كل منا يستقبل العام الجديد بطريقته، فالطرق تختلف والأساليب تتباين، بعضها طرق سطحية ساذجة مفرعة من المعنى والعمق القيم لفكرة الاستقبال، وبعضها الآخر يتمتع بالعمق والقيمة العالية للفكرة.
فهناك أشخاص يفضلون الأجواء الاحتفالية الصاخبة ويستقبلون عامهم الجديد بالتجمع مع الأصحاب والأهل والأحباب، في لحظات صاخبة تضج بالأمل والترقب للغد المنتظر، وهم يستبشرون بتجمعهم والتفافهم حول معاني الحب والصحبة.
وهناك من يفضلون أن يكون استقبالهم للعام الجديد في هدوء وبساطة ولقاء بشخص عزيز، وقضاء وقت لطيف آملين أن تكون السنة الجديدة لطيفة وخفيفة الظل، وحانية عليهم وعلى أحبتهم.
في حين أن هناك نوع ثالث من الأشخاص يستقبل عامه الجديد بجلسة محاسبة قاسية وتعنيف وعتاب، ووضع خطط جديدة والتفكير في مشروعات وأفكار لتطوير الحياة والتحرك بها نحو الأفضل.
وأيا كانت طريقتك عزيزي القارئ في الاحتفال أو استقبال السنة الجديدة فلا غضاضة فيها، الهم أن تحرص كل الحرص أن يكون عامك المقبل أفضل من العام المنصرم وأيامه أطيب، احرص أن تستقبله بما يجعله أروع ويجعل حيتاك فيه أجمل، وهنا أقدم بين يديك السر الرائع في تحقيق حلمك بأن يكون عامك أفضل، وانجازاتك أكبر، وطاقاتك أعلى، وحظك فيه أوفر، ويمكنك عزيزي القارئ أن تضع ألف خط تحت عبارة ” حظك فيه أوفر”، وسأضع بين يديك النصائح الرائعة التي تعينك على تنفيذ هذه الخطوة الرائعة.
افراغ المشاعر السلبية والتخلص منها، هو سر السعادة في عامك المقبل
على خلاف ما يعتقد البعض أننا لا اختيار لنا في هذه الحياة وأننا نسير في طريق لا دخل لنا فيه، وأن أقدارنا وما يحدث لنا هي أمور جبرية لا قبل لنا بتغييرها ولا التدخل فيها، فإن الواقع يقول غير ذلك، حيث أن جزءاً كبيراً من الأحداث والأقدار نتسبب نحن فيه بكامل إرادتنا، فنحن نختار الفشل أو نسعى للنجاح، ونحن من نلقي بأيدينا في كثير من المهالك أو نسلك بالوعي السليم مسالك النجاة والخلاص، فأفكارنا هي ما تشكل واقعنا وتحدد ملامح مشاعرنا، من ثم تحدد شكل وقوة واتجاه طاقاتنا.
وبما أننا على وشك الدخول في عام جديد نسأل الله أن يكون موفقا وسعيدا، فإننا نوجه دعوة لك عزيزي القارئ أن تكون على وعي بأفكارك ومشاعرك، ومدى تأثيرها عليك، وعلى مستقبلك في عامك القادم وفي عمرك كله، ولتبدأ من هذه اللحظة في افراغ عقلك من الأفكار السلبية وتنظيف روحك من المشاعر التي تصاحبها، وإليك النصائح التي تساعدك على تحقيق ذلك:
- التخلص من الأفكار السلبية هو الخطوة الأولى للتخلص من المشاعر السلبية، ومن ثم فمن أهم الخطوات لذلك أن تتجاهل أفكارك السلبية ولا تركز عليها، بمعنى أن لا ترددها كثيرا في أحاديثك مع الناس أو مع نفسك، ولا تشكوا منها ولا تبحث عن حلول لها، ولا تكررها وأنت تصف نفسك أو تصف مشاعرك مثلا، حاول أن تسقطها تماما من حديثك وتفكيرك الواعي، لكي تبهت وتسقط من العقل الباطن.
- بعد تلك الخطوة حاول شغل العقل بأفكار بديلة أكثر إيجابية، ابدأ بالتركيز عليها واجعلها محور حديثك واهتمامك، فهذا يضعف الأفكار السلبية القديمة شيئا فشيئا ويحل محلها.
- بعد الخطوتين السابقتين تلقائيا سوف تجد مشاعرك أصبحت أفضل وأكثر إيجابية، لكن ستظل هناك بعض منها يعلق بروحك ويقفز إلى ذهنك من وقت لآخر، وعندئذ ما عليك إلا أن تحاول أخذ نفس عميق والدخول في حالة استرخاء وتأمل، وفي اثناء الاسترخاء ركز على فكرة واحدة أو شيئا واحد إيجابيا وحاول أن تتخلص من مشاعرك، تخلص منها شيئا فشيئا .. حتى تهدأ تماما وتصبح في حالة سكون، ويتوقف علقك قليلا عن التفكير والضجيج.
- بعد أن تصل إلى هذه الحالة الشعورية الرائعة سوف تشعر أن قلبك وعقلك في حرية تامة وأن روحك خفيفة وغير مثقلة بأي شيء، عندئذ فكر في عامك المقبل وكأنه لوحة بيضاء، وارسم فيها ما تشاء من معاني الحب والسعادة والأمل.
- أطلق لروحك العنان واجعلها تعيش السعادة والفرحة وكأن عامك يتحرك وفقا لرغباتك، وكأن كل أحلامك تتضح وتتحول إلى حقيقة، انطلق واكتب في ورقة كل مشاعرك الإيجابية وخططك المتفائلة، وعلقها أمامك انظر إليها كل يوم ليتجدد الأمل بداخلك، افعل ذلك وثق أن عامك المقبل سوف يكون بإذن الله عند حسن ظنك، وأنه لن يخذلك أبدا.