هل تكفي البرامج التوعوية بصحة أسنان الطفل أم مازالت هناك أوجه من القصور؟
مازالت برامج التوعية بصحة أسنان الطفل مُقصرة في تثقيف قطاع عريض من المجتمع، ومازالت غير قادرة على تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن صحة أسنان الطفل، ويظهر هذا واضحًا في المشاهدات اليومية لمرضى الأسنان من الأطفال في عيادات طب الأسنان المنتشرة بطول البلاد وعرضها.
متى تبدأ الأم العناية بصحة أسنان طفلها؟
شدد “د. علاء” على أنه يجب على الأم الإهتمام بصحة أسنان الطفل منذ اليوم الأول لولادته، ففي مرحلة ما قبل التسنين يتوجب على الأم مسح سقف حلق الرضيع بشاش طبي نظيف مبلل بماء دافيء، وذلك للقضاء على البكتيريا المتجمعة داخل فمه بفعل الرضاعة اليومية، علمًا بأن هذه البكتيريا قد تكون سبب مباشر في بعض الأحيان لإصابة الرضيع بالمغص وآلام البطن.
أما مع مرحلة ظهور أسنان الطفل اللبنية، فكثير من الأمهات لا يُجدن التعامل مع أطفالهن خلال تلك المرحلة، وكذلك لا يُجدن التعامل مع الأعراض المُصاحبة لظهور أسنان الطفل كإرتفاع درجة حرارة الجسم وزيادة اللُعاب وميل الطفل لِعَض كل ما تتلقفه يداه.
ويمكن التغلب على مثل تلك الظواهر بإستخدام العضاضة الباردة حيث أنها تُخفف من آلام التسنين، وأيضًا توجد مجموعة من المراهم التي يمكن إستخدامها في تلك المرحلة بشرط إستشارة الطبيب.
متى تبدأ مرحلة التسنين؟
قال “د. علاء لطفي قحوش” أخصائي طب وتجميل الأسنان. عادةً ما تبدأ أسنان الطفل في الظهور بعد الشهر الخامس أو السادس من عمر الطفل، ومنهم من تتأخر مرحلة التسنين معه إلى بلوغ العام الأول من العمر، لكن إذا ما تأخر ظهور أسنان الطفل لما بعد العام يستوجب هذا التأخير إجراء بعض الفحوصات الطبية للوقوف على نسب الكالسيوم وفيتامين د في جسمه، لما لهما من دور أساسي في التأثير على التسنين وسرعته عند الأطفال.
كيف تواجه الأم الألم المُصاحب لظهور الأسنان عند طفلها؟
أكد “د. علاء” أن الألم المُصاحب لعملية التسنين يحتاج إلى مشورة الطبيب، وبخاصةً عند إشتداده. كذلك لا يعتبر التسنين السبب الرئيسي أو الوحيد لإرتفاع درجة حرارة جسم الطفل، بل قد تكون الحرارة المرتفعة ناتجة عن حدوث إلتهابات في الحلق أو اللثة… إلخ، والأمر أيضًا متوقف على فحص الطبيب المختص.
ما أبرز الأخطاء الشائعة والتي تُمثل خطر كبير على صحة أسنان الطفل؟
أبرز ما يُسبب تسوس الأسنان عند الأطفال هو الرضاعة الليلية، سواءًا كانت رضاعة طبيعية أو صناعية، حيث تبقى بقايا الحليب في فم الطفل لمدة تتجاوز السبع ساعات، وبالتالي التأثير المباشر على صحة أسنان الطفل وإصابتها بالتسوس. والحلول الواقعية لتفادي هذا الخطأ الشائع هي:
• مسح فم الطفل من الداخل بشاش طبي نظيف مبلل بماء دافيء.
• تخفيف تركيز الحليب بزيادة نسبة الماء، في حالات الرضاعة الصناعية.
• إعطاء الطفل رضعة ماء بعد الرضاعة الطبيعية مباشرة، لتقليل بقايا الحليب العالقة في فمه.
متى يتوجب على الأم إصطحاب طفلها إلى عيادة الأسنان؟
يُحبذ إصطحاب الطفل لعيادة الأسنان فور إكتمال ظهور أسنان الطفل اللبنية كلها وإنتهاء مرحلة التسنين، مع المداومة على زيارة طبيب الأسنان مرتين سنويًا مثل الشخص البالغ تمامًا.
ما أهم النصائح المُوجهه للأم لحماية طفلها من أمراض الفم والأسنان؟
أهم النصائح الطبية لحماية أسنان الطفل ما يلي:
• التركيز على الرضاعة الطبيعية للطفل، طالما لا يوجد عائق طبي لذلك عند الأم أو الطفل، لأن نسبة السكريات في الحليب الصناعي أعلى كثيرًا إذا ما قورنت بالحليب الطبيعي من ثدي الأم، إلى جانب ما يحتويه الحليب الطبيعي من مضادات ومكونات وعناصر مفيدة للجسم.
• السيطرة على وتجنب الرضاعة الليلية، وتنفيذ الحلول المذكورة سابقًا إذا اضطُرت الأم لها.
• تعويد الطفل على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.
يجب ملاحظة تنفس الطفل من فمه أثناء النوم أم لا منذ العام الثالث من عمره، لأن التنفس من الفم وقت النوم من أهم أسباب تسوس وتآكل الأسنان الأمامية.
• منع الطفل من تناول الطعام وخاصةً الحلويات بعد غسل أسنانه بالفرشاة وقبل النوم مباشرة.
• إذا ما حدث وخرجت واحدة من الأسنان الدائمة كاملة بالجذر بفعل السقوط مثلًا، تُوضع السِنة في كوب حليب للمحافظة على حياتها وحياة الجذر، والتوجه مباشرة لأقرب عيادة أسنان في أقل من ساعة.
• الإهتمام بنوعية الطعام الذي يتناوله الطفل، مع التركيز على الأغذية الغنية بالكالسيوم والفيتامينات مثل الحليب ومنتجاته. وكذلك التركيز على تناول الخضروات والفواكة الطازجة.
• تعويد الطفل على تنظيف الأسنان بعد تناول الطعام، وخصوصًا عند تناول الأطعمة الحمضية (ويتساوى البالغين مع الأطفال في تنفيذ هذا الإجراء) حتى لا يحدث تآكل للأسنان.
لماذا تظهر رائحة كريهة لفم الطفل أثناء مرحلة التسنين؟
يمكن أن تكون الرائحة الكريهة بسبب البكتيريا المُتجمعة بين ثنايا طبقة اللثة المتلاصقة بالأسنان قبل إكتمال ظهورها، وهذا بعد إستبعاد الأسباب المتعلقة بالجهاز الهضمي أو نوعيات الطعام أو إلتهاب اللوزتين.
ما أصح طرق تنظيف أسنان الطفل؟
بعيدًا عن الدعايات التجارية يجب معرفة كمية معجون الأسنان الواجب إستعمالها عند تنظيف أسنان الأطفال، لأن زيادة مادة الفلوريد بفم الطفل تضر بأسنانه، فالأطفال ما بين 7 إلى 10 سنوات نضع معجون على الفراشاة بحجم حبة البازلاء الصغيرة.
أما طريقة التنظيف نفسها (التفريش) تكون بشكل دائري لتنفيذ عملية التنظيف، مع التدليك المباشر للثة.
هل تعتبر العضاضة مفيدة وصحية في مرحلة التسنين؟
تعتبر العضاضات مفيدة وصحية حال الإلتزام ببعض الإشتراطات وطرق الإستخدام الصحيحة، ومنها:
• إختيار العضاضة ذات الماركة الطبية المعروفة، وعدم اللجوء إلى الأنواع رخيصة الثمن.
• إختيار العضاضات المرنة المحتوية على سائل لأنها أفضل كثيرًا من الأنواع القاسية نوعًا ما.
• وضع العضاضة في الثلاجة لتبريدها، لأن هذه البرودة ذات أثر فعال في تخفيف الألم الناتج عن التسنين.
• غسل العضاضة وتعقيمها جيدًا بالماء النظيف والصابون المطهر، مع التنبيه على عدم غليها في الماء لأي ظرف من الظروف.
ما سبب التآكل السريع للأسنان عند بعض الأطفال؟
الأسباب المباشرة لتآكل الأسنان السريع لا تخرج عن أحد الأسباب الآتية:
• إصابة الطفل بنقص في الكالسيوم أو في أحد الفيتامينات وبخاصة فيتامين د.
• إصابة الطفل بفقر الدم (الأنيميا).
• كثرة تناول الأغذية والمشروبات الحمضية.
بعض الأطفال يضغطون على أسنانهم بشدة أثناء النوم، حيث يؤدي هذا إلى تآكل سطح الأسنان العلوي.