس، ويتورم جدار المجرى، مع إفراز مادة مُخاطية سميكة، مما يتسبب في ضيق جديد في مجرى التنفس.
هل يعتبر الربو من الأمراض المزمنة؟
تابع “د. فيصل” هو بالتأكيد مرض مزمن، ولكن يمكن السيطرة عليه والحد من خطورته، إذا اتبع المريض الإرشادات الطبية بحذافيرها، وتَقَّيد بتعليمات الطبيب، وتجنب مُحفزات المرض، وإلتزم ببرنامجه العلاجي الدوائي في مواقيته ونوعيات أدويته. فمع هذه الإجراءات يتحسن المريض كثيرًا، إلا أن المرض نفسه لن يختفي تمامًا.
هل يستطيع مريض الربو صيام رمضان؟
في أحد المقالات الطبية العالمية أثبتوا أن مريض الربو قادر على الصيام بشكل طبيعي جدًا، لأن الصيام لن يؤثر بشكل حيوي أو كبير على حساسية المريض تجاه محفزات الربو.
هل يتطلب مرض الربو المتابعة الدورية مع الطبيب؟
أوضح “د. السحلي” واقعيًا أغلب مرضى الربو لهم طبيبهم الخاص الذي يثقون فيه ويُتابع حالتهم بإستمرار. وواقعيًا أيضًا أن الفترات الأولى من المرض يلزمها مُتابعة دورية ومستمرة مع الطبيب حسب الجدول الزمني الذي يضعه الطبيب، إلى أن يصل المريض (أو أهله إذا كان المريض من الأطفال) إلى مرحلة القدرة على السيطرة عليه وآثاره ومحفزاته، وكذلك تصبح له القدرة في التعرف على الأدوية والعلاجات والتفريق بين أصناف الأدوية المستمرة وبين الأصناف التي يتناولها عند تعرضه لأحد المحفزات، فتبدأ مواعيد المتابعة مع الطبيب تتباعد فتصبح مرتين في السنة فقط أو أقل من ذلك.
كيف يستخدم مريض الربو علاجه في أوقات الصيام؟
قبل الحديث عن كيفية تناول الدواء مع الصيام، لابد الإشارة إلى أن العلاج الدوائي للربو يقوم على عنصريين أساسيين:
الأول: الأدوية المسيطرة على المرض نفسه.
الثاني: الأدوية التي تعالج المرض.
وبالنسبة للعنصر الدوائي الأول كما مشهور ومعروف لكثير من الناس هو الفيمتولين، حيث تستقبله مستقبلات معينة في الرئة، ومن ثَم يقوم بتوسعة الرئة. إذن فهو ليس علاج للربو ولكن هو علاج لمشكلة وقتية وأثر عَرَضي ظهر على مريض الربو نتيجة تضيق الشُعب الهوائية.
وبالنسبة للعنصر الثاني فهو عبارة عن أنواع أخرى من البخاخات المحتوية على الكورتيزون الآمن، وهذا هو العلاج المستمر.
وعند الحديث عن صيام رمضان، توجد العديد من الفتاوى الدينية التي تُبيح إستخدام العنصر الدوائي الأول (الفيمتولين) عند الحاجة إليه، لأنه يصل إلى الرئة ولا يصل إلى الدم.
لذلك على المريض إستخدامه مرتين أو ثلاثة في اليوم من بعد الإفطار إلى السحور، وكذلك إذا شعر بتضيق في الشُعب الهوائية أثناء الصيام فلا مانع شرعي من إستخدامه. أما العنصر الدوائي الثاني فيمكن تنظيم جرعاته من بعد الإفطار إلى السحور بعد التشاور مع الطبيب المُعالج.
وفيما يخص شهر رمضان الكريم ومرضى الربو نجد أن غالبية المساجد تضع أنواع من البخور والروائح المعطرة النفاذة فيها أثناء الصلوات وبخاصة في صلاة التراويح، وننصح مرضى الربو بإستعمال الفيمتولين قبل التوجه إلى المساجد أو تجنب هذه المساجد إذا وجد إمكانية في مساجد أخرى لا تتزين بالبخور والعطور النفاذة.
كذلك يجب أن يهتم مريض الربو بتناول كميات وفيرة من الماء في ليل رمضان، مع تجنب تناول الأطعمة الدسمة الثقيلة في وجبة الإفطار وتجنب ملئ المعدة عن آخرها لتجنب الإصابة بالإرتجاع الحمضي للمريء والتي تزيد معه نوبات الربو.
ومن النصائح الضرورية أيضًا في رمضان وفي غيره من الشهور تطهير الفم وتنظيفه جيدًا، لأن تكرار إستخدام بخاخ الكورتيزون دون الغسيل الجيد للفم يُبقيه في تجويف الفم مع التزايد، فوجوده المتزايد في الفم بجانب بقايا الطعام وخلافه يزيد من الإصابة بالإلتهابات الفطرية الفموية.
ما أهم النصائح لمرضى الربو في رمضان؟
• يجب عليهم تجنب الأماكن الحارة، والأماكن الكثيفة الغبار، وتجنب الهواء الجاف الغير رطب.
• تجنب التدخين بعد الإفطار، أو التقليل منه قدر المستطاع.
• يتجنب مصادر الدخان والشوارع المعبأة به.
• تناول الغذاء الصحي، وتجنب الأطعمة الدسمة.
• تجنب بعض الأدوية كالإسبرين لأنها تزيد من حدة نوبات الربو.
• شرب الماء بشكل كافي لأنه يساعد على نشاط الإنسان وعلى التنفس الطبيعي.
• تناول الأدوية في مواعيدها المحددة تحت إشراف الطبيب المُعالج دون تهاون أو تقصير.
هل تؤثر أجهزة ترطيب الجو المُباعة في الأسواق على مرضى الربو؟
ترطيب الجو مطلوب لمرضى الربو، لأن الجو الجاف جدًا يزيد من نوبات الربو ويزيد من حدة المرض. لكن لا يُنصح بالأجهزة التي يُضاف إليها الروائح المُعطرة، لأن بعض أنواع العطور تسبب الحساسية لمريض الربو وتزيد من المشكلة. وعليه لا مانع من وضع أجهزة الترطيب العادية بدون العطور في المنزل لتخفيف حدة الجو وجفافه في فصل الصيف، مع وضع هذه الأجهزة في أماكن بعيدة نوعًا ما عن أماكن تحرك المريض.
ما أبرز العادات والسلوكيات الخاطئة التي يقع فيها مرضى الربو؟
في البداية يجب أن نُركز على أن زيادة الوعي والتثقيف الطبي لمريض الربو بمرضه من ضرورات العلاج، فيجب عليه أن يعرف ماهية المرض وطبيعته، وكذلك أنواع العلاج والأدوية التي سيعالج بها، وكذلك التعليمات والإحتياطات والمحاذير الواجب عليه إتباعها لتقليل آثار المرض على حياته وحياة المحيطين به.
ومن أبرز السلوكيات الخاطئة في التعامل مع أدوية الربو التي تمت مشاهدتها فعليًا:
عدم نزع غطاء بخاخ الفيمتولين قبل البخ مع الإعتقاد أن عملية البخ قد تمت وأن مادة الدواء دخلت فعليًا إلى الرئة.
عدم التوقف عن الزفير (حبس النَفَس) لمدة 10 ثوان بعد بخ الدواء، وزفيره سريعًا.
عند بخ أدوية الربو من بخاخاتها إلى رئة الطفل، يُخصص لذلك أنبوب صغير دائري يوضع على الأنف والفم ليتم البخ من خلاله، وأبرز السلوكيات الخاطئة عند الأمهات هو سرعة نزع هذا الأنبوب الدائري خوفًا من كتم نَفَس الطفل، وهذا خوف وهمي لأن هذا الأنبوب به منافذ حقيقية لتنسيم ودخول الهواء الطبيعي للطفل.
بل يجب التأكد من ترك هذا الجهاز الأنبوب لمدة لا تقل عن 10 ثوان حتى تدخل مكونات العلاج بالكامل إلى داخل الرئة، فهو بمثابة عملية التوقف عن الزفير 10 ثوان كما في البالغين.
كذلك الإهمال في تنظيف الفم وتراكم وتزايد الكورتيزون بداخله مما يؤدي إلى الإصابة بالإلتهابات الفطرية.