يواجه العديد منا مشكلة كبيرة في كيفية إدارة موارده المالية بطريقة صحيحة خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار إلا أنه هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها ضمان عيش حياة كريمة دون التبذير المالي للدخل منها ضرورة تقسيم الدخل والتخلي عن الموروثات الشعبية القديمة التي توحي بالتبذير بدعوى الكرم.
ما أهمية إدارة الموارد المالية بشكل صحيح؟
يقول الصحفي الاقتصادي “خالد أبو شقرا”، لقد وصلنا إلى اليوم الذي لم يَعُد فيه التخطيط المالي مجرد تفصيل لحياة الأسر وحتى لحياة الأفراد حيث يعاني المجتمع العربي بشكل خاص من أشياء عدة كانخفاض في المعيشة وانخفاض في الدخل بجانب ارتفاع الأسعار مما يحتم علينا ضرورة تنظيم مواردنا المالية لكيلا تقع الأفراد والعائلة في عجوزات كبيرة.
أضاف ” خالد “: بطبيعة الحال فإن طبيعة العمل أو الوظيفة تؤثر حتماً على الدخل ومن ثم تؤثر بشكل كبير على كيفية إدارة الموارد المالية، لذلك فإن هناك العديد من المواطنين العرب ممن لا يتقنون كيفية إدارة الحسابات المالية بشكل صحيح كما يتكل العديد منهم على العيش بشكل يومي دون التفكير في الغد.
هل تؤثر نوعية الدخل على كيفية إدارة الموارد المالية؟
بالطبع تؤثر أنواع الدخل المختلفة على كيفية إدارة الموارد المالية للإنسان ومن المُلاحظ أنه كلما كبر الدخل كلما تقلصت المشاكل كما أن أصحاب الدخول المتوسطة هم أكثر عُرضة إلى عدم تدبير مصروفهم المنزلي بشكل كبير لأن أصحاب الدخول المنخفضة يتأقلمون مع هذا الوضع وتكون متطلباتهم قليلة جداً بالإضافة إلى أصحاب الدخول المرتفعة أيضاً مهما بذروا من أموال فلن يشعروا بوجود مشاكل، بينما أصحاب الدخول المتوسطة سيتعرضون إلى مشاكل مالية حين يقومون بالتبذير.
ما هي أسباب عدم القدرة على إدارة الحسابات المالية؟
هناك العديد من العوامل التي تتسبب في عدم القدرة على إدارة الأموال بشكل صحيح وليس أقلها أهمية هي الموروثات الشعبية والتقاليد والعادات وحتى أماكن السكن.
على سبيل المثال، نحن شعوب زراعية وبالتالي فإن الأرض كريمة عندنا جميعاً وتعطينا خيرات كبيرة ولكن اليوم مع تبدل ظروف المواطنين والاتكال أكثر على الاستيراد من الخارج والتحول إلى الصناعة أصبح عدم تدبير الشئون المنزلية مشكلة كبيرة وتواجه بشكل خاص أصحاب الدخول من الوظائف والمهن الحرة الذين ليس لديهم راتب ثابت – وفق ما يراه الصحفي.
تبدأ عملية تنظيم الموارد المالية لتحقيق بعض الادخار بشكل أساسي وهو ما ينقصنا نحن كشعب عربي عن طريق تحديد الموازنة أو التوقع للمصروفات في الأيام والشهور والسنوات القادمة، لذلك نلاحظ جميعاً وجود مشاكل عدة في بيوتنا عند بدء الدراسة نتيجة ارتفاع الأقساط المدرسية بدرجة كبيرة وبالتالي تأتي أهمية تحديد أماكن الصرف بشكل دقيق بالمقارنة مع الدخل خاصة إذا كان الدخل يأتي من أكثر من مصدر أو أكثر من شخص ومتفرق بينهم جميعاً وهذا حتماً له دوره الإيجابي في تعليم الأطفال كيفية الإنفاق والترشيد فيه وسينعكس عليهم عند الكبر.
ما هي بعض الأخطاء التي تواجه الأسر عند تنظيم الدخل؟
يُعد الخطأ الأبرز الذي يقوم به العديد من المواطنين عند القيام بتنظيم الدخل هو عدم القيام بالحسابات أي أننا ننفق دون أن نسجل أو نكتب ما ننفقه بشكل أساسي.
أما عن الخطأ الثاني فيكمن في بعض الموروثات التي نحملها بأن الكرم يُمحي كل العيوب وأن ننفق بشكل كبير على العديد من الأشياء قليلة القيمة وألا نستهلك حاجتنا بشكل أساسي عكس الأوروبيون الذين يذهبون إلى السوق للشراء بالحبة ولكننا نشتري بالكيلو وأكثر وجزء كبير منه يُهدر دون فائدة بالإضافة إلى عدم التنسيق بين الزوجين فيما يخص مسألة الإنفاق.
وأخيراً، يجب علينا التحضير للنفقات طيلة فترات السنة حيث يمكننا تخصيص ميزانية شهرية للأمور العادية مثل المأكل والمشرب والملبس ودفع الفواتير إلخ إلخ… بينما الأمور الأخرى كالمدارس والتحضير لمؤن الشتاء وغيرها يجب التحضير له سنوياً أو تقسيمها على فترات طويلة من السنة.