يعاني الكثير من الحزن و مشاكل القلب ومنها متلازمة القلب المنكسر بسبب ضغوطات الحياة.
ما هو مفهوم متلازمة القلب المنكسر؟
قالت “د. مواهب على محمد” إستشارية قلب في مؤسسة حمد الطبية. في عام 1999 ظهرت أول حالة تعاني من متلازمة القلب المنكسر وهي تظهر في حالات الحزن الشديد وفقدان العزيز كالزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء أو الوالدين فتحدث حالة حزن شديدة والدماغ عادة في حالات الحزن يفرز مجموعة من الهرمونات المفيدة والضارة بنفس الوقت فهي تعطي الإحساس بالخوف والحزن والضيق.
وهي هرمونات الأدرينالين والنور أدرينالين وفي بعض الأشخاص يكون لهذان الهرمونان تأثير سلبي على القلب وتتسبب في ضعف حاد جدا في عضلة القلب.
وأهم جزء في عضلة القلب هو البطين الأيسر الذي يضخ الجسم للشريان الرئوي والأورطا ومن هنا يتوزع الدم للجسم وبالتالي في وجود هذه الحالة تصبح العضلة غير قادرة على الإنقباض بالصورة الطبيعية وهذه الحالة إلى حد كبير تشبه نوبة القلب الحقيقية، فالمريض يصاب بألم في الصدر، تعرق، ضيق نفس وفي حالات نادرة جدا قد تحدث الوفاة وتحدث إضطرابات لنظم القلب أو حتى فقدان للوعي.
وهذه الحالة تصيب النساء بصفة خاصة جدا وبنسبة 90 – 95 % لأن المرأة عاطفية أكثر من الرجل بالإضافة إلى وجود الهرمونات الأنثوية والتكوين الفسيولوجي لها.
ما هي الأساليب التي يمكن إتباعها لحماية القلب من هذه الحالة؟
لابد وأن يكون الإنسان إيجابي حتى لا يتأثر بمثل هذه الامور التي قد تتسبب له في مشاكل وضيق لذا علينا أن نهتم بالجانب الإيجابي لكل الأمور ومثال على ذلك وجود شخص متوتر أثناء فترة الامتحانات يبدأ بتنظيم وقته وترتيب أولوياته وبالتالي تمر عليه هذه الفترة بسلام ويتغلب على هذا التوتر على عكس شخص آخر يتجه إلى الجانب السلبي فلا يصل للنتيجة المطلوبة.
ويجب الموازنة بين الجزئين السلبي والإيجابي.
فالفرد لن يستمتع بالجانب الإيجابي إلا إذا شعر بالجانب السلبي ولكن يجب التغلب عليه وذلك من خلال الإيمان بالله وبالقضاء والقدر بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية التي تساعدنا على تخطي الفترات الصعبة في حياتنا.
ما هي النصائح التي تفيد المصابين بمتلازمة القلب المنكسر؟
بالنسبة لأصحاب القلب السليم ننصح بالغذاء الصحي للحفاظ على القلب من الأمراض والإكثار من تناول الفواكه والخضروات وممارسة الرياضة واليوجا ومحاولة الفرد على الإسترخاء في حالة التوتر بالإضافة إلى زيادة الروابط الاجتماعية بين الأشخاص لأنها تساعد على التغلب على التوتر والقلق.
بالنسبة لمرضى القلب ننصح بالانتظام على أدوية القلب والمتابعة الدورية والانتباه إلى الأعراض التي تستوجب الذهاب إلى الطبيب وأيضا عدم الإهمال في تناول الأدوية أو قياس ضغط الدم حتى لا تسوء الحالة ونحافظ على وضع القلب.
كيف يمكننا معرفة الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر بدون اللجوء إلى الطبيب؟
الطبيعي لدى كل الأشخاص الشعور بالحزن والضيق والبكاء والإكتئاب ولكن متلازمة القلب المنكسر تصيب الشخص بنفس أعراض النوبة القلبية مثل ألم قوي جدا في القلب وعادة ما تستمر من دقائق إلى ساعات بعد الحدث الحزين وقد يمتد إلى اليد أو الكتف الأيسر بالإضافة إلى التعرق الشديد وضيق النفس وقد تتطور إلى فقدان الوعي وبالتالي يجب التوجه السريع إلى الطواريء فهي تشبه الصدمة القلبية بشكل كبير.
وأضافت الدكتورة أن نسبة حدوث هذه المتلازمة قليلة وهي 2-4% ونتيجة أن الأعراض قوية جدا فسيلاحظها الفرد خصوصا أنها تصاحب حالات الحزن الشديدة.
ما هي النصائح الموجهة لمريض متلازمة القلب المنكسر ؟
يعود القلب لحالته الطبيعية خلال 4 – 8 أسابيع من حدوث الصدمة ولكن يجب التوجه الفوري إلى المستشفي عند ظهور الأعراض في الساعات الأولى لأنه يعالج مثل مريض النوبة القلبية حتى يتم تصوير عضلة القلب.
كما ننصح بوجود الأهل والأقارب لدعم المريض نفسيا بالكلام الإيجابي بالإضافة إلى الأدوية التي تقوي عضلة القلب.
وأشارت الدكتورة إلى أن كل تفكير سلبي قد يتسبب في حدوث هذه المتلازمة ومن أهم هذه الأمور الاكتئاب والتوتر لفترات طويلة مما تسبب إرتفاع في ضغط الدم والإصابة بأمراض الضغط والقلب والشرايين وبالتالي يجب الابتعاد عن التوتر والتفكير بشكل إيجابي وأخذ فترات راحة نفسية. وإيمان الفرد بالقضاء والقدر يساعده على التغلب على هذه المتلازمة.
وختمت الدكتورة حديثها عم بعض الدراسات التي أقيمت في عام 2015 والتي تشير إلى أن هذه المتلازمة قد تحدث أيضا في حالات الفرح الشديد وبالتالي الاعتدال والتوازن شيء هام في حياة الفرد.