تقول السائِلة: أنا في الأسبوع الـ13 من الحمل، وكانت هناك آلام في أسفل البطن منذ كنت في الأسبوع الخامس، وعملت ألترا ساوند، وأخبرتني الطبيبة بوجود بعض الدم داخل الرحم، وأن الجنين ينمو بصورة طبيعية، وكانت تتوقع نزول هذا الدم، ثم ذهبت إليها بعد أسبوعين، وعملت ألترا ساوند مرة أخرى، وأخبرتني بعدم وجود الدم، بالرغم من عدم نزوله، إلا أنني لاحظت في خلال الأسبوعين بعض الإفرازات الصفراء، ولم تذكر لي الطبيبة أي تفسير لذلك؛ فما تفسيركم لذلك؟ علما بأني مررت بتجربة الإجهاض المبكر مرتين قبل هذا الحمل، وكانت المرة الثانية نفس هذه الأعراض (آلام أسفل البطن ووجود دم بالرحم).
وأنا معي طفل عمره 4 سنوات، وكان حمله دون مشاكل. أنا حتى الآن أعاني من بعض هذه الآلام، ولكن أقل بكثير، وأعاني من آلام أسفل الظهر تمنعني من الجلوس أكثر من 15 دقيقة، بعدها أحاول أن أنام على ظهري. كما أنني عندي احتقان في الحلق، وهو دائم معي منذ ثلاث سنوات، ولا أشعر بآلام له، ولكن عندما يدخل فصل الشتاء دائما يخرج من فمي بعض الدم نتيجة لهذا الاحتقان عند استيقاظي صباحا وطبعا توجد بعض الآلام في هذه الفترة؛ فهل لذلك الدم تأثير على الجنين؟ علما بأني كان عندي ربو شعبي في طفولتي، وأنا الآن لا أعاني من الربو.
الإجـابة
د. عيسى الخثيمي -استشاري أمراض النساء والتوليد- قال: إن نزول الدم مع الحمل في الأشهر الأولى سببه راجع لانفصال بسيط في أطراف المشيمة؛ مما يسبب نزول بعض الدم، وتتفاوت كمية هذا الدم من امرأة لأخرى، وهذا النزيف إما أن يقل ويتوقف ليستمر الحمل، أو لا يتوقف ويزيد فيحدث الإجهاض، لا قدر الله.
وبالنسبة لحالتك فهي بإذن الله مطمئنة؛ لأن توقف النزيف بحد ذاته علامة طيبة إذا كانت نبضات الجنين سليمة على حسب تقرير الأشعة الصوتية. أما لو توقف النزيف ولم يشاهد نبض الجنين بالأشعة الصوتية فأنصح بإعادة الأشعة الصوتية مرة أخرى بعد أسبوعين من تاريخ الأولى للتأكد من وجود نبض الجنين، فلو لم يظهر نبض الجنين في الأشعة الثانية فمعنى ذلك أن الحمل توقف، ويلزمك إجراء عملية التنظيف.
الجدير بالذكر أنه عند حدوث النزيف فإن الأشعة الصوتية ستظهر تجمعا دمويا بين جدار الرحم والمشيمة، فإذا توقف النزيف فإن هذا التجمع يتحلل ويختفي مع الوقت دون مشاكل، وقد ينزل عليك بعض الإفرازات البنية.
وفي حالتك هذه سيدتي الفاضلة أنصح بالراحة قدر المستطاع، ولا أعني بذلك النوم في السرير بشكل متواصل؛ بل مارسي نشاطك العادي دون مشقة أو حمل أشياء ثقيلة، وحاولي تجنب الوقوف الطويل.
أتوقع أن الحمل طبيعي الآن بعد توقف الدم وبعد الاطمئنان على وجود نبضات قلب الجنين واستمرارية الحمل بهذا الشكل عالية بإذن الله ﷻ، وتلك الإفرازات الصفراء ستقل مع الوقت، مع ملاحظة أنه لو صاحب هذه الإفرازات رائحة كريهة أو حكة فلا بد من استشارة الطبيبة.
وفيما يتعلق بآلام الظهر فهذا أمر طبيعي ناتج عن تقلصات الرحم، ويمكنك تناول حبوب مسكنة لتخفيف هذا الألم؛ فهناك حبوب مسكنة لا ضرر منها على الحمل يمكن أن يصفها لك طبيبك.
وبخصوص احتقان الحلق وظهور دم من فمك عند الصباح فأتصور أن هذا نوع من الحساسية تحدث لك مع تغيرات الجو، وأنصحك في هذه الحالة بمراجعة إخصائي الأنف والأذن والحنجرة لمساعدتك في ذلك.
أسأل الله العلي القدير أن يتم حملك بخير ويخفف عنك كل معاناة، وتذكري دائما أنه (وَهْنًا عَلَى وَهْن) كما قال المولى عز وجل في كتابه الكريم: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ) [سورة لقمان: 14].
لديّ بعض المقترحات المفيدة أيضًا: