مخاطر التسويف
لماذا نُهدر وقتنا في أمور كثيرة ليس لها فائدة، مثل مشاهدة التلفاز؟ على الرُغم من أنه في بعض الأحيان يكون لدينا أعمال كثيرة لم نُنهيها بعد.
وهذه هي مُشكلة التسويف التي تواجهنا جميعاً؛ فدائماً ما نترك أعمال كثيرة ومهام مطلوبة منا، بحجة أننا سوف نفعلها فيما بعد، فنقوم بتأجيلها إلى وقت آخر، ومن هنا تتوالى السوفيات في حياتنا.
وبالتالي؛ لحل هذه المُشكلة عليك بالالتزام بمخطط تضعه أنت، ولا تُماطل في تنفيذه، فالتسويف والتأجيل أمر سيئ جداً، ومضيعاً للوقت.
نصائح تُجنبك الوقوع في فخ التسويف
هُناك بعض الخطوات التي عليك القيام باتباعها، والتي تُجنبك الوقوع في هذه المُشكلة وهي:
أولاً: البدء
فالبدء هو الخطوة الأولى، وهي من أشد الأمور أهمية؛ وتقوم على المباشرة في العمل والبدء به. فالقيام بالخطوة الأولى أمر مهم جداً.
ثانياً: التقسيم
فبعض المهام تكون كبيرة وصعبة وتبدو مجهدة للغاية، بذلك تجد نفسك تتهرب من القيام بها، ولكن الأمر بسيط؛ حيث يجب تقطيع المهمة الكبيرة لعدة أجزاء بسيطة وصغيرة، وبالتالي؛ تصبح المهمة الكبيرة غير مخيفة، ويمكن تنفيذها بسهولة ويُسر.
ثالثاً: تحديد مدة زمنية
حيث يُمكنك أن تقوم بتحديد مدة زمنية لنفسك لكل مهمة عليك القيام بها، فعندما تجد أنك تملك وقتاً محدداً لكي تُنجز ما كلفت نفسك به، ركز في العمل ولا تُماطل.
رابعاً: العمل على المهام الصعبة والأكثر أهمية أولاً
حيث يُفضل البدء في المهام الصعبة، والأكثر أهمية أولاً، ثم الأسهل، فإنجاز هذا النوع من المهام يعطيك ثقة، ودافع للاستمرار.
خامساً: القائمة
يجب أن تقوم بوضع قائمة للمهام التي ترغب بتنفيذها، فبهذه الطريقة لا تنسى أي من المهام، بغض النظر عن كونها من الأمور التي تود القيام، أو تُجبر نفسك على إنجازها.
وعند الانتهاء من أي مهمة قم بشطبها من القائمة، فهذا يُعطيك الشعور بالسعادة والإنجاز، ويزيد حماسك للقيام بالمزيد من المهام الأخرى.
سادساً: تجنب ما يهدر الوقت
وتُعد هذه النصيحة شديدة الأهمية؛ حيث يجب الابتعاد عن الأشياء التي تضيع الوقت وتجعلنا نهدر ساعات بدون فائدة، مثل؛ وسائل التواصل الاجتماعي.
وكذلك الأشخاص الذين لا يشجعون على العمل، ويُسهمون في تأجيل مُخطاتنا، فهذا كله لن يجلب أي فائدة، أو يعوض عن ضياع الوقت، ونفاذه قبل إنجاز المهام.
قاعدة الخمس ثوانٍ
التسويف يعني تأجيل الأعمال والمهام إلى وقت لاحق. وخطورته أنه يقلل من تحقيقنا للأشياء أكثر فأكثر، كما أنه يبطئ من تقدمك وتطورك.
قاعدة الخمس ثواني للمؤلفة ميل روبنز (The 5 Second Rule)، ويقصد بها؛ أنه في اللحظة التي تراودك غريزة للبدء في عمل هدف ما يجب عليك أن تبدأ ذلك على الفور، أو خلال 5 ثوانٍ، وإلا سيميل دماغك نحو التسويف.
فالفكرة هنا هي إنهاء دوامة التردد من خلال تنشيط الأجزاء المناسبة من دماغك؛ فإن القرارات البديهية مثل القفز في حوض السباحة لإنقاذ طفل يغرق سببها جزء سريع من التفكير في الدماغ يعرف باسم قشرة الفص الجبهي.
حين تقفز لإيقاظ طفل في حاجة؛ فإن الجزء العاطفي من دماغك يتحكم بك، ولا تقضي الوقت في التحليل عما هو عمق الماء، أو ما هي أفضل طريقة لإنقاذه، وما إلى ذلك.
وأخيراً نطرح عليكم بعض الأسئلة؛ من أنتم اليوم؟ ماذا تريدون أن تكونوا غداً؟ هل فعلاً ترغبون في التغيير؟
حددوا ما تريدون فيصبح لديكم ما يكفي من الأسباب للاستمرار، تذكروا قاعدة الخمسَ ثوانٍ، وارفضوا أن تكونوا نفس الأشخاص الذين كنتم عليها البارحة.