لقد أصبحنا نعيش الآن في عالَم مختلف عن ذي قبل؛ فلقد تغيرت الكثير من المفاهيم وطرق الحياة في عالمنا الحالي. ومن هذه المفاهيم هي انتشار ظاهرة التعلم عن بعد، وهي تعتبر تغيير كامل وشامل لجميع أساليب وطرق التعلم لجميع المراحل العمرية.
ولكن هذه العملية تحتاج إلى تكاتف وتعاون كبير من قِبل الأهل والطفل والمدرسة، وذلك حتى نستطيع التأقلم على هذه الوضعية ومساعدة الطفل في التعلم وتخفيف الضغط عليه.
كيف يمكن نجاح تجربة التعلم عن بعد؟
يقول الدكتور “عبد العزيز”، استشاري تعليمي وتربوي، أن هناك عدة مفاهيم بسيطة يجب معرفتها واتباعها حتى نتمكن من إنجاح عملية التعلم عن بعد، كما يؤكد أنه لا يوجد نجاح فوري لتطبيق خطة في مثل هذا الحجم، وذلك بسبب التغيير الكبير والمفاجئ في طريقة التعليم.
تابع د. “عبد العزيز”، أنه لا بد من وجود تعاون كبير لتحقيق نجاح هذا النوع من التعليم، إضافة إلى ذلك فإنه حتى نضمن نجاح التعليم عن بعد لا بد أولًا أن نتقبل الفشل، وهذا الفشل هو الذي يصل بنا في النهاية إلى النجاح.
يؤكد د. “أبل” أنه أصبح هناك الكثير من الضغوطات على الطالب وعلى الأهل أيضًا بسبب ظاهرة التعلم عن بعد للتأقلم مع هذا النظام.
مصير التحصيل الدراسي في وجود ظاهرة التعلم عن بعد
كما يقول د. “أبل”، أنه مع ظاهرة التعلم عن بعد سوف ترتفع مهارات استخدام التكنولوجيا، أما بالنسبة للمهارات الاجتماعية والتواصل فإنها سوف تنخفض، لأنها تعتمد على وجود الطالب في المدرسة أمام المعلم والتفاعل معه، وأكد الدكتور أن التعليم عن بعد هو شيء لمساندة التعليم عن قرب وليس لاستبداله.
من الجدير بالذكر أن التعامل مع ظاهرة التعلم عن بعد لا يأتي فقط من المنزل، ولكن هناك متطلبات لا بد أن توفرها المدرسة حتى تساعد ولي الأمر في مساعدة الطفل في التعلم عن بعد.
فهناك الآن أطفال مثلًا في عمر 5 سنوات أو ست سنوات مطالبون بالجلوس أمام الأجهزة لمدة أربع ساعات، وهذا بالطبع يسبب ضرر على عيون الأطفال.
كما أن الطفل في هذا العمر من الصعب أن يجلس كل هذه المدة أمام الجهاز، لذلك لا بد من تواجد متطلبات واقعية من المدارس لأولياء الأمور.
أما بالنسبة لولي الأمر فيمكنه تقسيم عدد هذه الساعات، وألا يجبر الطالب على الجلوس طوال الاربع ساعات؛ فيمكن أن يجلس لمدة، ويقف لمدة، كما يمكن أن يأخذ راحة ويتحرك لمدة معينة.
وهنا تقرأ مقال عن مواصفات الاختبار الجيد
كيف نستطيع إقناع الطفل بتقبل التعلم عن بعد؟
ختم د. “أبل”، لا بد من تسهيل هذه العملية ومساعدة الطفل على حب التعلم.
وأضاف الدكتور أن هناك الكثير من أولياء الأمور يجلسون بجانب الطفل خلال فترة تلقي الدروس، ويساعدون الطفل في حل الأسئلة وهذه الأمور، ولكن هذا أمر يعتبر غير صحيح، فيجب تعليم الطفل الاعتماد على نفسه وحب التعلم.