ما هي الأسباب الحقيقية وراء نزيف الأنف المتكرر؟
نزيف الأنف “الرعاف” يعتبر عرضاً منتشراً بشكل كبير، فمعظمنا تقريباً قد حدث له ذلك النزيف ولو لمرة واحدة على الأقل، فقد أُثبت أن ٦٠٪ من البشر قد حدث لهم نزيف الأنف مرة واحدة في العمر ولكن ١٠٪ منهم فقط قد يضطرون إلى الذهاب إلى الطبيب.
وقد تعددت أسباب نزيف الأنف، فقد تكون أسباب متعلقة بمنطقة الأنف نفسها أي أسباب موضعية، أو قد تكون خاصة بالجسم عامة، أما عن الأسباب الموضعية، فإن أكثر الأسباب الموضعية هو وجود جرح في بطانة الأنف بسبب وضع الإصبع بشكل متكرر ومستمر بالأنف، أو بسبب حدوث أي ضربة مباشرة للأنف أو بسبب وجود جسم غريب بالأنف أو وجود كتل أو أورام بالأنف سواء حميدة أو خبيثة، ذلك بالإضافة إلى العوامل البيئية التي قد تسبب حدوث جفاف للأنف كالتعرض لدرجات حرارة مختلفة بشكل مفاجئ، أو قد يحدث الجفاف نتيجة الاستخدام الخاطئ لبخاخات الأنف الخاصة بالحساسية، سواء بالاستخدام الزائد عن الحد المطلوب، أو بالتوجيه الخاطئ للبخاخ فبدلاً من أن يتم توجيه البخاخ ناحية الجدار الجانبي للأنف يتم توجيهه إلى الحاجز الأنفي نفسه مما يسبب الجفاف، كما أن الجو الحار عموماً قد يسبب حدوث توسع بالأوعية الدموية بالأنف ومن ثم يسبب حدوث النزيف.
وأخيراً، فأي مشكلة في الحاجز الأنفي، كوجود ثقب مثلاً أو اعوجاج بالحاجز الأنفي كذلك يزيد من فرصة حدوث النزيف، والالتهابات الفيروسية أو البكتيرية أو حتى التهابات الجيوب الأنفية والتهاب الأنف التحسسي أيضاً قد يساهم في حدوث النزيف.
وهناك أسباب عامة لنزيف الأنف، والتي أغلبها يكون أعراضاً جانبية لأدوية مرضى القلب والتي تسبب زيادة تميع الدم كالأسبرين، أو حتى بسبب وجود مشاكل بالدم كزيادة ميوعة الدم عامة، ذلك بالإضافة إلى أمراض الكبد والكلى، فالكبد خاصة هو المسؤول الأول بالجسم عن وجود وإنتاج عوامل التخثر أو التميع، وبالتالي إذا كان هناك مشكلة ما بالكبد كوجود التهاب كبدي مزمن مثلاً أو وجود تشمع بالكبد فيؤدي ذلك بدوره إلى فقد الكبد لوظيفته وبالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث نزيف الأنف.
وارتفاع ضغط الدم لا يعتبر هو المسبب، ولكنه مرتبط بشكل كبير بحدوث نزيف الأنف، فإذا كان ضغط الدم مرتفعاً مع وجود النزيف، فيصعب ذلك من القدرة على السيطرة على النزيف.
هل مشكلة نزيف الأنف مرتبطة بعمر معين؟
يُصنف نزيف الأنف “الرعاف” إلى نوعان: فهناك نزيف أنفي أمامي أي يحدث بالمنطقة الأمامية بالأنف، والذي يمثل ٩٠٪ من الحالات، وهناك نوعاً آخر وهو نزيف الأنف الخلفي والذي يحدث بحوالي ١٠٪ من الحالات ويؤدي إلى نزول الدم إلى الحلق.
وفي الأطفال بشكل خاص غالباً ما يكون نزيف الأنف أمامي وبالتالي يتم التحكم فيه بشكل كبير، ولكن بالإضافة لحدوث نزيف الأنف الأمامي عند كبار السن ولكن غالباً ما يحدث لهم نزيف الأنف من النوع الخلفي، والذي يكون صعباً نوعاً ما نظراً لصعوبة السيطرة عليه؛ فلابد من عمل حشوة خلفية كبالون مثلاً للتحكم بالنزيف أو قد يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي في بعض الحالات.
ما هي الإسعافات الأولية لنزيف الأنف “الرعاف”؟
إذا ما شعر الشخص بوجود نزيف بالأنف فلابد وأن يهدأ ولا يتوتر؛ فقد يزيد التوتر من ضغط الدم وبالتالي يؤدي إلى زيادة حدة النزيف، ومن ثم لابد وأن يجلس الشخص مائلاً للأمام، ويقوم بالضغط لمدة خمس إلى عشر دقائق على غضروف الأنف ولا يضغط على عظمة الأنف كما هو شائع، ومن الممكن أن يضع أي شيء حتى يمنع نزول الدم على الأرض، كما يمكن أن تساعد الكمادات الثلجية على الأنف أو الجبهة على تخفيف حدة النزيف، ولابد من بصق أي دم قد ينزل إلى الفم، ويُحذر الأطباء من بلع الدم الذي قد يسبب تهيج لجدار المعدة.
وأخيراً، عند توقف النزيف يمكن استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان، وإذا لم يتوقف النزيف فلابد من الذهاب لوحدة الطوارئ حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ما هي أبرز العلاجات المستخدمة في علاج نزيف الأنف؟
ترجع طريقة العلاج المستخدمة إلى المسبب الرئيسي، فإذا كان السبب مرضاً عضوياً معيناً فيتم علاجه أولاً، أما إذا كان السبب هو التقلبات الجوية أو العوامل البيئية بشكل عام، فيتم استخدام بعض العلاجات التي تخفف من جفاف بطانة الأنف مثل بعض المراهم أو بخاخات ماء البحر، وكذلك ينصح بالابتعاد عن العبث بالأنف أو أذيتها بأي شكل.
وإذا حدث نزيف وقام الشخص بالسيطرة عليه، فيفضل أن يتجنب الاستحمام بالماء الدافئ بعض الشيء وكذلك تجنب تناول الأطعمة الدافئة، كما يفضل الابتعاد عن المجهود العضلي في تلك الفترة، ويجب الابتعاد عن التدخين في تلك الفترة أيضاً.
وإذا ما كان النزيف مستمراً، فلابد من الذهاب للطبيب حتى يتخذ الإجراءات اللازمة مثل كي الأنف باستخدام مواد كيميائية طبية “Silver nitrate” باستخدام كمسكن موضعي أو بالتخدير الكلي إذا كان الطفل صعب السيطرة عليه.